أقلام حرة

اخصاء مؤسسة النزاهة في كوردستان

عماد عليواخيرا وبعد ان صاح الديك وبالامس فقط تنادي مؤسسة النزاهة في كوردستان مترجيا تقديم اسماء المرشحين لمناصب الحكومة الجديدة اليها، وكانها استيقضت من النوم العميق المماثل لاصحاب الكهف اخيرا، بعدما لم يسمع احد عن اعمالها ونشاطاتها وانما حتى نسيت بانها موجودة بسكوتها المطبق طوال هذه السنين وتنفي مهامهم الخاص وهو عدم بيان الحقائق وبه يمكن ان نؤكد بانها تشارك بشكل مباشر وغير مباشر في تجسيد الفساد وابقاءهم بعيدين عن اعين الشعب وعدم مكافحته من قبل المخلصين الاخرين وبعيدن حتى عن اعين الاعلام.

انها مؤسسة مملوءة من الموظفين الحزبيين برئيسها المعينين وفق حصص حزبية وبشروط سرية واولها الموالاة وعدم بيان الحقائق كما نرى منذ تاسيسها، فلم يسمع احد عن قضية او فسادولو صغير جدا يُكتشف او حتى سوء استغلال السلطة وكأن كوردستان بلد اوربي لم يحصل فيها اي شيء والجميع نزيهين ولا غبار على العملية السياسية ولا يد للاحزاب والقيادات فيما يحصل من الفساد.

من المعلوم ان رئيس المؤسسة من حصة حزب كادحي كوردستان الذي يعتبر نفسه مدافعا عن مصلحة الفقراء والكادحين، ومنح هذا المنصب الحساس لهذا الحزب تعويضا لما خسره في الانتخابات لكونه مدلل لدى حزب السلطة المطلقة لكون موالي وتابع له، وعليه للسلطة كلمة عليه وعلى حزبه ولا يمكنه ان ينطق بكلمة واحدة دون ان يكون لهم رايا فيما يتحرك ولو لخطوة واحدة.

فنقول للشعب العراقي عندما ينتقد مؤسسة النزاهة في بلدهم فانهم لم يروا الادهى من تلك المؤسسة الموجودة هناك ولم يعلموا ما يحدث هنا في كوردستان، فان قارننا بين نشاطات وفعاليات ومحاولات المؤسستين لتبين حجم الفرق الكبير ومستوى الفروقات في الفساد المتفشي في الموقعين ومدى اخصاء هذه المؤسسة في كوردستان من قبل السلطة وان علموا ما يجروا هنا سوف يترحمون على ما لديهم هناك، والدليل القاطع انه لم تفرز هذه المؤسسة اي ملف طوال هذه السنين التي تثقل كاهل الميزانية فقط بما تعمل، ولم ينبس ببنت شفة حول المناصب العليا كانت ام السفلى التي تتعين ولديها الجميع نزيهين بفعل الاوامر التي تتلقاها من الذين لديهم الفضل عليت تعيناتهم ودون ان تعلم هذه المؤسسة مدى نزاهة هؤلاء او فسادهم بل لم يعلموا حتى اسماءهم الا بعد ان تمنح لهم الثقة من قبل البرلمان الكوردستاني او يعينون من قبل الحكومة، ولم نشهد يوما اعتراضا من قبل هذه المؤسسة على منصب واحد وشخص مرشح ابدا، او كشف ملف فساد ما في اية وزارة او حتى دائرة حكومية صغيرة، وعليه يمكن ان يكون هؤلاء المعينين والمنتخبين من قبل ممثلي الشعب كانوا ام من قبل السلطة الحكومية نزهاء جميعا، وما لا نعلمه نحن ان الفاسد استورد من خارج كوردستان!! والفساد سببه خارجي!!!.

السلطة اختارت هذه المؤسسة بشكل مزركش ومظهري دون ان يكون له فحوى ام مهمة وان تبقى بلا جوهر عملي لها بل عملها الخاص هو تضليل الراي العام بعدم كشف ما يجري او تغطية الموجود من الفساد بسكوتهم. ان السلطة هي التي اختارت رئيسا لها كمنة على حزب ضعيف وشخص لم يكن له موقفا يوما على ما يجري ولم يسمع به احد وكانه في سبات شتوي وو صيفي ولا يمكن حتى مقارنته بما موجود في العراق الذي لم نسمع يوميا الا انتقادات كبرى على تلك المؤسسة الفعالة جدا لو قورنت بما موجود في كوردستان، نعم تستحق هذه المؤسسة وما فيها من ان ننعتهم بانهم اخصوا قبل ان يعينوا من قبل السلطة وبمنية عليهم ومستندين على موقف ضعيف استغلته السلطة الكوردستانية قبل تعينهم وبدء عملهم في المراحل السابقة.

و عليه يمكن ان يتابع اي منا ما يجري هنا، وكانه الديموقراطية في احسن احوالها وعيارها العالي لم ينافسها احد، لم يتكلم احد عن تغطية هذه الحالات بحيل مكشوفة من قبل السلطة، وهكذا يتعاملون مع هذه المواقع الحساسة، وعليه يمكن متابعة ما يجري من قبل الجميع ومن لهم الحق من الشعب والسلطات الكوردستانية والعراقية في كيفية عمل هذه المؤسسات التي تاسست للتغطية على فساد العملية السياسية في كوردستان وبشكل مخادع وحيل شتى مستغلين ضعف بعض الاحزاب والشخصيات وتاريخهم الضعيف والمشوه من اجل سكوتهم وصمتهم ازاء اصغر عمليات الفساد و ما يجري في اصغر مؤسسة حكومية كانت فكيف بالحيتان الكبار، ويجب ان يسال الجميع ما هي تلك الاوامر التي تفرض عليهم لسكوتهم ولماذا لم تتحرك اية جهة في معرفة جوهر عمل مثل هذه المؤسسات التي في اساسها تاسست باسس فاسدة، وكيف يمكن ان تحارب الفساد وتكشفه وهي بهذه الحال. وهنا يمكن ان نطلب ونحن في نهاية هذه الكابينة وفي ابواب الحكومة الكوردستانية الجديدة، ان يواجه هؤلاء العدالة على عدم اداء مهامهم الخطير التي ترسخت الارضية للفساد اكثر من الفاسدين انفسهم عند تغطية ما يجري دون نطق ولو بكلمة واحدة عن وجود فساد في كوردستان في اي موقع كان. والمطالب الان ان يعرض هؤلاء وكيف نفذوا ما فرض عليهم الى العدالة برئيسهم وما يملكون وكشف تاريخهم على العلن، ومحاسبتهم على قصورهم على اداء العمل المقدس الذي يقع على عاقتهم، وهم نكثوا عهدهم بتغطيتهم على الفساد، ومن ثم لم ير اي حد منهم موقف معين عن مدى ومسيرة عملهم او المعوقات التي وقعت امام طريقهم الحساس الذي يمس كافة افراد الشعب ومستقبله ليكشفوا الخلل في في اداءهم.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم