أقلام حرة

تفشي الفساد في كوردستان مقصودا كان ام لقلة التجربة؟

عماد عليقال لي؛ وحياتك انهم يفسدون بقصد وسبق الاصرار وتعمد ويفعلون عكس ما يدعون وليس الامر من قلة الخبرة والتجربة وافرازات ما حدث طول التاريخ لما عانيناه من القمع والظلم والحيف الذي الحق بنا على ايدي الحكومات المستبدة التي جثمت على رقابنها طوال هذه العقود.. قلت ما بك اخي معصب في هذا الصباح الجميل؟ قال اي صباح وهل نحس بالوقت والفصل وهل نفرق بين النسيم والرياح السامة، هل نحن نعيش كي نشعر ونحس. قلت ليس الوضع كما تدعي يا اخي فهناك مناطق اكثر عتمة وظلما من كوردستاننا، وها انظر الى جنوب ووسط العراق سوف تترحم على هذه السلطة، قال انهم حقا يظلمون الشعب والفساد مستشري كما نحن او اكثر الا ان هناك عمق دولة وتجارب وتاريخ والقضاء وان تسيس لحدما الا انه بقي منه ما يرى الانسان ما في الافق بصيص من الامل، الا اننا كما تعلم انظر حتى التفرد والحزبية سيطرت على كافة مفاصل السلطات وفي مقدمتهم القضاء وبشكل مطبق، فهل يمكننا ان نتامل حلا في هذه الحال. هناك في العراق تعددية وان كانت فوضوية ولا يمكن ان تفرق بين السلطة والمعارضة، والموجود من التدخلات الاقليمية والعالمية بشكل فضيح، فوقفته قلت في هذا ليس لك حق ان تبالغ لان ما نحن فيه اخطر وافضع من اي منطقة اخرى، هل رايت يوما جيشا من الجيران يدخل المناطق الوسطى والجنوبية، هل سمعت طائرات دول الجوار تقصف المدنيين هناك، هل دمرت ولو بيت واحد في قرية واحدة في احدى قراهم، فقال في هذا لك الحق الا ان ما يحصل هناهو تراكمات ما هم حكمونا به من قبل وحتى ما يحصل هو تاثير وطائلة اتفاقيات السلطات السابقة مع هذه الدول المعتدية ، ولماذا لم يلغوها كي يكون لنا راي وموقف، فقلت بل انهم يدينون العملية التي تحصل بشكل اقوى وباعلى صوت من سلطتنا، فقال انهم دولة ويمكنهم ان يفعلوا اكثر مما يفعلون الا اننا تحت رحمة مصالح هذه الدول قبل التحديات الاخرى ومنها العقبات التي تضعها بغداد امامنا.

ثم قال دعنا من هذا وتعال وشاهد الفساد وما تحكمه العائلة ونحن تحررنا منذ ثلاث عقود من رجس الدكتاتورية وكان بامكاننا ان ننجح ونكون نموذجا يحتذى بنا وكانت ايديهم بعيدة عنا لمدة كافية كي ننظم انفسنا، وهم لازالوا في عقد ونيف بعد تحررهم، ولم نر عائلة واحدة او عائلتين مسيطرتين على السلطة في بغداد، على العكس من كوردستان التي تحكمه افراد عائلة او عوائل معينة والتي تجمع تحت سيطرتها كافة مقومات الحكم والسلطة والحكومة كارتونية تنظر من بعيد لرحمتهم  ولو اعلنا ان المال والقوة ومقومات الدولة تحت ايدي افراد لا تعدو اكثر من اصابع اليد، ولو رحلوا لم يبق لدى الشعب الكوردستاني اية امكانية للحكم، فانهم وضعوا ايديهم على مقدرات الشعب وعلى كل شيء دون ان يتركوا ما للحكومة من حقها، والسلطة المتنفذة الموجودة الان  هي مجموعة من اشخاص وعوائل بعيدة عن المؤسسات الكارتونية التي افرغوها من محتواها بمرور الايام من خلال الصراعات والحروب الاهلية والمنافسات الشخصية الحزبية العائلية. فهل من المعقول ان تزداد كل هذه الفسحة الكبيرة بين الفقير والغني الكوردستاني في فترة قصيرة جدا كما عشنا، وتزداد الفقير فقرا والغني غنا في نسمة قليل وبقعة صغيرة كاقليم كوردستان. فهل من المعقول ان تحكم اصحاب الشركات المرتبطين مع اصحاب النفود من العوائل على كل زمام الامور او ان المسؤلين هم اصحاب الشركات حقيقة ولهم النفوذ باموال هذا الشعب المغدور، ان السرقات التي تحصل في وضح النهار تشيب الراس يا اخي وانت نائم.

ثم هدا من روعه قليلا وقال؛ ما السبب ولماذا هكذا بعدما ضحى خيرة شبابنا في العقود الماضية بدماءهم من اجل التحرير والاستقلال، فهل قلة التجربة كما يدعي البعض ام انعدام الخبرة وتواري الشخصيات الخيرة والمخلصة عن ممكانهم المستحق بعدما لمسوا ما يحدث؟ فهل يقصدون وبتعمد وسبق الاصرار ما يجرمون بحق هذا الشعب، ام انه تحصيل حاصل لما تقترفه ايديهم من اجل مصالح مختلفة؟ وحرت من اسئلته المتكررة، وقلت فهذا ربما معلوم للكثيرين، ورغم انه يحتاج للبحوث والتمعن والتدقيق العلمي اكثر من اجل الخروج بتقييم علمي صحيح يبين كافة جوانب ما يجري وماهو الحل. انه لم يبين لنا الا ماهو المحزن ويدعنا ان لا نفتخر بما ناضلنا من اجله وضحينا عندما نلمس النتجية واضحة بين ايدينا. فقال نعم هناك من يتقصد في نشر الفساد وهذا لاسباب ربما مدفوعة الاجر او نتيجة انانية شخصية مسيطرة وعدم اتسام او امتلاك من يسيطر على السلطة على اقل نسبة من القيم العليا، او هذه نتيجة عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب وما يسير هو فقط نتائج التزكية الحزبية بعيدا عن الكفاءة والامكانية والخبرة، ام هناك ايدي خارجية تريد هذا دون ان تدع ان يكون للخير اي دور ومن اجل مصالحهم فقط؟  فالفساد متفشي واصبحت آفة وطاعون ينهش الكيان الكوردستاني يوما بعد اخر دون ان نلمس اي حل ولو في المستقبل القريب. ويمكن ان نصل الى اخر احتمال وهو؛ يمكن ان ننتظر انعطافة سياسية اجتماعية تفرض اما الصح  ويصحح المسار او الخضوع للمحتل من قبل الشعب الكوردستاني لمراحل زمنية طويلة اخرى.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم