أقلام حرة

ما جدوى منافسة ساسة كوردستان على الشكليات؟!

عماد عليالوضع الكوردستاني يتجه نحو الاسوا يوما بعد اخر دون وجود بصيص من الامل لدى الاكثرية التي يمكن ان تعتقد يمكن ان يُحل ما موجود في نهاية النفق. لازال الشعب يسمع الوعود التي لم يلمس ولو نسبة قليلة من تنفيذه ولم يجد الحل لمشاكله المتراكمة والوقت يمر دون ان يُحسب له اي حساب من قبل المتنفذين المتسلطين على رقاب الشعب ودون اي وجه حق منذ ثلاثة عقود متتالية.

اليوم اعترفت الكابينة الجديدة  بان اقليم كوردستان مديون بمليارات الدنانير رغم الثروة الهائلة التي يمتلكها والمصادر المالية المتنوعة الغزيرة التي اصبحت بيد الفاسدين، وكان هذا الاعتراف لاول مرة ليس من باب الشفافية التي يدعون بها زورا وبهتانا  بل كخطوة بدائية لابعاد الاتهام عن انفسهم لو فشلوا، وليعرف الشعب بان هناك ديون متراكمة ومشاكل عويصة لا يمكنهم حلها، وهو اعتراف مقدم من اجل ابعاد العتاب والانتقاد عنهم ان لم يستطيعوا تقديم الخدمات الضرورية الملحة وتحسين اوضاع الشعب الميؤسة من كافة النواحي. رفعوا شعار الاقتصاد المستقل وسال النفط على شكل بحر عن طريق تركيا وهي المستفيدة الاولى سنويا  منه بمليارات الدولارات سنويا، ولازال الشعب الكوردي لم تعد اليه اية منفعة  او وارد على الرغم من صرف النفط الموجود تحت الارض لسنوات اخرى وتقديمه بثمن بخس من اجل عيون اردوغان ومجموع اشخاص في كوردستان فقط.

على الرغم من هذه الحال فان ما يتعجب منه المتابع هو الشكليات والمظهريات والاتكيتات المبتذلة المستخدمة في اية مناسبة او من غير مناسبة كانت والتي تصرف جراءها ملايين الدولارات واكثرية الشعب لم تلق لقمة عيشه الا بالجهد الجهيد. فبدلا من التنافس على تقديم الخدمة الافضل وتحسين المعيشة والزهد المطلوب لدى القادة والتنظيم وترشيد الحكم وترتيب البيت الكوردي، فانهم يتنافسون على اطالة الفرش الاحمر الذي يسيرون عليه والمراسيم المظهرية التي لا تقدم شيئا غير التبذير وصرف اموال الشعب من اجل صنع هيبة مزيفة خاوية مضرة حتى لانفسهم.

فبدلا من العمل الجدي واحترام الوقت والحساب الدقيق لما يتطلبه الشعب ومصلحته وهو يمر بما يمر به، فتاخر انبثاق الحكومة اكثر من تسعة اشهر بين اجتماعات طويلة كل ما قيل فيها هراء مع ادامة المنافسات والصراعات عن منصب هنا وموقع هناك بين هذا الحزب وذاك وهذا الشخص وذلك،و بين تلك الكتلة والاخرى.

الم يكن من الاجدر ان يحسبوا للوقت ويقصروا المدة ويخففوا من كل هذه الشكليات ويحسبوا حساب الظروف الحساسة التي تعيش فيه كوردستان والمنطقة والمتطلبات الضرورية الملحة اللموسة . فما جدوى الادعاءات الاتكيتية المظهرية الفارغة لو قورنت بتقديم خدمة بسيطة وتقدم بخطوة في تحسين الوضع الاقتصادي وملأ فراغ وفجوة هنا وهناك في العملية السياسية ومسيرة السلطة التي نخر الفساد جسدها دون حراك مطلوب.

حقا اننا منذ سنوات ونسمع ما يتفوهون باسم الخطط والبرامج الشفهية وادعاءات العمل على الورق فقط ويوعدون بانهم يفعلون ويقدمون هذا ولم نسمعمنهم يوما  بانهم فعلوا وقدموا شيئا حتى بعد عقود. فهل يُشبع الفرش الاحمر والمظهر البريق والحركات الشكلية بطن فقير وهل يشفي مريض لا يملك ان يعالج، او من يعيش في عراء دون ماوى يلجا اليه مساءا بعد تعب هالك، ام هل يفيد الشاب الذي ينتحر جراء كآبته نتيجة امكانياته المعدمة وعائلته المحتاجة. انهم يتصرفون مع السلطة والحكومة كرئيس عشيرة مع عشيرته والاقطاعي مع رعيته والشيخ مع دراويشه، وليس هناك اي امل ان تكون لنا حكومة حقيقية طالما دارت السلطة بين ابناء العوائل المتنفذة المتوزعة على الاحزاب الكوردستانية.  اليوم اطلعت الناس على الوجوه المتكررة  التي لا خير فيها وهي تنتقل بين منصب واخر نتيجة سيطرة العقل العشائري الدائر في حلقة حزبية عشائرية عائلية والتابعين لهم من مَن يقتات فتات بقاياهم على عتبة دارهم  ومن ليس لهم تاريخ وشخصية، واكتشف اليوم في الكابينة الجديدة حتى من له تاريخ ملوث شخصيا كان ام حزبيا، وهناك من هو الكفوء من الاكماديميين المختصين يتفرجون من بعيد ويصمتون على حرقة حرصهم على شعبهم ووطنهم. ان الذي لم يحسب له هو الاختصاص والكفاءة والقدرة والعقلية والابداع المطلوب والخبرة لدى اهم المناصب التي شُغلت اليوم، فاين المفر اذا؟

لا اعتقد باننا نتجه بالاتجاه الصحيح حتى في المستقبل القريب ايضا طالما لم يكن هناك الشخص المناسب في المكان المناسب وانعدام تقييم علمي والاحزاب هي التي تتكالب على الحصول الى تلك المناصب الوطنية التي هي ملك ااشعب ويخصه هو ومن اجله، فلم نجد تغييرا وسوف تبق كوردستان تسير هكذا بارادة هؤلاء.

 طالما نسال هل تاريخنا مليء بمثل هذا وما نرى ويقع امام اعيننا، وعليهلا يمكن ان نحقق الاهداف التي ضحى من اجله الكادحون والفقراء بكل ما  يملكون ولكن اعتلى امثال هؤلاء على زمام الامور وفشلوا وذهبت الدماء سدى ودارت الايام ووصلنا الى ما نحن فيه في مؤخرة الركب على الرغم من امتلاك الشعب والوطن كافة مقومات تحقيق الاهداف المقدسة.   

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم