أقلام حرة

هل حكومة كوردستان الجديدة على قدر المهام

عماد عليتشكلت حكومة اقليم كوردستان في حمل طبيعي من تسعة اشهر وتسعة ايام بعملية ولادة حزبية قحة تنافست في وضع اسسها المصالح الكتلوية داخل جميع الاحزاب التي شكلت الحكومة  وبتصفية الحسابات الحزبية الداخلية فقط. عليه وبعد النظر في الامر من هذه الزاوية والتاكد من حجم ونوع  المشاكل والديون المتراكمة عليها يمكن لاي مراقب ان يخمن درجة نجاحها منذ اليوم دون اي جهد . هذا عدا التخمين على اساس تقييم من حالفه الحظ من الهذه المنافسات في تسلم المنصب ومنهم لم يصدق هو بنفسه انه فاز باليانصيب الذي يوزع كل اربعة سنوات ويسفيد منه ماليا ويضمن حياته واولاده واحفاده من يحالفه الحظ وما يحمل من الصفات وسلوكه ونظرته الى الحياة بعيدا عن الشهامة والهيبة وحتى الشرف الى الابد، ويزداد بهذا الفساد فسادا والمشاكل المتعددة مشاكلا عويصة اخرى والشعب هو الذي يدفع الضريبة والثمن على حساب الشباب ومستقبلهم قبل اي احد اخر.

اننا عرفنا انهم لم يستندوا على ابسط معيار في تشكيل هذه الحكومة التي يعتمد عليه مصير الملايين ومعيشتهم، انها حلا اعلم حكومة ام حومة عائلية بحتة وليست كما كانت بداية تشكيل الحكومات السابقة بل تركزت هذه التشكيلة على تعدد العوائل الاوليغارشية المتنفذة في الاحزاب بعدما كانت هناك عائلة واحدة من قبل وهي البارزانية المسيطرة على الديموقراطي الكوردستاني منذ تاسيسيه، بينما اليوم العوائل المتعددة التي برزت في الاحزاب وسيطرت على الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير  ايضا، اي بدلا من التاثير على الديموقراطي ومحاولة سحبه الى الحزبية الصحيحة بعيدا على المصالح العائلوية ومضارها على الشعب، فهم  جروا حلهم واتبعوا سياسات هذه العائلة  وعملها السياسي الاقتصادي، وهذا ما يزيد من الطين بلة وتنعكس افرازاته السلبية على حياة الشعب والتجربة التي لا يكون مصيرها الا الفشل بعد وضوح الامر منذ مدة ليست بقليلة.

لو دققنا في الموجود في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، وحللنا المعادلات السياسية الاقتصادية العسكرية المعقدة وتوجه العالم وتركيزها على هذه الرقعة وكيف يتعاملون بدقة في خطواتهم، فاننا نعلم مدى دقة الامر ونعلم كوردستان ضمن هذه الرقعة وهي رقم ضعيف جدا فنتاكد ما تحتاجه من العقلية التقدمية الخبيرة النيرة في تحليل ما يجري وتحديد الاصح في الخطوات سياسيا واقتصاديا اكثر بكثير من الاخرين، اما داخليا فان الازمات التي حصدت الاخضر واليابس فيها وتراكمت معها المشاكل العويصة والحالة المادية المالية الميؤسة  وتبعات الديون التي بلغت ثلاثين مليار دولار على اقليم وليس دولة وبيع ما تحت الارض مقمدما بعملية هي اصلا ليست مجازفة فقط وانما مغامرة بمستقبل الشعب و قمار على حساب الشباب، فنتاكد من عدم حل ما توجد من مثل هذه المشاكل الضخمة المعقدة بهذه العقليات التكتلية الحزبية المخابراتية التي تسلمت زمام الامور وتحكم باسم حكومة وليست لها علاقة بفحوى وعمل جوهر ما يمكن ان تسمى بحكومة حقيقية. انها حكم عوائل واحزاب ودوائر متنفذة ولا تمت بمفهوم وعمل ومهام حكومة مدنية.

هنا لا نتكلم عن معيار الشخص المناسب في المكان المناسب اصلا، لانه بات من الغيبيات عند اهل المنافسات التكتلية، فهل من المعقول ان تهدي وزارة لاحد كونه خسر موقعا اخرا تنافس من اجله كي ترضيه وترضي تكتله وعائلته، فهل من المعقول ان تعطي منصبا وزاريا لاحد لا يمت باية خبرة من قريب او بعيد لهذا المهام المناط به لانه ضمن كتلة لو لم يحصل على المعروض من قطعة كعكة السلطة فانه سوف يضر الصراع الداخلي للحزب وللعائلة . فهل من المعقول ان تهدي منصبا وزاريا لاخر له الفضل الشخصي على راس كتلة ولا يمت بما يُعطى له من المنصب الوزاري باي شكل كان بل يتعارض المنصب مع اختصاصه؟

ونتيجة ذلك اننا لسنا من يتفائل ليضلل نفسه قبل غيره، وعليه نؤكد بان الحكومة ستكون افشل من قبلها وستاني من عدم امكانياتها وما تأِن من تحتها من  ثقل مشاكلها قبل ما تراكمت عليها من المشاكل وثمرات الازمات من الكابينات السابقة الفاشلة، ولم تتحاسب على عملها  وما تحتاجه مثل هذه الحكومة في مثل هذه الظروف، بل وزعت المناصب وفق الترضية لمن فشل من قبل.

هذه هي حال الشعب الكوردستاني الذي قدم ما يملك من دمه واغلى ما لديه من اجل تحقيق اهدافه وامانيه العامة، ويتلقى الضربات الموجعة من ايدي من ليس له مهمة الا الاستاثار بخير هذه الامة فقط ونتيجة فشل من استولى على زمام الامور، وصحيح من يفعل ويضحي هو في اخر المستفيدين ومن يستلم ثمرة تلك التضحيات من حثالى الشعب، لانهم يتميزون بالصفات التي تجعلهم قريبين من المتنفذين واول تلك الصفات التملق بكل اشكاله على حساب عرضهم وشرفهم وحياتهم مهما كانوا، والنتيجة ستكون مخزية للشعب وسوف يستمر يعاني من ويلات ما تصنعه ايدي هؤلاء اكثر كما فعلوا لحد اليوم دون ان يهز لهم شعرة من بدنهم. 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم