أقلام حرة

تشجيع ثقافة الموت لدى الاسلام السياسي الكوردستاني

عماد عليالوضع الاجتماعي الاقتصادي في كوردستان بشكل يمكن ان يدع اي متتبع يرى فيه ساحة واسعة تتعرض للعديد من ما يمكن ان يُسمى بالمؤآمرات السياسية الكبيرة من اي كان، وهو في حال وموقع ثقافي سياسي اقتصادي اجتماعي من درجة ضعف يمكن استغلالها بسهولة عند من له المصلحة في التاثير على وضعها وضمان ما يهمه في مستقبلها، وما هو الواضح جدا هو التدخلات المختلفة الاخرى وهي الاقتصادية الاجتماعية قبل السياسية لدى الكثيرين منةحولنا وفي الشرق الاوسط بكشل عام واستخدام قوى داخلية تابعة بشكل مباشر او غير مباشر لتنفيذ اجندات عديدة من قبل هؤلاء المتطلعين لتغيير كوردستان باتجاه ما يهمهم ويضمن لهم بقائها على ضعفها لنيل اخهدافهم.

اضعف واسهل فجوة لاستغلالها في تنفيذ الخطط من قبل المتدخلين هو الاسلام السياسي المرتبط تنظيما وسياسة وفكرا وفلسفة بالقوى الخارجية والافكار العامة الواردة منها من قبلهم مرتبطة باهداف ونيات خبيثة باسماء وعناوين براقة مختلفة.

من له دراية ومعلومات بسيطة عن تاريخ كوردستان الاجتماعي يعلم بانها كانت في ابسط حالاتها وان المجتمع فيها عاشوا بابسط حالاتهم ولكنهم كانوا محبي الحياة ومناضلين ومضحين من اجل تحسين وضعهم ومعيشتهم واستغلوا كل السبل لقضاء حياتهم بالرفاهية والسرور ببساطة جدا.

اما اليوم وبعد التغييرات الكبيرة في سلوك الناس واسلوب معيشتهم وبروز الوسائل الكبيرة للتلاقي والتواصل عدا تلك التظيمات الخانعة التابعة، حدثت تغييرات كبيرة في طبيعة حياة الشعب الكوردستاني وتفصيلاتها بشكل يُلاحظ مدى تاثير المتدخلين بشكل كبير وواضح على الفرد قبل العائلة والمجتمع. ان من يؤدي الدور السلبي في الواقع الاجتماعي هو الاسلام السياسي التابع لافكار وفلسفات واهداف قوى غير اصيلة ليست من الواقع الكوردستاني ولا يمكن ان تكون نابعة من الرحم الاصيل لهذا المجتمع، واستوردت من خلال تنفيذ هذه الاجتندات والسياسات ونشرت كمجموعة من العادات والتقاليد المظهرية وليس لها علاقة بالموجودات الجوهرية التي لا تهم المصدرين، وهي اصلا لا تتوافق مع جوهر المجتمع الكوردستاني واصالته.

لو دققنا كثيرا وبشكل علمي عند تقييم الواقع الاجتماعي ومقارنة التغييرات التي حدثت بشكل يمكن ان تُعتبر حدث مفاجيء على ما يتسمه هذا الشعب الاصيل، فاننا نلاحظ تغيير نظرة المجتمع للحياة بتدرج دون ان يلمس بنفسه هذا وهو يتعايش في الواقع المتغير، فانه كان محبا للحياة ويعيش بكل ما يملك محاولا بكل ما يتمكن ان يكون بسيطا ومستغلا فترة حياته ليكون مسالما وامينا لما يؤمن. اما التغيير الذي حدث فانه تاثر بما ورد واصبح لا يبالي بالاصالة وما كان عليه اجداده من الخصال والسمات والصفات الحياتية البسيطة المؤمنة بما يعيش فيه، بل تاثروا بهذه الافكار السوداء وما اكثرهم تركوا الحياة بكل ما فيها ويعيشون لما فُرضت عليهم من الفلسفة البائسة والالتزام بالغيب والخيال بعيدا عن حياتهم اليومية، اي اصبحوا فقط اجسادا وماتوا فكرا وعقلا وغابوا عن المجتمع ولم يحسوا بالحياة وما فيها. فان المؤثر الاول والاخير بعد الظروف الاقتصادية والاجتماعية البائسة والازمات الكبيرة هو الاسلام السياسي الموجه للناس ويامر على من يتمكن بان يعيشوا للاخرة ويتركوا الحياة على عكس اجدادهم بينما المستفيدين يعيشون في ترف وابهة حياتية على عكس ما يدعون. وهم مسؤولون عن تغييب العقل الكوردستاني الاصيل والخصال التي تمتع بها هذا المجتمع، واحلوا بدل منها المستورد من الخرافة والغيبيات لدى الاطفال والشباب قبل البالغين الكبار. ومن المؤسف ان يواكب ثقافة الموت مع العنف والقتل والتشديد على التعصب الفكري الديني غير المالوف وغير المسبوق في كوردستان. والمشكلة الحقيقية هي انهم يدعون امتلاك الحقيقة وينفون اي فكر او فلسفة اخرى مخالفة ويقدسون ما يؤمنون وبادعاءات خيالية مستغلين الوضع الفكري الاقتصادي السياسي الضعيف في كوردستان، اضافة الى تدني الثقافة العامة لدى الشعب، ومهددين من يخالف ما يؤمنون بالموت والنحر والحرمان من الحوريات والملذات المحرمة الموجودة في حياة اليوم وهي مجانية ومحللة في الجنة الموعودة لمن يتغير ويؤمن بثقافة الموت ويترك الحياة.

المشكلة الاكبر في هذه القضية الناسآوية التي يعاني منها المجتمع الكوردستاني هو الادعاءات الكاذبة الكثيرة التي يدقونها ويفرضونها في عقل الفرد، واسهل الطرق هو استغلال النصوص التي يفرضونها ويدعون تقديسها بما يشاؤون ويفسرون ويدعون عدم الامكان بقبول غيرها وياتون بها من الكتب المقدسة ويؤولونها وفق مزاجهم ومصالهم واهدافهم، واول المهام هو الضغوطات على من يتبع على تركهم للحياة وايمانهم المطلق بالاخرة والغيب والموت، وبه ينشرون ثقافة الموت وترك الحياة بين الشباب وبه يموّتون الحياة لدى المجتمع، ويرسخون لدى المقتنعين القناعة بان الموت على تلك العقائد التي يفرضونها بالترغيب او الترهيب بانه افضل من هذه الحياة التي يعتبرونها فانية وان الموت الجميل للمؤمن بما يؤمنون سيؤدي الى حياة رفاهية سعيدة دائمة في الاخرة. انها حقا اكبر المشاكل والقضيا والتي تؤدي الى الموت الجماعي من خلال التاثير والتخدير للعقل وتحويل الانسان الى الة بعيدا عن التغيير مؤمنا بفكر وفلسفة واحدة وهي انتنظار موته، هذا ان لم يؤمروا هؤلاء المؤمنين والمقتنعين بتلك الافكار على الانتحار من خلال عمليات عسكرية سياسية ارهابية من اجل اهداف حياتية لمثل هذه الجماعات الضالة الخارجة من قانون الحياة.

اما المسؤول عن هذه الظاهرة الغريبة ونشر ثقافة الموت ليس الاسلام السياسي فقط وانما الحكومة الكوردستانية والفساد المتفشي من قبلها والاحزاب معها، اضافة الى التدخلات الخارجية عن طريق الاسلام السياسي وحتى الاحزاب والتنظيمات المسماة بالعلمانية لاهداف سياسية خارجية لا تمت بصلة بمصلحة الشعب الكوردستاني، مع الوضع الاقتصادي المزري الذي يفرض على الفقير التوجه نحو الغيب والخيال لانقاذ نفسه من الحال التي يعيش فيها وافضل الطرق هو التخيل المنعش للروح بتوفير المال والجنس والماكل والمشرب المجاني في حياة لا نهاية لها وبابسط الطرق والوسائل هو ترك هذه الحياة والرحيل الى الاخرة عقلا وفكرا ومعيشة.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم