أقلام حرة

على حافة الهاويه

اياد الزهيريالان يعيش العراق في حاله من الفوضى، لا ابالغ إذا أمثلها بفوضى فرنسا قبل الثورة الفرنسيه، وهي حاله غالبا ما تحدث بعد سقوط الأنظمة الدكتاتوريه، كما حدث في يوغسلافيا السابقه بعد سقوط الرئيس تيتو، وحدثت بعد سقوط القياده الشيوعيه بالاتحاد السوفيتي، وفي عالمنا العربي بعد سقوط صدام والقذافي في ليبيا، تقسمت يوغسلافيا وتشظى الاتحاد السوفيتي والسبب ان هذه الشعوب توحدت بالقوه وليس هناك ايمان بوحدة الوطن الجديد.ان ما يجري في العراق بعد سقوط الدكتاتوريه حاله من المخاض وصراع قوى، سيتمخض عنه حاله جديده، وهذه الحاله أتوقع لا تسر كل من يحرص على وحدة العراق الحالي، هذا التصور اسبابه أوجزها بالتالي:هناك جهات لا تؤمن ان تكون جزء من العراق وهم الأحزاب الكرديه واستفتاء الانفصال خير شاهد .هؤلاء لهم حلم دوله خاصه بهم، ويعتبرون ذلك من مبررات نضالهم القومي، ومن يحققه سيحوز لقب البطل القومي، وهم العامل الأقوى في تقسيم الخريطة الحالية للعراق.اما الجوانب الأخرى فهي تتمثل ببقية المجاميع الأخرى المختلفة طائفيا وسياسيا، هذه الخلافات هي ما تزيد الساحه العراقية سعيرا، كما هناك عوامل لا تقل أهميه من تلك، الا وهو التحولات النفسيه في مزاج الشعب العراقي عموما، هذه التحولات سببها التغيير في نظرة الكثير للحياة وخاصه الجانب العقائدي المتمثل بنكوص الحاله الروحية التي تتمثل بمباديء القناعه والرضا واللهث وراء المال عن طريق الإثراء السريع، وتحقيقه عبر رفع كل الحواجز الأخلاقية والوطنية التي تقف حجر عثره في كسبه، كما ان الفساد المالي للطبقة السياسيه وعدم الاكتراث بالطبقات الأخرى من الشعب، والاتجاه لعبادة المال، ساهم بشكل أساسي في زيادة السخط المجتمعي، حتى ان عدم الاستجابة في تغير الأوضاع أصابة الجمهور باليأس من التغير والذي قاد ذلك إلى حاله شديده من الإحباط الشعبي، والميل نحو عدم الاكتراث بالحالة إلعامه، مما ساهم بظهور السلوك الفردي لدى الكثيرين، وهو سلوك تغيب فيه فرص التكافل الاجتماعي والوعي الوطني حيث يكون محور اهتمام الناس هو للمصلحه الشخصيه أما خارج هذا الاهتمام فليذهب إلى الجحيم، كما ان هذا التوجه الأناني قاد إلى حاله شديده من الحسد والبغضاء بين أفراد الشعب العراقي، وهي حاله يزداد سعيرها يوما بعد يوم، وهي التي ستحرق الوطن ان لم يحاول المعنيين أطفاءها باجراءات حكوميه تنزع هذا الفتيل، عند طريق العمل بأسلوب تكافئ الفرص.ففجوة الحقوق بين الناس تتسع، ونقص سد حاجاتها تكبر ولا هناك بالأفق ما يعالج الوضع القائم، ناهيك عن اجندات خارجيه وخاصه أمريكيه تعمل على تنضيج حالة الغضب والفوضى الجماهيري لكي تصل الأمور إلى نقطة اللاعوده، فتحين عنئذ رفع معاول هدم اركان الدولة والمجتمع وتحدث الفاجعة بتقسيم البلد أو ذهابه إلى المجهول.

 

أياد الزهيري

 

في المثقف اليوم