أقلام حرة

تبدا مراجعة الذات من خلال تصحيح الافكار

عماد عليالانسان المثقف في تغيير مستمر لم تراه ثابتا على حاله بل يتقدم بشكل صحيح نحو الاتجاه المناسب الصحيح، بل الثقافة هي التغيير المستمر الدئم واعادة النظر في الموجود او السابق لبيان الصحيح من الخطا ومن ثم تصحيح المسار وتهذيب النفس بشكل دائم. ان الثقافة وان كانت تشمل الكثير من الامور العقلانية التي تهم الفرد وتحدد مسيرته وعقليته ونظرته للحياة وهي ايضا تحدد كيفية ومستوى معيشته والظاهر فيه وبه يمكن قياس الثقافة العامة له ومن ثم للمجتمع ومقارنته مع الاخر.

لا يمكن ان يسير اي منا على مدار عمره دون خطا يُذكر، ولكن هناك فروقات شاسعة بيننا من هذه الناحية، فان هناك من يتعض من اخطاء غيره وربما لن يعيدها في نفسه وهو العاقل المثقف الدقيق في حياته، ومن في الطرف الاخر الذي هناك بالعكس منه فانه يعيد اخطاء نفسه مرات دون ان يجد حلولا لعد تكرار ذلك رغم امكانياته العقلية السليمة. ولهذا اسباب كثيرة تدخل في طيها الظروف الذاتية الخاصة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية للفرد والعائلة والمجتمع وتاثير المحيط من البيت الى الشارع والحي والمدينة بشكل عام عليه. وهناك من لا يعيد خطاه مهما واجه الظروف العامة والخاصة التي تفرض العقبات ويمكن ان يضع امامه تكرار الاخطاء.

اهم الزوايا التي يمكن بحثها لمراجعة الذات وتقييم التاريخ  الشخصي ومسيرة النفس هو قراءة التفكير والتوجه والاعتقاد والمباديء التي تفرض نفسها في اي فرد على تحديد مسيرته مهما كانت ثقافته وتاريخه وعقليته، ومن ثم من يؤمن بالتغيير والتقييم من اجل ايجاد الخلل والعقبات امام السير السليم المتصل بالفكر والايمان والتعامل مع شيء يفرض نفسه على العقلية للفرد  في الوقت يكتشف الملتزم والمؤمن بفكر وعقيدة ما على المرور باخطاء يمكن تجاوزها لو اتخذ الخاطيء موقعا مختلفا وكان يحمل فكرا وفلسفة وعقيدة مغايرة، وربما تغيير الفكر والمباديء والفلسفة من اجل التلائم والتناسب سيؤدي الى تجاوز الخطا غير المبرر ويمنع اعادته .

و من هنا يمكن ان يتخذ اي فرد خطوة وان كانت صعبة من اجل اداء عملية اعادة النظر في مسيرته ومن اجل تثقيف الذات اكثر والتدقيقفي حياته  لمنع الخطوات الخاطئة المضرة بالذات والعام. اي مراجعة الذات بشكل علمي دقيق وتصحيح مسار ما تفرضه اعادة النظر لو حدثت انحرافات كما هو المتوقع بعد ما يمكن ان نسميه المغامرة في احيان كثيرة من اجل تغيير قواعد مسيرة اي فرد في حياته.

و على هذا، نجد من يغير طبيعة معيشته وسلوكه بين فترة واخرى سواء باعادة النظر لما يعتقد بانه غير سليم ولا يوافق مع توجهاته وعقليته او بعدما يواجه ما يصححه الصعاب او يؤكد له بانه يسير على الاخطاء التي كان عليها او عدم امتلاك الخبرة لاداء عمل ما يتطلب مراجعة الذات او اعادة النظر في ما يؤمن دون ان يؤكد صحة ايمانه بشكل علمي، وانما ربما يعود على ما سار عليه كعادة او عدم الالمام بتقييم الامور والتفريق بين الصح والخطا في اساسه، اي السير دون اهتمام باي شيء او باهمال لما هو يفترض الدقة في كل خطوة يتخذها سواء كانت هامة ستراتيجية  في الحياة او هامشية يومية غير مؤثرة بشكل كبير. وبه نرى ان هناك من يصلح ليقود دون غيره وهناك من يرى شخصا يعقتد بانه خُلق ليكون  صاحب فكر او عمل معين بمجرد التدقيق في مسار حياته اوشخصيته وسلوكه وتوجهاته ومعتقداته ولا يتوفر لدى غيره، وهناك من يكون شخصا هامشيا دون ان يتمتع بمواصفات يمكن ان يكون له دور رئيسي في الحياة، اي من يعيش لنفسه ومليء بالاخطاء التي يضر بها نفسه وربما يؤثر على غيره، اي هناك شخص سلبي واخر ايجابي، هناك من يراجع نفسه باستمرار لتلافي العقبات التي واجهته من قبل ومن اجل عدم الوقوع في الحفرات مرات متتالية، وهناك من ينجح لاول مرة في اية خطوة هامة يتخذها وهناك اخر من يعيد ويخسر ويفشل، فيعتمد كل هذا على التفكير الذاتي والتعمق واعادة النظر في مسيرة الذات بشكل يصبح بعد ذلك مراجعة هامة وهي التي تدفع الى تصحيح مسار الانسان بنفسه ويرفع من مستواه الثقافي وامكانياته الشخصية ليكون مفيدا اجيابيا محبا للناس، وبه ترتفع  مستوى الثقافة العامة ومستوى حياة الناس، وبعكسه يتخلف المجتمع ولا يمكن انتظار تصحيح المسار العام للمجتمع الذي يحوي على امثال هؤلاء السلبيين ومنهم الاكثر الموجودين في منطقة الشرق الاوسط، سواء كانت الاسباب موضوعية تفرض نفسها على الانسان وما يجعله خاملا غير مهتما سلبيا مهملا ويعيش في هامش الحياة دون مبالاة، وهو الشخص البعيد عن المراجعة والبدء في مسار اصح وبداية مغايرة، وانما الاستمرارية على منحى حياته الخاصة شاغل فكره دون اي تغيير مطلوب. وهؤلاء وهم الاكثرية في بقعتنا يقبعون على فكر واعتقاد والية معيشة حياة معينة دون تغيير وهو ثابت على فكر معين فقط، اي دون مراجعة مطلوبة ولو بين فترة طويلة واخرى

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم