أقلام حرة

النخبة ومصير الشعوب!!

صادق السامرائيالشعوب مرآة نخبها الفاعلة فيها، فكيفما تكون النخب تكون الشعوب، فلا يمكن لشعب أن يكون دون نخب ذات آليات تفعيلية وتعبيرية عن إرادته في إطار عملي قادر على إنجاز التطلعات، وتحقيق الأهداف وفقا لخارطة مسير واضحة ومتفاعلة مع قدرات الشعوب.

فالنخب هي الأساس، وكلما تفاعلت بإيجابية فأن الشعوب تتوصل إلى ما تريد بطرق أسهل وبسرعة أكبر، وما يحصل للنخب يتأكد في الشعوب.

ومجتمعات الدنيا المعاصرة مرهونة بنخبها، وبما أن نخبها متطلعة للأفضل فأن الشعوب تمثل ذلك الموقف وتجتهد في تأكيده والتعبير الأتقن عنه، وبهذا تكون وتتطور وتنطلق قدراتها وتستثمر طاقاتها فيما يؤهلها للقيادة والريادة والرقاء المتجدد.

ومجتمعاتما علتها في نخبها التي فشلت في التفاعل النافع والتواصل المفيد فيما بينها، فهي في تناحر ونكران لبعضها، وتطغى عليها الأنانية والطغيانية والإستبداد بالرأي ولا تفكر بمصالح المجموع، وإنما رؤاها ذات آليات شخصانية وتطلعات عدوانية وتميل في معظمها إلى التخندق فيما تراه وتتصوره، وبهذا فهي ذات نزعات تدميرية لذاتها ولموضوعها.

وتمثلا لما تعكسه النخب في الواقع المعاش، فأن الناس تصاب بما تعانية من مضطربات وتداعيات لا تهدأ، وما تمكنت النخب أن تقدم قدوة صالحة ذات تأثير إيجابي على الحياة العامة.

وتبقى النخب في مجتمعاتنا تدور في ذات الدوامة التي ورثتها منذ قديم الأزمان، والتي تتلخص في أن المجتمع عبارة عن كثرة عوام وقلة نادرة تسمى الخواص، وهؤلاء هم النخب الذين يحاولون التفاعل مع العوام على أنهم أرقام، ولا يؤمنون بقوتهم وقابليتهم على صناعة الحياة، بل أنهم يحثون في دنياهم التفاعل بالتبعية والخنوع والخضوع وعدم الإعتراف بوجود عقل عليهم أن يستعملونه لكي ينجزوا ما يريدونه.

فالنخب وعبر الأجيال أسهمت بتعطيل العقل الجماهيري وتدميره والإستثمار بالنفوس الأمارة بالسوء واليغضاء والعدوان، ولا تزال النخب منهمكة في الإنحسارية والتقوقع، وكيل الإتهامات للآخرين، وتنسى أنها هي السبب الجوهري في صناعة الويلات والتداعيات الحاصلة في المجتمع.

إنها محنة مجتمعات تفترسها نخبها، وتحسبها أرقاما، ولا تؤمن بأنها قادرة على التقدم والرقاء، فتبا لنخب تغرق في الهراء، وعلى الناس أن تدرك بأنها ذات طاقات، وأن عقولها الفعالة هي التي تصنع الحياة، وترسم معالم مستقبل جديد تسعى إليه وتريد.

فقولوا نكون ودعوهم ينظّرون ويهذربون!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم