أقلام حرة

هل توجد مرحلة اتعس على الشعب العراقي من اليوم؟

عماد عليرغم توفر وضمان الحرية وترسيخها الى حدما وعدم الخوف او القلق السياسي جراء الوضع المتغير بشكل عام كما كان المسيطر ابان النظام البعثي السابق، ورغم الديموقراطية الانتخابية النسبية غير الجوهرية البعيدة عن ثقافة الديموقراطية نسبيا بين الناس، وهي التي تسمح للفرد اختيار من يمثله في التشريع ومراقبة الحكومة مستفيدا قبل غيره في البرلمان في كل اربع سنوات، رغم القانون الانتخابي الجائر الذي قيّسته وخيطته الاحزاب ليكون ملائما لحجمهم وانمكيانياتهم ومصلحتهم ظروفهم بعيدا عن اية فرصة لغالبية الشعب المستقل فكرا وفلسفة وانتماءا في تسلم الامر بحقها المشروع.

ورغم توفر فرص العمل العام لمن ينتمي الى الاحزاب المتسلطة في ظل انعدام العمل الوافر للاخرين او سيطرة النسبة العالية من البطالة المقنعة الكبيرة على عامة الشعب لعدم وجود الخطط المناسبة، ورغم الفقر المدقع المتفشي الظالم اثر اللاعدالة الاجتماعية والفجوات الكبيرة بين الطبقات الكثيرة المتنوعة التي نشات بين صفوف المجتمع بعد السقوط اكثر من قبل مقارنة بالثروات الكبيرة التي يتمتعبها البلد، الا ان الحياة ليست بما تلائم وتناسب الشعوب العراقية المستحقة للخير التي انتظرت طويلا وثابرت وصبرت من اجل مجيء هذه المرحلة ليتسن وضعها وتتغير حياتها. ورغم الحضارة والتاريخ والافكار الثرية المتميزة في تاريخ هذا البلد، الا ان التخلف هو الغالب وعادت نسبة الامية الكبيرة في المجتمع العراقي هي التي تفرض نفسها ويتسم بها المجمع وتسيطر على الحال منة كافة الجوانب.

لو قيّمنا الواقع الاجتماعي السياسي في ظل النظام الدكتاتوري السابق وقارنناها مع ما يعيشه الشعب في هذه المرحلة، وبعيدا عن الحنين العاطفي والنستولوجيا الغبية غير المدروسة الى الماضي وان كان بعيدا عن التمعن والتدقيق في كافة جوانب من الاوضاع سواء كانت سياسية اواجتماعية او اقتصادية او ثقافية اننا نجد ثغرات كبيرة في المعيشة الحالية لكافة المكونات، رغم وجود فروقات كبيرة بين ما عاشه مكون عن الاخر في حينه مع اليوم مع المكون الاخر. فان النسبة الصغيرة من بعض المكونات كانت في نعيم على حساب النسبة الاخرى من المكون الاخر، والكورد هم من انتقلت حياتهم الى الاحسن النسبي ولكن غير مقنع في طفرة نوعية نتيجة تغيير في ظروفهم المعيشية، الا ان القيادة والتوجهات السياسية الخاطئة مع التحزب والعمل على ضمان مصالح حزبية وعائلية وشخصية ضيقة على حساب عموم الشعب الكوردستاني ادت الى التراجع يوما بعد اخرو مستمر لحد اليوم.

نعم كانت مرحلة سيطرة الدكتاتورية على عناق العراقيين تعيسة ومظلمة بكل معنى الكلمة، كان الاقتصاد رهن هوس ومزاج القيادة البعثية وفكرها وتوجهاتها رغم وجود العدالة النسبية ايضا في توزيع اللاعدالة على العراقيين مع اختلاف نسبتها ايضا بين مكان واخر ومرحلة واخرى ومكون واخر. اما اليوم فان المحزن ان يكون الواقع تحت سيطرة الاحزاب الدينية التي تدعي عدالتها وقدسيتها وخدعت الناس في السابق بتلك الصفات النظرية التي لم تتسم بها واثبتت العكس وهي تفرض اللاعدالة على الشعب، تدعي الايمان والنزاهة وو التزكي والايثار في السلطة والزهد، ونرى عكس ذلك وهذا ما يؤدي الى الاعتقاد بان الوضع النفسي للفرد المواكب لما يحصل يمكن ان يكون عنده اتعس من السابق رغم وجود تداول السلطة التي تمنح الامل للتغيير بين كل مرحلة واخرى.

الفساد المتفشي وتهريب الاموال والثروات الطائلة الى خارج البلد مع سيطرة الدول الاقليمة والعاليمة واستغلال الوضع السياسي المترنج القلق على سلب ثروات العراق بكل سهولة وبطرق قانونية، هو الذي يدعو الى التعاسة في انتظار تحسن الحال. وعليه يمكن ان نقول ان التعاسة تاتي اكثر نتيجة انعدام الامل وعدم توقع حصول التغيير الجذري المطلق والام معدوم، والاعتقاد بان المنتظر لا يمكن ان يكون افضل وهذا ما يفرض حالة اكثر تعاسة على المفكر والمتامل.

اليوم ان لم نجد التعدي بشكل مباشر دون مبرر وبمجرد حالة لم تعجب المتسلط الدكتاتوري الذي لمسانه في حينه، فان التعدي غير المباشر وما تلمسه من شرقة البلد امام العين وبؤسه والتغييرات السلبية في طبيعةالمواطن وحياته اليومية وظروف معيشته بين لحظة واخرى هي اهم ما يؤدي الى ياس الانسان المقيم ان يننظر التحسن في الحال. نعم يمكننا ان نعترف بان المرحلة الحالية في جوابن كثيرة اتعس من السابق وبشكل نسبي لكل جانب من حياة الناس.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم