أقلام حرة

موقف امريكا هو عدم تعرض الكورد للاذى المؤقت وليس حمايتهم

عماد عليبعد التضحيات التي قدمها الكورد بتحالفه مع امريكا في جميع اجزاء كوردستان ولم ننسى موقفها من الاستفتاء قريبا وليس نكسة ثوة ايلول فقط، فانه من الامر المحرج لها ان تعيدهذه المرة بسرعة  ما هي تعودت على عدم النظر الى الاخلاق في السياسة وانها في ضوع محرج جدا. وعليه انها لم تعلن عن نقاط الاتفاق مع تركيا بشكل علني، والمعلوم انه لم تشترك في هذا الاتفاق اصحاب القضية بانفسهم وكانت اتفاقية ما يخص دولة معينة بين من لا يمت لهم اية صلة بها وهي حول المنطقة الامنة في الحدود التركية السورية  داخل الارضي السورية صاحبة القضية التي تتقصد تركيا  قبل اي شيء اخر هو اخراج الكورد هناك،  وانها نجحت في ذلك بمجرد موافقة امريكا حول ذلك قبل معرفة عمق المنطقة الامنة ومن يديرها وكيف يكون وضع قوات سوريا الديموقراطية ووحدات حماية الشعب بشكل اخص. سايرت امريكا تركيا ومدت مدة تفاوضها ليلة اخرى وتنازلت في اخر لحظات لجملة امور كما تسربت من الاجتماعات وفق مصادر تركية متقصدة في طرحها في هذا الوقت من اجل التشويش على الكورد والحلفاء، والدليل على ما اقدمت عليهة امريكا وخذلت به الكورد، انها وقعت الاتفاقية  دون ان تعرف موقف  قوات سوريا الديموقرطاية ووحدات حماية الشعب التي هي الهدف المباشر لتركيا وليس حماية حدودها كما تدعي.

ان الهدف الاكبر لامريكا من هذه الاتفاقية باسم المنطقة الامنة في هذه اللحظات في التسرع  واصرارها على التوصل الى التوافق مع تركيا هو تطبيع علاقاتها  مع تركيا قبل ما يخص الاتفاقية وموضوعها على امل راب الصدع في علاقاتها واعادتها الى حضنها وسحبها من المحور  الروسي بشكل تدريجي واخرجها فمن دائرتهم ي اطار صراعها مع ايران وروسيا ايضا.

 ان الاتفاق يعزز الدور التركي في سوريا وموقفها وشروطها من قضية ادلب، وبه يمكن ان تبرز خلافات في الجانب التركي الروسي والايراني في هذا الشان. وربما يحتوي الاتفاق على نزع السلاح في هذه المنطقة ومن وحدات حماية الشعب والتي تضرب بهذا تركيا العصفورين بحجر واحد سواء ما هدفته ضد الكورد منذ بداية الربيع العربي واندلاع الحرب والازمة في سوريا وتقوية موقفها من ادلب.

احرجت امريكا من ما نوت في سياساتها ازاء الكورد من مواقف داخلية لها، نتيجة مواقف اعضاء مجلس الشيوخ حول ما ذكروه في اكثر من لقاء واجتماع حول الواجب الاخلاقي الذي ادعوا يجب ان تلتزم به امريكا  من اجل الحفاظ على سمعتها وعدم تكرار ما اقدمت عليه من قبل في كل ثورة كوردية من جهة، وليبقى الكورد مخلبا لديها دون ان تسكب دماء ابناءها من جهة اخرى . هذا اضافة الى ما تستهدفه امريكا من اعادة المياه الى مجاريها مع تركيا بعد صفقة صواريخ اس 400 مع روسيا.

في الوقت الذي تستفيد تركيا من هذه الاتفاقية مهما كانت فحواها ضد الكورد وستبقى ايضا ورقة رابحة بيد تركيا للضغط على ايران وروسيا لاملاء ما يهمها في ادلب ايضا وازمة سوريا بشكل عام. فان المحرج لامريكا هو تنازلاتها والحاحها للتوصل الى اتفاقية مهما كانت، وعليه يمكن ان يشك الكورد في النقاط السرية التي يمكن ان تحتويها الاتفاقية.

ان ما ظهر في العلن وبيّن بوضوح وجه امريكا انها ارادت الخروج  بين الكماشتين بماء وجه على الاقل فانها بهذه الاتفاقية اثبتت على انها ليست بمكان يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها وعلى حمايتها لحلفاءها، وا  اقصى ما تمكنت  امريكا في هذه المرحلة وبشكل مؤقت هو محاولة عدم تعرض الكورد للاذى في هذه الاوقات بالاخص وبشكل مرحلي فقط كي لا يبرز صوت ينتقد موقفها او يعاتبها عى تكرار افعالها دون خجل، اي انها حاولت باقصى جهدها عدم تعرض الكورد الى الاذى   التركي في هذه المرحلة فقط وليس استعدادها في اثبات حمايتها لهم بحيث يمكن الاعتماد عليها بشكل دائم  .

اما موقف الكورد، فانه من المعقول ويجب عدم الاعتماد على ما تقوله امريكا من جهة وعليه ان يناور ويراوغ بدوره بعد اليوم اكثر من قبل، ويجب ان يحاول هو ايضا ان يمد يده الى المحور الاخر ولو بشكل تكتيكي  وان يدخل ما يفيده في ميزان المصالح، ولابد ان يجد خيطا مع النظام السوري ايضا كي يضمن عدم بيعه سرا من قبل امريكا الى البلد العدو اللدود له. والاخطر المتوقع هو تطبيق الاتفاقية وتنفيذ المنطقة الامنة بما اتفقتا عليه  وهو ما يمكن ان يحصل وينتج عنها من التغيير الديموغرافي  النابع الاستراتيجية عقلية وهدف تركيا وعلى ايدي تركيا التي تريد اعادة واقع تلك المنطقة الى اعقد حالاتها ويمكن ان تملأ تلك المنطقة بمن يواليها من التركمان والعرب الموالين المخلصين لها وتجعل منطقة عازلة وتدفع الكورد الى العمق الخطر الاكثر من ما كان عليه قبل الازمة السورية ايضا.

يجب الوقل بان هناك طرق كثيرة للعب الكورد ايضا ومنها التواصل مع دمشف والتعاون مع المحور الروسي الايراني مع بقاء على العلاقات الودية مع امريكا دون الاعتماد عليها منفردة .

و اخيرا لابد من القول، ان الاتفاقية مهما كان محتواها ونقاطها والتي ستتسرب اكثر يوما بعد اخر، فانها منذ البداية لا تبشر بالخير للكورد طالما كان جانب من الاتفاقية هو اردوغان وحزب العدالة وما هو عليه اليوم من المواقف والتوجهات الخبيثة.

و عليه ان الغائب الاكبر وهو دمشق كما المعلوم فهي في اضعف حالها، وعلى الكورد ان ينفذوا الفلسفة البراغماتية المرحلية لاستغلال نقاط الضعف في اي ظرف كان من اجل مصلحتهم، فان اسهل طريق لذلك اليوم هو دمشق من اجل تعقيد المعادلة على الجميع وعدم السماح لتحقيق ما تريده تركيا من  تحقيق الاهداف في سوريا عدا ما تههما حول الكورد. فان استغلال قضية ادلب والتفاوض مع سوريا وايران وروسيا بشكل مباشر سيقطع الطريق  امام الطرفين ان يعتقدوا بان يكون تنفيذ هذه الاتفاقية سهلة على امريكا قبل تركيا. وان روسيا ستبحث حتما عن ما يجعل تركيا في حضنها دون ان تدع ان تسحبها امريكا لحين تصفية امور سوريا بشكل يكون لصالحها متعاونة مع ايران . وعلى الكورد ان يتحرك قبل تحرك تركيا في هذا الامر وما تريده تركيا من الحديث عن تطبيق اتفاقية اضنة لسنة 1998 بادعاء حماية حدود سوريا في هذه الايام هو من اجل تضليل دمشق، ولكن الابواب مفتوحة امام الكورد اكثر من غيرهم في اللعب من هذا الجانب مع دمشق.

وعليه، فان هذه الاتفاقية ليست نهاية  العالم ولكن نقطة مهمة يمكن ان تستغل من جهة اذا تحرك الكورد باتجاهات ونقاط صحيحة وبخطوات دقيقة، وفي المقابل يمكن استغلالها في تعميق الخصومة وانعدام الثقة بين سوريا وتركيا كما حاولت تركيا ان تستغل صعف النظام في سوريا من اجل ضرب الكورد فقط. وبتحركات كوردية سورية روسية ايرانة في هذه المرحلة يمكن ان تسحب يد روسيا وايران ويفرض تدخلهما  الى قضية المنطقة الامنة من قبل الكورد ان ناوروا وتحركوا بهدوء ورد فعل مناسب لما تتحمله هذه الاتفاقية التي يمكن ان تكون غادرة للكورد ومجحفة بحقوقهم. ويمكن القول ان تمكن الكورد من طرح وفرض شروطهم حول هذه الاتفاقية ان كانت محل القبول قبل هذه التحركات الاستراتيجية، سيكون خطوة في عدم السماح لتنفيذ الاتفاقية من قبل تركيا بالاخص والعمل مع امريكا من اجل التملص منها، ولكن لابد ان يعدي الى الاذهان ويعتقد ويعمل الكورد على ان امريكا هي كما كانت ليست صديقة دائمة لاحد سوى مصلحتها حتى وان لم تنفذ هذه الاتفاقية ايضاشس. 

 

عماد علي

 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم