أقلام حرة

التساقط والتسافل!!

صادق السامرائيهذه المقالة تواصلا مع ما جاء في مقالة الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم  "السقوط"،  لأنها أشارت إلى ما نغفله في سلوكنا الفردي والجمعي.

السقوط أن ترتفع وتهوي بفعل قوى جذب متنوعة تشد إلى حيث الإبتداء، وهو طاقة تتولد حالما تبدأ الحركة في أي إتجاه كان، أي أنه طاقة تتنامى وتتقدم بالإتجاه المعاكس لمولدها.

وفي الكائن الحي يمكن تسميتها بالطاقة الموتية أو الإرجاعية أو الشادة إلى الوراء.

وخلاصة قانون السقوط في البيت الشعري " ما طار طير وارتفع ... إلا كما طار وقع"، والسقوط ظاهرة فيزيائية بحتة وحركية واضحة، ولا بد لها أن تترافق مع سيرورة إرتفاعية أو تحليقية ذات قيمة أرضية، وهذا ينطبق على أي حالة متحركة وفاعلة فوق التراب.

فالسقوط ناجم عن سلوك إيجابي إستنفد طاقته وبلغ ذروته القصوى، كما في حال أية قوة فكرية أو سياسية أو علمية.

أما التساقط فمفهوم يتصل بالقيم والأخلاق والمعايير السلوكية، وهو لا يخضع لقوانين السلوك الفيزيائية، بل يتصل بالتسافل وينتهي إلى قيعان السفالة ومجتمعات السفلة.

ومحكوم بما تمليه وتعبر عنه النفوس الأمّارة بالسوء،  التي إستشرت وتسيّدت وتأسدت وإستعبدت المخلوق، وحولته إلى دمية متسافلة لا تستحي فتفعل ما يُشاء لها وتشاء.

والسلوك التساقطي التسافلي يعم في المجتمعات الجانية على ذاتها وموضوعها، ويُسمى تورية بسلوك الفساد، والمقصود به السلوك السافل الساقط المهين المشين المنحط، وعندما يستشري يشمل كافة مناحي ونشاطات الحياة المتوجة بالمفاسد والسفالات بأنواعها ودرجاتها.

وياليت هذه المجتمعات تسقط لأن في ذلك محاولات إرتفاع، وتصارع متناقضات تستولدها ما هو قادر على الإرتفاع إلى حين السقوط الواعد بإنطلاقات جديدة.

 

"فلو أنها نفسٌ تموت جميعةٌ...ولكنها نَفسٌ تَساقَطُ أنفُسا"

فقل تساقط وتسافل ولا تقل سقوط !!

 

د. صادق السامرائي

.................

* السفلة من الناس: أراذلهم وغوغاؤهم

* التسافل: الإتيان بأعمال مشينة دنيئة.

الساقط من الناس: اللئيم الحقير

أسقاط الناس: أوباشهم وأسافلهم

 

 

في المثقف اليوم