أقلام حرة

وصول ميزانية حكومة اقليم كوردستان الى الافلاس!!

عماد عليلو لم ترسل الحكومة العراقية شهرا واحدا فقط ميزانية حكومة اقليم كوردستان لرجعت حال اصحاب الدخل المحدود من الموظفين الكورد (وليس الدرجات الخاصة التي ضمنتى جياتها معتمدا على الاحزاب والكتل) الى ما كانوا عليه قبل سنة من استلام رواتبهم كل شهرين او ثلاثة اشهر مرة. اي ان انعدام التخطيط والعقلية الاقتصادية المخلصة والفساد المستشري وغرور في راس السلطة والمتشبثين بالسلطة اوصل الحكومة الى الافلاس والمسؤلين في اقليم ولا كأنه حصل ضيء ولم يعترفوا بما ارتكبوه وما بدرت من تحت اديهم من الغلطات التاريخية المصيرية المؤثرة على حياة الناس بشكل مباشر، والان يتشدقون بتحسين الاحوال جزئيا نتيجة الموقف المعتدل من قبل رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي وكأن العلاقات الشخصية ستحسن الامر وتبعد القلق من عودة الحال والوضع الماسآوي الذي عاشه الكورد حتى وثل الى الاسوا مما كان عليه من قبل وكان تحت حصار الجميع وفي مقدمتهم الحكومة الظالمة ابان السلطة الدكتاتورية السابقة.

المستعجب والاغرب هو عدم اعتراف الحكومة والسلطة الكوردسنانية والاحزاب بفشلهم الذريع لحد الساعة ولم نسمع عن الاعتذار الذي يستحقه الشعب الكوردستاني من قبل هذه السلطة الجشعة، والاغرب انهم يطلبون الاعتذار من الحكومة المركزية عن القتل الجماعي الذي تعرض له الشعب العراقي، وكانهم لم يؤذوه وداوو جراحه ولم يحسوا بما اقترفت ايديهم ابشع من الدكتاتورية بغلكاتهم وعدم قدرتهم وامكانيتهم البسيطة في ادارة الحكم . لا يمكن ان يعقل اي منا من ان النسبة الكبيرة من النفط المصدّر الذي يذهب هباءا لجيوب الشركات التي خدعت السلطة الغاشمة في كوردستان واسغتلت عدم امكانياتها وانعدام خبرتها، ومن ثم بيعه بارخص ثمن من اجل بقاء سرية الدخل كي يلعبو به ويذهب الى الجيوب الشخصية والحزبية، وهذا ما جعلها مدينة لحد الساعة وتترنج تحت اذى فوائد الديون وتاخر دفعها عدا دين الموظفين الذي يبلغ مليارات الدولارات.

لماذا يحصل هذا وهل يمكن حل المعضلة المعقدة والمشكلة بل ما موجود هو الازمة الخانقة التي تعيشه السلطة الكوردستانية وفرضت افرازات وتداعيات نتيجة عملها الخاطيء البشع والفساد المستشري بهذه العقول وبهذا الحكم وبوجود هذه الاحزاب والاشخاص في اطار ماموجود من العملية السياسية الفوضية؟

لو نظرنا الى الحلول الاقتصادية التي اتخذتها البلدان في ظروف وازمات اقتصادية مشابهة تقريبا،و حتما لها خصوصيات مختلفة مع كوردستان وهي استحسنت احولها في غضون سنوات، وما تفعله حكومة كوردستان الحالية بما تضمن من الشخصيات ومستوياتهام وما فعلته السابقات لم اكثرمن زيادة الغوص في الوحل، اننا في حال يفرض التشاؤم نفسه علينا بشكل قاطع لما نحن فيه وما نقبل عليه، لان الاحزاب واحتياجاتهم التي يامنوها من الحكومة المفروضة على الشعب وما يبلعون من الواردات الخاصة بالشعب والتي لا يمكن ان تنقص على حساب رواتب الموظفين والاحتياجات العامة عدا السرقة والسلب والنهب للثروات وما يُصدر بايدي حزبية لا علاقة لها مع الحكومة وميزانيتها.

من ينظر الى السلطة في هذه الوضعية البائسة وهي ترزح تحت الديون لحد الافلاس وكيفية انبثاق الحكومة الجديدة والشخصيات الحزبية التي تسنمت المناصب الخطرة بما يمتلكون من مستوى العقول المعلومة لدى الجميع وبهذه المستوى من الخبرة والكفاءة والقدرة على العمل، لتبين لديه ما يحصل منذ الان، فهل من المعقول ان تكون حالك هكذا وانت في ازمة خانقة، ولم تفكر في العقل الجمعي القادر المتمكن في ايجاد الحلول المناسبة بل تستمر في تشكيل حكومة بهذا الشكل بحيث تعتمد على المصالح الحزبية واسترضاء الكتل ومنح المناصب لترضية هذا وذاك فقط دون ان تنظر الى الاختصاص والكفاءة، بل جل ما تفكر به هو كيف تبقى تلك الكتلة او المجموعة مسيطرة على ادارة هذا الحزب وذاك بدلا من البحث عن عقول يمكنها ولو بخطوة واحدة التقدم بالحال وامكان ايجاد حل الازمات المتلاحقة التي تخنق السلطة الكوردستانية، فهل من المقعول ان تمنح وزارة التخطيط والزراعة والتعليم العالي على سبيل المثال التي تعتبر الاجزاء الرئيسية من عمود الفقري للحكومة وعملها بهذا الشكل المعلوم لدى الجميع، ومن ما حل علمنا كيف منحت وزارة في اخر لحظة لترضية من خسر احدهم ما رشح اليه لمنصب اخر وليس له علاقة من بعيد وقريب مع عمل هذه الوزارة ولم يفكر فيها حتى الوزير نفسه قبل خسارته للمنصب الاخر، وعدم الاهتمام بالخبرة والكفاءة المطلوبة الملحة لوزارة التخطيط والتعليم العالي كمثال يوضح الماسآة التي يعيشها السعب دون ان يعلم. هذا عدا الافعال التي تبرز من هذا الوزير وذاك ولا يتصورها حتى الطفل.

فبهذه العقلية والامكانية والسمات وكيفية العمل الذي تُدار بها الحكومة الكوردستانية، فهل من الممكن ان يعتقد ولو مواطن بسيط وليس خبير متابع للحال انها ستنجح ويمكنها ان تُخرج كوردستان من ازمتها المستفحلة يوما بعد اخر، وحتى في ظل موقف الحكومة المركزية الحالية الحسنة غير الشبيهة لما كانت قبلها وما تبدر منها من المواقف الجميلة الحسنة الحقة التي يمكن ان تنقطع تحت ضغوط الشوفينيين والفاسدين ومن يعتمدون على المزايدات في شعبويتهم على اتخاذ مواقف مضادة ضد الكورد من اجل رفع شعبيتهم او الحصول على منصب او فائدة ما وعلى حساب مستقبل العراق بجميع مكوناته . فهل يمكن ان يثق احد منا بان حكومة كوردستان ستنجو من الازمة الخانقة والاقتصاد الميؤوس منه والفشل الذريع في العمل، وهي تحت تلك الديون الكاسرة لظهرها وما يمنعها حتى الحراك بهذه العقول التي تديرها. فهل يمكن التامل بان تنجح حكومة مشكّلة بمثل هذه العناصرو خرجت تحت عباءة الصراعات الكتلوية والحزبية وتوزيع الحصص المصلحية بهذا الشكل دون التفكير ولو للحظة واحدة فقط في العمل على تشكيل حكومة ملائمة متمكنة كفوءة تخصصية خبيرة اكاديمية علمية لانقاذ كوردستان من الانهيار الاقتصادي الذي يرزح تحته بعد الفشل المدام المتواصل منذ الكابينات السابقة التي تشكلت بشكل مماثل وبتركيب مختلط ولكنه صاحب لون وشكل حزبي كتلوي فقط ايضا.

و بها يمكن ان نفكر كيف تكون فيه السلطة الكوردستانية لو ضغطت اصحاب المواقف المعادية للكورد على سلطة السيد عادل عبدالمهدي واضطر للخضوع لهم نتيجة كثرتهم وكثرة اعداءه والمتربصين به من اصحاب الاحزاب والكتل الكبيرة كي يحلوا محله باي طريقة كانت. فهل يمكن ان نتوقع غير الازمات وزيادة الانين والقهر من قبل الطبقة الكادحة المعدمة وزيادة غنى الاغنياء التي تستغل الازمات لتراكم ثرواتها من استغلال ضعف الحكومة واصحاب المناصب الضعيفة فيها.

ان الدول التي تعيش في رفاه وابهة تبحث عن البديل عن الدخل الحاصل في الاقتصاد الريعي الذي يعتمدون عليه منذ الان وهم يفكرون في حال نضوب النفط او انخفاض سعره بعد احلال البديل يوما ما، فما بالك ان كنت انت تعتمد على هذا الاقتصاد في حال تبيع النفط نفسه بسعر بخس نتيجة انعدام دولة خاصة بك التي لها الحق في التصدير، ووفق الدستور يجب ان تعتمد على المركز العراقي في بيع النفط.

فهل ننتظر الحلول ام يجب ان نكون قلقين بشكل دائم مادام واقعنا يفرض علينا ان نقلق بشكل جدي، وهل يمكن ان نعتقد بان اقتصادنا يتعافى ويخرج من تحت كل تلك الديون المتراكمة بهذه العقلية الحاكمة المتسلطة التي تشكلت وانبثقت بتلك الظروف وهذا الشكل المعلوم لدى الجميع، وهل يمكن لمثل هذه العقليات ان تنقذ هذه السلطة الكوردستانية من الافلاس الذي وصلت اليه دون ان تعترف ولم يدعها يسقط وينهار هو وصول رئيس وزراء عراقي معتدل فقط لحتى الان ؟ ولكن المحزن ان الشعب وحده والطبقة المعدمة هي من يتعرض الى ما يحصل للاسف ويخرج منه المستفيدين والمتحزبين والكتلويين والمتلمقين والمستغلين المحتكرين للاقتصاد الكوردستاني وناهبي ثرواتها. 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم