أقلام حرة

تتصرف الحكومة الكوردستانية كأنها ذئب

عماد عليفي الداخل وخروف في الخارج !

رغم الفساد والفشل الذريع والتخلف وعدم تحقيق ولو نسبة قليلة جدا من امنيات الشعب الكوردستاني الذي ضحى من اجلها بالغالي والنفيس طوال عشرات السنين، ورغم خذلانهم امام الصديق والعدو ومراوحتة سلطتهم المفروضة علىالشعب المسكين في مكانها بل تراجعها يوما بعد اخر والوصول بحالها الى الحضيض وافلاسها اقتصاديا وماليا واداريا، فانهم لم يعترفوا لحد اليوم ما اقترفت ايديهم وما اوصلوا هذه الشعب البريء الى ضفاف الياس والعزلة والانعكاف مع الوسوسة والهذيان المسيطر على ابناءه الطموحين.

انها سلطة  تسلك طريقا غير واضحة الافق وتان تحت ضغوطات اصحاب الديون من الشركات والدول التي خدعتها باسم المساعدة وطموحها هي باسم الاقتصاد المستقل وما افرز من الفساد وتبذير الاموال وتبديد الثروات فوق وتحت الارض للسنين الاتية ايضا دون ان يستفيد منها الشعب في اية لحظة كانت. انها غشامة السلطة وعدم قدرة وامكانية وخبرة من تبوء المناصب واستلم زمام الامور خلال السنين العجاف الماضية. كل ما تمكنوا منه هو غدر الشعب بشكل عام والطبقة الكادحة المعدومة  واصحاب الدخل المحدود وادامة حكمهم بالحديد والنار على حساب حياة الناس ومعيشتهم دون ان يلقوا اي رادع منهم نتيجة الظروف التي يعيشونها في ظل قلقهم من المستقبل وخوفهم الدائم من العدو الخارجي وتدخلاتها المستمرة وخوفهم المستمر من عودة الحصار الكامل والقتل الجماعي وانتشار الجوع  لما تلقوه على ايدي الحكومات المركزية سابقا.

تحمّل الشعب صابرا وثابرا عسى ولعل ان يتمكنوا من عبور ما حصل وان  تنتقل المرحلة وتعبر كوردستان لاى شاطيء امان كان ويتخلص من هذه الطغمة المتسلطة باسم الحزب والثورة وهم من افشلوا الثورات واستغلوها من اجل مصالح خاصة بهم دون ان يفيدوا ولو ذرة واحدة بهم ومن التقرب لحل قضيتهم العادلة، بل ضحوا بقصيتهم من اجل منافعهم ومصالحهم الضيقة فقط. رغم عدم التحرر والخلاص من المحتلين فان ان سلوك السطلة الكوردستانية الذاتية لم تقل عنجهية واجحافا للشعب الكوردي داخليا من اعداءه المتربصين به في كل ساعة، ولم تبق وسيلة مضرة وتعذيب جسمي ونفسي ولم يستخدموها في تعاملهم مع المعارضين لهم وبالاخص ابان الحرب الاهلية الداخلية التي لازالت افراتها وتاثيراتها باقية لحد اليوم ومنها تقسيم كرودستان الى ادارتين، ولم يبق امامهم ولديهم اي شيء واستخدموه ضد من عارضهم حتى ولو بكلمة، وكم من صحفي ضحي بنفسه من اجل كلمة حقة وراي صائب وحتى نقد بناء،لا بل اغتالوه،  اي انهم تعاملوا كذئب متوحش مفترس ضد شعبهم داخليا في سياساتهم طوال هذه العقود الاخيرة التي حكموه.

اما امام تعاملهم وسياستهم الخارجية مع الاخرين من الدول الاقليمة والعالمية فانهم سلكوا طريقا مخنوعين ومذلين حاسين بالنقص ووديعين يتنازلون عن حقوقهم على حساب الشعب الكوردستاني ويتصرفون كالخرفان في سلوكهم وتعاملهم الخارجي على عكس ماكانوا عليه الداخليا, اي بمختصر القول يمكن ان نسميهم بانهم هؤلاء الذين تعودوا على ظلم الشعب داخليا دون ان ينبسوا ببنت شفة امام الاعداء عند غدرهم بهم وعدم مطالبة حقوق الشعب من مَن اجحف بحقه منذ عقود طويلة.

 ذئاب في حال الداخل وخرفان في الخارج نتيجة ضعفهم والاصرار على هدفهم ومصالحهم الخاصة فقط، وانعدام الثقة بهم من قبل الشعب، وعليه لم يعتقدوا مساندتهم من قبل اشعب الكوردستاني لو تصارعوا وتواجهوا مع القوى الخارجية، بل هم من وضع نقاط ضعفهم واذيالهم في ايدي الاعداء دون ان يتمكنوا من تحريرها يوما ما.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم