أقلام حرة

حول سيادة اقليم كوردستان قبل العراق

عماد عليلا يمر يوم ولم نر الا اختراقا فضيحا من قبل دول الجوار وبالاخص تركيا لسيادة اقليم كوردستان من كافة الجوانب السياسية والعسكرية، لا بل تعتبر تركيا وتفعل على ان كوردستان حديقتها الخلفية في اتخاذ مواقف وقرارات وكانها ضامنة موافقة سلطتها لضعفها وخضوعها وارتائمها بين ايدي اردوغان كيفما كانت تلك الاوامر والقرارات اتلي تريدها هي ولمصلحتها وان كانت ضد مصلحة كوردستان الجنوبية نفسها. نعم نتيجة ضعف موقف ومكانة القادة والاحزاب السياسية الكوردستانية التي لم تحتسب في قاموسهم السياسي قيمة السيادة وحتى في احلامهم. تدخل وتخرج الطائرات التركية وتغير على المدن والقرى والمواقع المدنية قبل ما يسمونهم بالارهابيين، ولاسباب وعوامل سياسية غير التي يذكرون، ودون ان نسمع ولو انينا لا من قبل القيادة و السلطة الكوردستانية الذليلة ولا من السلطة العراقية واصحاب النفوذ والقوى الجديدة على الساحة التي تصرخ علي امور تافهة اخرى وتعتبر كوردستان جزءا من العراق وشماله الحبيب بينما لو وصلت الحال من ان يتطلب بيان موقف ازاء ما يمكن ان يدخل في معادلات تحتسب على كل شيء ومنها الكرامة الوطنية وقيمةو تاريخ البلدو هيبته، بينما من جانب اخر يكثر المركز العراقي ومن يديرون دفة الحكم من طلباتهم من الاقليم للتمسك بوحدة اراضي العراق وسيادته ولا يتكلمون عن السيادة المنتهكة من قبل هاتين الدولتين الجارتين لا بل من قبل اصغر دول المنطقة وكل بشكل ما وبطريقة ولهدف مخفي اباسماء وعناوين متعددة.

عندما اعلن اقليم كوردستان عن نيته اجراء الاستفتاء لم يمر لحظة وكنا نسمع صراخا وعويلا من قبل الجميع ومن كل زاوية على ما ادعوها سيادة الوطن وكرامته ووحدته ويمنعون التعرض والمساس بوحدته وسيادته مهما كلف الامر وكان الصراخ والعويل من اجل المزايدات السياسية فقط مرتفعا من قبل الشوفينيين الذين استقووا على الضعيف ومن اجل نوايا واهداف سياسية اخرى وليس وحدة العراق وسلامة اراضيه، والدليل اصبحت الاراضي العراقي وسماءه ساحة ملعب يدخل اليها من يريد متى ما اراد، بينما لم يسمع اي عراقي موقفا منهم ازاء تلك الرخوقات وف ي مقدمتهم ما تفعله تركيا صباحا ومساءا لا بل لم تلتفت الى مواقف بغداد في اي عملية عسكرية برية وجوية تخترق بها الحدود العراقي وفق منظور هؤلاء المتشددين الذين يعيشون في هذا العصر ولازالوا في الخمسينات القرن الماضي عقليا وفكريا وايديولوجيا وفلسفيا. انهم لازالوا في ايام العصبية القومية والوطنية على حساب الانسان والتي باعوا حتى الاض بابخس الاثمان.

ان التقصير ليس من طرف واحد، والاسباب ليست سياسية بحتة بقدر تداخل الكثير من المعادلات السياسية في الاقتصادية مع موروثات السلطات السابقة من الاتفاقيات التي لم تالوا القيادات العراقية والكوردية جهدا يُذكر في احلال البديل المناسب لتلك التفاقيات التي كانت فيظروفها وبما يلائم الواقع الجديد لها، وتستغل هذه الدول تلك الاتفاقيات المتقادمة والمنتهية الصلاحية، كون العراق يعيش في اضعف حاله في هذه المرحلة وكوردستان لازالت في طورها البدائي منة حيث الاحتساب الى السيادة والكرامة وهية تحت ضغوط الداخل قبل الخارج ولا يمكن ان تحس بوجود كيان وسيادة ومكانة خاصة بها.

لو قارنا بين العراق وحتى سوريا المجاورة له وهي تعيش في حالة الحرب الدائمة منذ سنوات، فان الهيبة والمكانة التي تحتلها في المنطقة وما تتمكن منه من حفظ المطلوب منها وتحت الامكانية التي تمتكلها من السيادة لم تتخلف في بيان موقفها ورايها على الاقل ان لم تقدر ان تفعل شيئا عمليا وحتى لا يمكن قياسها ومقارنتها وهي اكثر امانا وسيادة لها من العراق وكوردستانه، وعلى الرغم من انها هي الدولة التي قسمت الى اجزاء متعددة على الارض وبنسبة معلومة لدى الجميع وتما تحكمها القوى المتعددة المختلفة الدولية والميليشياتية والتوجهات الاسلامية الارهابية المختلفة التركيب على اراضيها، ولكنها حقا لم تسكت على اي امر يخرق سيادتها في اي وقت وحتى في احلك مراحلها.

فهل خرق السيادة العراقية وكوردستانه وفق تعبيرهم لاسباب موضوعية بحتة ام تدحل الظروف الذاتية قبل اي شيء اخر في تحديد مكانته وعدم امكانه في الحفاظ على سيادته بل خضوعه لابسط ضغوطات تفرض عليه . اصبح العراق ممرا وساحة للدول المختلفة، انه وان لم تجد فيه قوى دولية بشكل غير رسمي والتي لم تفرض الحروب والصراعات الداخلية قوى خارجية علنية كما هي موجودة في سوريا عدا التحالف الدولي ووفق اتفاقية التي من المفروض ان تحافظ على سيادة الدولة، ولكن في الواقع ان وجود القوى المختلفة الاكثر عددا ونوعا من الموجودة في سوريا هي مؤلفة من ابناء العراق ولمن كانت تبعيتها وعلى ارض العراق، وتشارك هذه القوى في تسيير امور الدولة بشكل مباشر وغير مباشر ايضا ولا يمكن ان يصدر او يمرر قرار والا ان يكون لهم فيه راي وموقف وتاثير على كيفية صدوره وتمريره وفحواه. بينما السيادة المنقوصة في الدول الاخرى المبتلية بالحروب الداخلية متاثرة بمواقف عسكرية و سياسية دولية بشكل كامل، فان لسوريا دورها السياسي ان سمحت لها قوتها في اقرار ما يهمها في موضوع ما وان كان فيمنطقة محدودة من ارضها او في سوريا باكملها دون ان يتدخل بشكل مباشر قوى ميليشاوية تابعة لدولة اخرى في تفاصيل امورها المركزية وليس لها تواصل وتاثير مباشر على القرارات، على العكس من العراق الذي شُكلت فيه الميليشيات التابعة من العراقيين انفسهم والذين لهم الامر ولهم القدرة على التدخل ولم ينسجموا بل لم يعترفوا بالدولة وسيادتها بانفسهم لكونهم ياتمرون بامر مؤسسيهم الخارجيين وبكلفة الدولة العراقية وامكانياتها.

من المحزن ان اي ضغط دولي على العراق في موضع وموضوع ما نرى مواقف هؤلاء الشواذ غير المنبثقين من رحم العراق الاصيل بشكل يستوجب عليهم ان يكون لصالح مؤسسيهم قبل البلد الذي يقتاتون على خيراته. وعليه لا يمكن الكلام عن السيادة لهذه الدولة باي شكل كان. فهل من المعقول ان تصدر امرا بان يكون السماح لطيران الدولة ذاته يجب ان يكون عند رئيس الوزراء لمنع خرق هذا الامر ودخول الطائرات الغريبة الى الاجواء العراقية، وانت تاتي من دولة جارة وتخترق ما تعتبره رسميا حدود بلد من حانب اقليم كوردستان وهو جزء من سيادة الدولة العراقية بينما لم تعلم متى واين وكيف دخلت هذه الطائرات التركية وقصفت مواقع وذهبت ضحية تلك الغارات مدنيون في الجزء الذي تدعون بانه شمالكم ولا يمكن ان ينفصل عن الام الا بالدم كما اثبتم ذاك ابان الاستفتاء الذي صوت له النسبة الساحقة من الشعب الكوردستاني، بينما انتم غافلون عن ضغوطات هذه الدول المعتدية وهي تريد تصدير مشتكلها على حساب الشعوب العراقية بكافة مكوناتها. نعم السيادة مخترقة بشكل دائم ومن قبل الكثيرين وحتى يمكننا الوقل بانه لم تبق قيمة للسيادة بعد لذكرها يوما في العراق وكوردستان الجريحة ايضا.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم