أقلام حرة

وعيتها بقلبي!!

صادق السامرائيلكل خلية ذاكرة وإدراك يتناسب مع طبيعتها ودورها في البدن، والذاكرة السائدة دماغية، وهي محدودة وقد تتعرض للتلف عندما تفقد خلاياها تواصلاتها أو كينونتها المادية الحيوية الفاعلة في الدماغ.

والمخلوق أيا كان نوعه وطبيعته يمتلك آليات تذكرية قائمة في خلاياه، فلكل خلية أرشيفها وذاكرتها الخاصة بها.

والخلايا القلبية ربما هي الأقوى والأيقظ من بين خلايا البدن الحي، ولهذا فأن الإشارة إلى القلب وردت وتكررت في العديد من كتب ومواعظ الأولين والآخرين الوضعية والسماوية.

ويمكن القول أن الوعي الحقيقي أو اليقيني يعني يقظة وتفعيل ذاكرة جميع الخلايا الحية في البدن أو النسبة الأكبر منها.

وهذا الإيقاظ يؤدي لبناء فضاء كهرومغناطيسي وعْيَوي يمد الدماغ بما لا يستطيع إدراكه من التجليات والمعارف والأفكار، فيكون في حالة صيرورة كيانية حية، أي أن المعلومة تتسرب إليه بسهولة لأن ذاكرة كل خلية قد تكاتفت مع بعضها البعض فأوجدت كينونة ذات طبيعة إشراقية غير مسبوقة أو معهودة في تلافيف الدماغ.

ولهذا الإنبثاق الإشراقي مآلاته النفسية والسلوكية التي تدفع بالعارف إلى التحليق في ساميات التواصل الإدراكي، الذي يتجلى أمامه وفيه، وكأنه شلالات متدفقة وأعاصير مؤثرة في ذاته الكائنة فيه، والتي إنبعثت منه لتجوب ما لا يراه وتعود متوهجة إليه.

وتلك إحدى معارج الإدراك اليقيني والتبصر العِرفاني، والسفر الروحي في أغوار ووديان أدري الغارقة في فضاءات النون الكبرى، والساجعة بألحان أكوانٍ ذات أنين!!

فعش فوق أنوار الثريا وتسامى على مجذوب الثرى!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم