أقلام حرة

لجوء اردوغان الى الحيل والتضليلات!!

عماد علياصبح اردوغان في وضع لا يُحسد عليه، او بالاحرى وضع اردوغان نفسه نتيجة دوافعه الشخصية واخطاءه المتكررة ويمكن ان نقول جشعه النابع ربما من ايمانه العثماني وحنينه الى عودته الى تلك المبراطورية وما حصل ابان تلك الفترة وتاثيرها عليه، وضع نفسه امام جبهات متعددة بعدما خالف كل ما جرى في التاريخ من التغييرات التي فرضت نفسها على هذه البلاد بعد تلك الامبراطورية وما فرضته الاتاتوركية فيما بعدها، وضحى بالكثير من الاصدقاء وخرق المباديء التي ادعاها من قبل ولم ينجح فيما روّج له في دفع تركيا نحو الامان والتقدم والنمو الالاقتصادي والاستقرار والاستمرار في النمو نتيجة سيطرة نرجسيته الشخصية على عقليته وسلوكه وسياساته، وهذا ما حدا به اخيرا الى ان يتلقى اكبر ضربة في انتخابات اسطنبول وانقرة التي لم يتوقع هذه النتيجة واصطدم بما صنعته ايديه . اليوم هناك جبهات متعددة يريد يقاوم ما يحصل فيها وان يناطحها القوى التي فرضها هو ان تخرج منطوعه نتيجة غروره من جهة وعدم وجود طرق اخرى يمكن ان يسلكها الا التحدي الذي يفرض نفسه عليه، ومنها داخل حزبه وخارجه وكذلك العديد من المحاربين القدماء الاسلاميين من الموالين لفتح الله غويلن سواء من الخلايا النائمة في حزبه وجماهيره او الموجودين في السجون والمحكومين اكثرهم ظلما نتيجة تصفية الحسابات التي اعتمدها اردوغان ولازال يتبع تلك الطريقة التي ازاح بها المعارضين الاقوياء عن طريقه (وعليه اعتبر الكثيرون ان الانقلاب المزعوم احد السيناريوهات التي اعدها اردوغان لتنفيذ مخططاته التي بانت في الافق اليوم ما كان يخططها منذ مدة)، ومن ثم برز الرفاق القدماء والمعارضين الاقوياء داخل بيته اي في صفوف حزبه من القريبين ومن كانوا ضمن دائرته المتنفذة الذي حطمهم بطموحاته. وهناك كذلك جبهة المعارضة المعتبرة المؤلفة من حزب الشعوب والحزب الجمهوري المتحالفان في اكثر الامور السياسية . ومن الجبهات الصامتة لحد الساعة هم المتضررين من العساكر سواء المستقيلين او المطرودين او المسجونين ومن يقبعون في غياهب السجون سواء لاتهامات ملفقة او زجهم زورا في عملية الانقلاب المزعوم. اضافة الى الجبهات الخارجية التي اشتعلت اوارها عليه نتيجة اخطاءه او غوصه تدريجيا في القضايا الشائكة وما حط راسه فيها ولم يخرج منها الا مهزوما مع الانهيار الاقتصادي نتيجة السياسات الداخلية والخارجية الخاطئة وتدهور قيمة الريال التركي بشكل غير مسبوق.

اليوم وبعد ان تعلق اردوفان في شبكة كل تلك الجبهات التي خلقها بنفسه، فانه يحاول بكل جهده في انقاذ نفسه منه بشق الانفس، وبالاخص ان ما يهمه هو رئاسته للجمهورية في الدورة التالية وليس مجلس النواب لحزبه، وتاكد اخيرا انه يمكن ان يتعرض لخسارة فادحة في الانتخابات الرئاسية القادمة بعد تهاوي وضعه وحزبه وبروز المشاكل الى العلن بشكل غير مسبوق وتاسيس احزاب اخرى قد يسحب البساط من تحت ارجله نتيجة انقاسامات متوقعة في قاعدة حزبه ايضا وانخفاض جماهيريته الى ادنى مستوى له منذ عقد ونيف. انه يلعب في ساحة الخصم لحد الان، ولا يمكن ان يستريح او يمكن ان يعيد النظر في افعاله الا ان يفاجيء بما هو غيرمتوقع له والواضع الحصول لمن يتابع الوضع التركي، وهو خروجه من السحة السياسية وانقراض حزبه وتعر1ه لانقسامات واانشقاقات اكثر بعد ان فتح داود اوغلو وباباجان وعبدا لله غويل الباب امام الاخرين للالتحاق بهم او تاسيس احزاب وتنظيمات اخرى او الانعكاف لحين تهيء الظروف الملائمة لبيان مواقفهم، ورغم ذلك فان الاستقالات توالت بعدهم.

اليوم، وبعد كل ما يحصل في تركيا وانحصار اردوغان في زاوية ميتة وهو مهموم محصور دون ان يرى افق وهو يلح على المحاولة الاخيرة للخروج من كل تلك الازمات المتعددة التي تراكمت امامه وهي تفرض عليه الاخطاء المتكررة سواءكان مضطرا عند اتخاذ الطرق الملتوية لتفاديها وهو يقع في اخرى تدريجيا بعد ما افرزت تلك الاخطاء ما علقته في شباكها، انه بدا احيرا اللجوء الى ابخث الطرق وهو اتهام المناويء بما لا يمت بصلة بما يتهمه به وهو يلفق بما لا يرضى به حتى ادنى واقل ضمير حي، وكما يفعل من ابعاد وفصل رؤساء البلديات التابعين للحزب الشعب الكوردي في مدن آمد وماردين ووان متهما اياهم بمساعدة الحزب العمال الكوردستاني زورا وبهتنان ويلجا بشكل ملتوي الى ان يجمع عوائل خاضعة لا حول لها ولا قوة في ان يقومون بحركات مسرحية امام البلديات من اجل تصديق الناس لادعاءته في ابعاد رؤساء تلك البلديات واحلال (البديل) لهم من الموالين له شخصيا وليس تابعا لسلطته حتى في اقرار البديل لاماكنهم، ومن ثم محاولة فرض ذلك على بلديات اخرى بتهم مشابهة كانت او تلفيق ما يمكن، ومن ثم اعادة الكرة على ان يطرد بهم رؤساء بلديات تابعة لحزب الجمهوري المعارض المتحالف مع حزب الشعب ايضا . وكما نرى رفع اردوغان صوته عاليا ودخل الحلبة بنفسه باتهام اكرم اوغلو رئيس بلدية اسطنبول بزياة المتهمين بالارهاب، ولكن ما ما لقيه من جواب شافي له ربما قد يصمته لمدة ومن ثم يكر بعدما فرّ، هذه الخطوات والادعاءات والحيل المتبعة التصليلات توضح مدى تخبط اردوغان في امره، ومن لم يعمل بهدوء ويعيش في فوضى لابد ان يخطا وكما نرى انه يكرر اخطاءه بشكل سريع وما يزيد الامه بشكل سريع وهو يتلقى من ضربات متكررة وبشكل مرير. ننظر تغييرات كبيرة في الاشهر القادمة، وربما ما يحصل في المنطقة يكون له الاثر العكسي على حياة اردوغان السياسية ويمكن ان يتلقى ما لا يامله خارجيا وبه يمرغ في الوحل الداخلي اكثر وبعد ان يتراوغ خارجيا لكي ينقذ نفسه داخليا، ولكنه يظل في مراوحته ولازال في مكانه دون ايجاد حبل اخرى لانقاذ نفسه.

اخر الاحصائات المعتمدة والمعتبرة تؤكد على ان نسبة مدعومي اردوغان الان نزل الى اقل من نصف ما دعموه ابان الانتخابات الرئاسية، وان دام هذا فيدل على ان نهاية اردوغان وانسدال الستار على حياته السياسية قد حان من قبل اشعب وليس كما هو من قطع الطريق عن عرابه ومن تبناه (نجم الدين اربكان) من قبل، وربما يخرج من المسرح السياسي بشكل ما قبل الانتخابات المقبلة بعد ان ينفك منه الحزب القومي، وكما يظهر ي هذه الاونة من ما يشير الى تملض هذا الحزب اي القومي من التعاون معه في هذه المرحلة الخطرة عليه عدا ما يفعله ضد الكورد الذي يعتبر عقدة الحزب القومي التركي منذ بداية تاسيسه. 

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم