أقلام حرة

بعزة الأوطان تتآلف العقائد والأديان!!

صادق السامرائيالعزة: القوة والمنعة والسمو.

الأوطان التي تجد فيها معابدا لجميع الديانات والمعتقدات تشترك في أنها ذات عزة ومَنعة وقوية الجانب مهابة السيادة.

فالدول الغربية تشترك بهذه الصفة، وكذلك دول آسيا التي فيها مختلف الديانات والمذاهب والتصورات، ومجتمعاتها تعيش بألفة وتفاعل إيجابي وأمان، وقدرة على العطاء المتواصل الأصيل.

وهذا يعني أن المشكلة في الأوطان وليست في المعتقدات والأديان.

فعندما يكون الوطن قويا عزيزا صاحب سيادة تتفاعل فيه الموجودات بإختلافاتها بآليات تؤمّن مصالحها المشتركة، لأن الوعاء الذي تتفاعل فيه مُصان وآمن ويبحث عن المزيد من القوة والإقتدار، فتجد من مسؤوليتها وضرورات تألقها أن تساهم بتقوية الوطن والمشاركة ببناء صرح عزته وسيادته.

بينما الصورة مغايرة في الأوطان الفاقدة لعزتها وكرامتها وسيادتها والتابعة لإرادة غيرها من الأوطان، إذ فيها تحتدم الصراعات وتتعاظم التداعيات، وتتمترس فئات المجتمع في كينونات منعزلة، فيكون تفاعلها وكأنها كرات بليارت تتناطح، وتتصادم بعنفوان الضربات التي يسديها إليها اللاعبون بها.

ففقدان العزة يؤدي إلى القلق والخوف وضياع الأمان، وكرد فعل طبيعي بقائي يتخندق البشر في مجموعات تشعره بالإنتماء إلى الجماعة فيحصل على درجة ما من الطمآنينة والسكينة، ويكون تفاعله غريزيا ومحمّلا بردود إنفعالية إنعكاسية شديدة، تتسبب بتداعيات قاسية وصراعات دامية مع المجموعات الأخرى التي تعاني من ذات الحالة.

ولا يمكن لأية كينونة مهما كان نوعها أن تتعايش مع أخرى في وعاء وطني لا يؤمّن لها الحماية والرعاية والقدرة على العطاء.

وهكذا تكون الأوطان الغير عزيزة مُبتلاة بالإضطرابات الداخلية والحروب الفئوية المتواصلة، ولن تتشافى من ويلاتها إلا بقيادة قوية تؤمن بالمواطن وتحافظ على الوطن، وتؤكد عزته وكرامته وسيادته الحرة.

فهل من قدرة على إعادة العزة والكرامة والسيادة لأوطان منهوكة بالتبعية والهوان وعدم الإعتراف بوجودها بين الأوطان؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم