أقلام حرة

مصطلحات ومُصطرخات!!

صادق السامرائيإصطرخ: صاحَ وإستغاثَ

المصطلحات تعبث بوعينا وترسم خارطة سلوكنا المعتمة المبهمة، لعدم فهمنا للمصطلح، وقد أمضت الأمة أكثر من قرن ونصف في دوامة المصطلحات المستوردة، التي لا تعرف معانيها وجوهر مقاصدها ومهارات التعبير عنها.

ولا تزال الأمة تعيش غثيان المصطلحات، من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ومن الكلاسيكية إلى ما بعد الحداثة، وغيرها من المصطلحات التي أنهكتها وأوجعتها وأفسدتها وقضت على كيانها وشوّهت هويتها، وهي كأنها عقيمة عاقرة لا تنجب مصطلحا عربيا أصيلا.

بل إنهمكت بالتعبير العربي عن المصطلحات الواردة إليها من الخارج، ولو نظرنا في مصطلح الديكتاتورية الذي جاءنا محفوفا بالقدسية ومعبرا عما فينا من التشكي والعجز وإستلطاف إلقاء المسؤولية على الآخر، لتبين لنا بأن الذين وصفناهم به لا يفهمونه لا يتفقون  معنا على ذلك، فلا نحن نفهمه ولا هم يفهمونه، ولهذا  إستولدناه ما هو أشد تعسفا وقسوة وبلاهة.

وعشنا في مصطرخ نريد الخلاص من هذا   لنأتي بذاك، وما تغيرت الأحوال إلى الأحسن.

وذات الشيئ ينطبق على الديمقراطية التي تهنا بها بسبب جهلنا لها وأخذها إلى غير ما تعنيه، فتحولت مجتمعاتنا إلى ميادين إفناء ذاتي وموضوعي فتاك.

وتعالت إستغاثتنا من وجيعها وفسادها المقدس وأضرارها المروعة المتظاهرة بدين.

وأضحت الديمقراطية كما نتصورها أشرس سلوك تجاه الوطن والمواطن، وفهمنا الحرية الكامنة فيها على أنها إطلاق الرغبات، وتحرير النفس الأمارة بالسوء من الروادع، وتبرير الخطايا والآثام بفتاوى تتاجر بدين.

وتلك محنة وعائق كبير لا بد من الخروج من أسره، لأن المهم النظر إلى نتائج وإنجازات  الحالة، وليس إلى إسمها أو المصطلح المتهمة به.

فالعبرة بما قدم النظام وليس بالتسمية التي يُسمى بها.

فقل ما شئت عن نظام الحكم في الصين، لكن حصيلته ونتائجه تدحض أي مسمى!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم