أقلام حرة

الثقافة أخلاق ما بقيت!!

صادق السامرائيإمرأة من بلادي جاهدت لصناعة حياتها الأفضل، فكان لها ما أرادت وهي في عزتها وكبريائها وأنفتها الحضارية المنغرسة في دنياها، والمؤسسة لوعيها الإنساني الوضاء، تتمنى أن لا تكون الثقافة حبرا على ورق، فالثقافة قيم وأخلاق وسلوك، وعلينا أن نعبر عنها بما نقوم به ونفعله.

تأملت كلماتها النابعة من قلب نابض بالوعي الحقيقي لمعنى الصيرورة والإرتقاء ومعنى التحدي والبقاء.

فالثقافة الحقيقية عمل ومجاهدة يومية وإنطلاق إنساني أخلاقي يبني أسسا رحيمة لتواصل أجيال واعدة بأفضل وأجمل.

نعم إنها الأخلاق المترجمة بالأفعال، لا بالكلمات المكتوبة والأقوال المعطوبة المطبوخة على نيران الإنفعالات، ولا بالخطب المأفونة المؤججة للعواطف السيئة الغاشمة.

إنها كما قالتها بكلمات بسيطة وثقة، تفاعل إنساني يساهم بإطلاق ما هو فاضل ورحيم وطيب من أعماق كل إنسان.

وبذلك تحلو الحياة ويكون العيش رغيدا، بكم يا سيدتي.

إن الأخلاق حزام ظهر الكينونة الأقوى وأساس العزة والكرامة والأباء، وكم سادت أمم بأخلاقها وسلوكياتها المؤثرة في إنبثاق الطيب الجميل، وكم هانت أمم لفساد أخلاقها، ولكثرة المتاجرين بأعز قيمها وأسمى معاني ما فيها من الرؤى والتفاعلات.

فالقوة الحقيقية أخلاقية، وعندما تستقيم الأخلاق يهرب السيئ وينتفي الفساد، وتتواشج المسيرة مع إيقاعات الكون المانحة لقدرات القوة والنماء.

فهل لنا أن نتعلم من هذه السيدة الفاضلة جوهر الخُلق ومنبع الأخلاق، لكي نكون ونعيش بأمن وأمان وسعادة إنسانية إنطلاقية رفيعة، تنهر كل فاسد وتمحق الفساد.

وإن الفساد لعلامة فارقة ساطعة على تردي الأخلاق.

فمَن لا خُلق له لا دولة ولا قوة ولا عزة ولا كرامة عنده!!

فأين الأخلاق التي تبني وجودنا الأقوى؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم