أقلام حرة

الإعلاميون المزيفون في العراق

كارولين فوريست مناضلة شابة مرّحب بها من قبل وسائل الإعلام العالمية بوصفها امرأة ومحاورة ممتازة وتمتلك القدرة على الاقناع، وروح قتالية حقيقة ممّا جعلها تتصدر في اعتلاء عرش المنصات الإعلامية، فكانت معركتها الأولى ضد المتشددين المسلحين ثم تحولت ضد الاسلام المتشدد الذي يشكل في نظرها تهديداً وجودياً للحرية في فرنسا. وتقود معركتها باسم العلمانية والدفاع عن حقوق النساء والاقليات الجنسية، وتقوم باللحظة ذاتها امتطاء معركة أخرى محاربة اللاسامية بسبب التطرف الاسلامي الذي يهدد ما تسمى بدولة اسرائيل. نالت جائزة الكتاب السياسي على مؤلف (اغواء الظلامية) وهذه خطوة جيدة بالنسبة لشخصٍ لا يمتلك سوى شهادة مرحلة ثالثة في المعارف الجامعية.

وإذا رصدنا القوة التي تتمتع بها تلك المرأة فتأتي من فكرتها التي يعدها الرأي العام وأكثر النخب الاعلامية فكرة مرجعية. من الذي سيجرؤ على الاعلان بأنه ضد العلمانية أو يعادي السامية لكن المشكلة ليست بما تدافع عنه، بل أنها تنسب بانتظام لخصومها مواقف تستحق اللوم لكنها ليست مواقفهم او أفعالاً جديرة بالعقاب لا وجود لها، لكنها بالمقابل تصدرت بزيف إعلامها. وإذا عدنا الى المشهد الإعلامي العربي وتحديداً العراقي الذي انكشفت اغطيته المقننة باسم نصرة الشعب المنهوب حقه من قبل حكوماته والوقوف من الفقير وسماع صوته العليل، فاستغلت في برامجها صوت الفرد العراقي المذبوحة حقوقه ممّا صعدت نسبة مشاهدات تلك البرامج وإعلاميوها الذين هدهدت اصواتهم ضد السلطة لتحاول إعادة بعض الحقوق لمواطن، وتزامناً مع قيام المظاهرات في بغداد يوم الاربعاء الماضي نلحظ اختفاء تلك الهدهدات العالية والابشع من هذا حين نطالع القنوات المحلية لنسمع اخبار الثورة نجدها قد تزينت بالتفاهات من برامج طبخ، وافلام كارتون، ومسلسل تاريخي بائس . فكان منفذنا الوحيد السوشل ميديا الذي لم يلبث الا وقطع عنا، ومنه بدأت دوامة الحصار. المتظاهرون تحت قمع السلطات، والاحزاب في سباتها تنعم مع الاعلام التابع لها . يبقى السؤال ماذا فعلت حكومة عبد المهدي مع اولئك الاحرار؟ ولم نلبث طويلاً الا وأن صرح الاعلام الرسمي يوم الجمعة بانتهاء المظاهرة وعودة الامور الى مجاريها اللاطبيعة وتظهر الكاميرات صور من ساحة التحرير وتنظيف شوارعها بينما الحكومة قامت بحصر الثوار في الشوارع الضيقة بين اعتقالٍ وقتل وسحقهم في سيارتها (حسب شهود عيان من احد المتظاهرين) . من هذا الموقف يتضح لنا الإعلام المحكوم وفق ايديولوجية حزبه الذي قرر في الوقت الضائع أن ينقل شيئاَ عن مظلومية هؤلاء الثوار ويبدو أن احزابهم قررت إعادة رتق غشاء بكارة  ايديولوجيتها لصنع لنفسها عذراء جديدة، وتنطلق بأكاذيب اخرى وتدعم الشعب العراقي كي لا تخسر في الانتخابات القادمة .

 

موج يوسف

 

في المثقف اليوم