أقلام حرة

الدين والسرطان!!

صادق السامرائيعندما تتحول العقيدة الدينية إلى سرطان، أو عندما توصف بذلك من قبل الآخرين، فهذا يعني أن الإجراءات القاسية بصددها ستكون فاعلة ومتطورة.

وتشبيه أية عقيدة بالسرطان يفرض العلاجات التي يستدعيها السرطان، أي أن العلاجات التقليدية لا تفيد ولا تنفع ولا بد من علاجات نوعية وغير مسبوقة.

ومن المعروف أن السرطان يتم مواجهته بالإستئصال الجراحي، والكيمياوي والإشعاعي، ولكل منها مضاعفاته ونتائجه.

وإقران الدين بالسرطان يحث على القيام بإستئصال جراحي للذين ينتمون إليه وذلك بالسلاح والتدمير الذاتي للخلايا السرطانية، وهذا يكون بتحفيز بعض الخلايا لمقاتلة بعضها، وذلك فاعل بوضوح في العديد من المجتمعات التي تم تأهيل أبنائها للقيام بدور التقاتل مع بعضها وتحقيق أفظع مستويات الدمار.

فأكثرهم في غفلة ويعمهون فيما يقضي عليهم ويمزقهم ويمحق وجودهم، وفق برامج ومشاريع صاروا فيها عناصر نشطة، تلبيةً لمقتضيات الإرادة الفاعلة فيهم والمهيمنة على مصيرهم، وهي تضعهم في أوعية المغلوبين على أمرهم والتائهين في حياتهم، والمقبوض على مصيرهم.

وما يتحقق يمضي بموجب إعتبار بعض المجتمعات مصابة بسرطان عقائدي لا بد من إستئصاله أو موت المصابين به وإجتثاثهم بلا رحمة أو هوادة.

وقد أسهمت هذه المجتمعات في التأهل لإكتساب الأعراص والعلامات السرطانية المهيمنة على السلوك المتفاعل مع الشرور، وللمدّعين بالدين من الدجالين والمرائين الدور الأخطر في تنفيذ هذه الأجندات الفتاكة القاضية بمحق أهل الدين بدينهم، وتحويلهم إلى موجودات متصارعة متفانية خارجة عن العصر وما يتصل به من معاني الحياة.

وهناك عدد من المروّجين لهذه السياسات والمؤثرين في القرارات، ويساهم الإعلام بتأجيج التوجهات السلبية المشحونة بالبغضاء والكراهية تجاه الذين ينتمون للدين السرطان، خصوصا وأن الرموز السيئة المبرمجة للقيام بالبشائع السلوكية تطغى في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، مما يؤسس لتداعيات ذات نتائج مروعة ستتراكم وتتفاقم في العقود القادمات.

ولهذا فالمطلوب من المجتمعات المُستهدَفة تقديم صورة حقيقية صحيحة معاصرة عن الدين بسلوكهم، وما يشيّدونه من معالم حياة وحرية وأمل، وتفاعل إيجابي لإنجاز طموحات إنسانية ذات قيمة حضارية وعصرية.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم