أقلام حرة

الباليات والعاديات!!

صادق السامرائيالبالي: القديم الممزق المهترئ الذي لا يلائم عصره.

وأفكار بالية: عتيقة لا تلائم العصر

العادي: العدو أو الظالم.

ويمكن القول البوالي والعوادي.

والبالي ما إنتهى دوره ومفعوله وفقد قيمته وعليه أن لايكون، أي أنه في حكم الأموات.

وإن تم الإصرار على حضوره وتأثيره في غير زمانه  فأنه سيعادي الوجود القائم ويدمره، أي أنه سيكون أداة قتل وخراب مستطير.

ولكي تقضي على أية أمة أو شعب عليك أن تستحضر في حياتها الباليات، وتحفزهها وتساندها وتتركها تعمل ما تشاء فيها فأنها ستقضي عليها.

ومن الواضح أن المجتمعات المنكوبة بما فيها تفعل الباليات فعلها فيها، خصوصا بعد أن تحوّلت إلى أحزاب وكيانات ذات سطوة وسلطة وفعالية تدميرية هائلة.

فتنشيط الباليات وتعزيزها وحمايتها ورفدها بالقوة والمال من أهم وأسهل وسائل تدمير الشعوب.

ومعظم مجتمعاتنا تتحكم فيها الباليات، وتأتيها بالعاديات القابضات على حاضرها والمصادرات لمستقبلها.

فلو تأملنا ما هو سائد من فكر ورؤى وتصورات سندرك أنها جميعا من بطون الباليات.

وبهذا فأن مجتمعاتنا في أنين وقهر وظلم وإستعباد وتدحرج سريع إلى الوراء.

ولن تنهزم العاديات ويتحقق ردعها إلا بالتحرر من الباليات.

فهل من نور يحيّ العقول والقلوب والأرواح والنفوس ويلهمها بصيرة إقرأ؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم