أقلام حرة

أمير "الراي" الجزائري الشاب مامي في صور

وهي الصورة التي تحيل إلى مجموعة من الصور الأخرى هي ما تبقى من الفنان في ذاكرة السنين، الذي لقب بـ"أمير أغنية الراي". وكانت أقرب صورة له قبل محنته التي أدخلته السجن بتهمة إجبار صديقته على الإجهاض هي تلك التي تعود إلى نهاية 2005 عندما أصبح مصدرا لخبر قطع الشك باليقين ويتعلق بصحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان حينها يتلقى علاجا في مستشفى فال دوغراس الفرنسي، ساعتها، فوسط أجواء الإشاعات المتناقضة عن مصير الرئيس جاء الشاب مامي ليؤكد بأنه في صحة جيدة وهو الخبر الذي تأكد بعد ذلك بالصورة والصوت، وكانت تلك أبرز صور "أمير أغنية الراي" في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين، وهي غير الصورة التي كان عليها في صيف 1996 عندما اضطرته الظروف الأمنية للهجرة نحو فرنسا وكان يغني في الدول المجاورة أغنية مأخوذة من لحن الأغنية الشعبية الشهيرة "قولوا لشهلة لعيان"، ليقول: "بلادي هي الجزائر.. وعليها راني حاير.. ورجعت نروح لها زائر"، ولا يستطيع التحكم في دموعه ومعها تنسكب دموع الجزائريين المستمعين له. وتحيل صورته تلك بدورها إلى صور مأخوذة من ثمانيات القرن الماضي، أولاها تلك التي كان عليها الطفل المسمى محمد خليفاتي وهو يصارع خجله ليتقدم أوركسترا برنامج "ألحان وشباب" للمواهب الغنائية الجديدة ويفاجئ الجميع بموهبته الفذة وهو يعني "يا ذا المرسم عيد لي ما كان"، وفي الوقت الذي برز فيه كمطرب "ملتزم" وفق الثقافة الرسمية لذلك الوقت يختفي الفنان الطفل محمد خليفاتي إلى الأبد، ويظهر من خلال ملامحه وبـ"لوك" جديد مطرب رايوي متمرد اسمه "الشاب مامي" يغني ترة وحده"سهران غير وحدي" وتارة مع الشابة الزهوانية "باليمين"، وسرعان ما اكتسح لساحة ونافس أباطرة الراي ويصبح "أميرا" تلك الأغنية مزاحما الملك الشاب خالد في عرشه.

 

الخير شوار      

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1279 الاربعاء 06/01/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم