أقلام حرة

لماذا يصر اردوغان على فعلته

عماد عليرغم الصعوبات بل العوائق الحقيقية امام تحقيق اهدافه العسكرية والسياسية وتصادمه مع القوة الداخلية الشعبية لبلده رغم تاييد الاحزاب، ومن ثم الخارجية كافة على غير ما سارت اموره في احتلال عفرين من قبل، الا ان اردوغان لا يكف عن فعلته التي يمكن ان يشبهها الجميع باحتلال الكويت من قبل شبيهه الدكتاتور في العراق، ويصر على تحقيق غرضه الذي افدم عليه دون حسابات دقيقة هذه المرة، وهو الوصول الى الذهب الاسود قبل اي كلام او ادعاء واهي معيدا ما حققت بلاده في قبرص من قبل، واليوم يعمل على قدم وساق في تنقيباته في البحر الابيض متعديا حتى خلى حقوق الاخرين ومخترقا للقوانين الدولية، وكانت الحجج مماثلة ايضا في وقته.

لقد اصطدم بالقوة والعزيمة الكوردية في كوردستان الغربية على غير ما اعتقده مبنيا افكاره واعتقاداته وتخميناته على سرعة تقدمه في استغلال الفرص المؤآتية من قبل كما فعل في عفرين وانتهى بالوصول الى مرامه بحجج مختلفة في الشكل وواحدة في فحواها وهي محاربة الارهاب دون ان يوضح او يقدم ما يثبت ذلك، ودون ان يعلم بنفسه بانه يمارس ارهاب الدولة في التعدي على الاخر المدني بقوة عسكرية غاشمة وباسم الدين وهو يريد فرض دينه اجداده الشمامانية جوهرا باسم الاسلام مظهرا.

لكنه ورغم تاكده من انه لا يمكن ان يحقق مرامه بسهولة، فكلما طال الوقت انه سيتواجه مع صعوبات وعراقيل وعوائق اكبر من قدرته على الدوام، فهل عدم استجابته لمطالبات العالم اجمع بالتراجع من اجل الحفاظ على ماء وجهه ويريد ان يخرج منه دون ان يلقى رفسة داخلية، ام لازالت المشاكل الداخلية تحيط به ولم تزل تضايقه وان عاد خائبا سوف تزداد ويمكن ان تخنقه على العكس مما اراد ان يهرب منها بعملياته واراد ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد، ولكنه خاب امله من جهة، واراد ان يقلب الخسارة الداخلية الى الفوز بعملية خارجية من جهة اخرى.

من يتابع الوضع ويقارنه على ما حدث ابان احتلال عفرين من كافة الجوانب والمواقف ادولية في مقمدتها وبالاخص موقفي امريكا وروسيا في حينه والمرحلة التي اتمت العملية فيها ومن ثم موقف النظام السوري اضافة الى موقع العملية واختلافها جذريا من حيث الحيوسياسي مع ما يجري اليوم والموجود من الضرورة الذاتية له والصورة التي يطمح اليها اردوغان قبل اي شيء اخر ويشغل جل تفكيره، ولكنه لا يعتقد ابدا بانه كان طعما من قبل امريكا واستغلته مراكز القرار الامريكية مع ما يحملون ضد ترامب ايضا، وعليه اصبحا في دائرة ومستنقع يمكن ان يوقعا بضربة قاضية واحدة معا.

ترامب كما اردوغان، فنهما علىالرغم من اختلاف تربيتهما وثقافتهما فانهما يفهما اللغة ذاتها التي يتكلما بها سياسيا، ولهما اهداف مشابهة واساليب يمكن ان تكون قريبة كثيرا في جوهرها وربما يختلفان في تاريخ البلدين وما يحتويانه من البنى التحتية والفوقية والنظام السياسي لكل منهما، الا انهما يفكران في النقطة ذاتها وبخلفية مشابهة الى حدما ان لم تكن مطابقة كليا في جوانب عديدة رغم اختلاف مسيرتهما ولكنهما متشابهان فكرا وتوجها وعقلية على الرغم من عدم اعترافهما بذلك.

عدم عثور ادروغان لحجة يمكن ان يقنع الداخل وان يتاكد من عدم تلقيه ضربة اقوى والتهاوي في امره وتراجع ما حققه نسبيا من تحقيق الوحدة الداخلية المؤقتة ابان العملةي العسكرية في كوردستان الغربية نتيجة التعصب العقيدي والعرقي الذي يتصف به الترك، وتاريخهم مشهود له منذ مجيئهم من اقاصي اسيا مستغلين الواقع في حينه ومحتلين مستندين على ما اتصفوا به من العنجهية والشراسة ولما اتسموا به من العنف نتيجة اعتمادهم على اكل اللحوم اكثر وفي مقدمته لحوم الكلاب ومنها المستعرة . فانهم ومع شراستهم وعنجهيتهم واعتمادهم على القوة البدنية وبادعاءات كثيرة الا انهم استغلوا الاسلام دينا وغيروا من دينهم الاصلي الشمامانية لعدم توافقه مع الموقع الجديد الذي احتلوه ابان عهد جنكيزخان وتيمورلنك، فانهم نجحوا في خداع الناس بتثبيت نفسهم وتحقيق ما جاءوا من اجله باسم الدين الغازي ايضا ولكن بادعاء مذهبي متعصب.

و عليه يمكن ان نقرا اسباب اصرار اردوغان بخلفية تاريخية وبواقع جديد وبنفسية وخلفيات وعقائد متوارثة لعرقه ونكشف بها زيف اداعاءته التي تماثل ما اقدم عليها اجداده من قبل. فانه يمكن ان يصر الى ان يمكن ان يضظر مجبرا الى العودة عن قراره والا ليس بامكان اي منا ان يعقتد بانه يحس بخطاه وما يتلقاه من معارضة شديدة من قبل العالم، اضافة الى ما يتصف به سياسيا كدكتاتور في عقليته وعدم تقبله لما يمكن ان يعتقد بانه فشل في مهمته، كما حصل عند شبيهه الدكتاتور العراقي من قبل الى ان لقي حتفه بناءا على غروره وعنجهيته وخلفيته الفكرية، وهذا حال الدكتاتوريات كافة في اي موقع كانوا.

و يمكننا ان نلخص اسباب عدم اذعان اردوغان حتى للنصائح المفدمة اليه نتيجة اسباب ومن جوانب عديدة منها؛ تاريخية وعرقية وفكرية وعقيدية ونفسية مرضية يحملها بني قومه جميعهم وليس لوحده فقط، ومن ثم اسباب سياسية وظروفه الداخلية وعوامل اقتصادية مادية مغرية تجعله ان يتمادى اكثر في غيه.

وعليه اننا نعتقد بانه لا يمكن ان يتراجع الا ان يصطدم بصخرة سياسية عسكرية اقوى تمنعه عن التقدم وربما تكسر انفه شخصيا او سياسيا داخليا ايضا، او في حال بان له انه رسخت ارضية ملائمة من عدم تلقي رد فعل سلبي داخليا حال تراجعه وهذا بعيد جدا في هذا الوضع الذي اوقع نفسه فيه. 

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم