أقلام حرة

لكي لا يسرقوا في السلام ما لم يتمكنوا منه في الحرب

عماد عليبعد محاولات حثيثة وتدخلات وضغوطات الراي العام العالمي والامريكي الداخلي بالذات، توصلت امريكا وتركيا  بموافقة الكورد الى وقف لاطلاق النار في كوردستان الغربية. في هذا العالم الغريب، بدلا من معاقبة المعتدي فانهم ساوموه ويمكن ان يكفائوه اخذين بنظر الاعتبار العوامل الاخرى على حساب الحق ودماء الابرياء. والا أليس من المفروض ان يُعاقب اردوغان وتركيا على فعلتهم واعتدائاتهم هذه التي ذهبت جراءها الدماء الزاهية من نساء واطفال ومقاتلي الكورد وهم مسالمين وامنين يعيشون في ارضهم دون ان يمدوا اياديهم خارج حدودهم وحقوقهم.

الاهم الان هو الحذر من حيل تركيا المعلومة عنها تاريخيا بانها تغدر حين تقتنص الفرص المؤآتية لها دون ان تكون لها الشهامة وما يمتلكه الاخر. وعليه يجب ان يتعامل الكورد باعلان وقف اطلاق النار وتعامل على الارض بما تمليه عليه معرفته بالمقابل واحتمالات تحركاته، ومن اهم ما يمكن العمل عليه:

* ان يؤخذ بالاعتبار ما تم من الاتفاق الامريكي التركي في ظروف داخلية امريكية وما اراد ه ترامب باي ثمن على ان يخرج من الاحراج الذي اوقع نفسه فيه نتيجة مواقفه السابقة من سحبه لقواته دون اخذ بنظر الاعتبار ما سيكون عليه الكورد على الارض وباي ثمن كان وان كان على حساب دماء الكورد التي سكبت في غرب كوردستان. وحتى من دقق في المؤتمر الصحفي لبينس وبومبيو بعد الاتفاقية في انقرة،  فانهما احسسانا باختلاف ملحوظ من كلامهما الى حد ملحوظ. وفي الوقت الذي يضغط فيه الكونكرس على ترامب من اجل فرض حزمة من العقوبات على تركيا والتعامل معها بالشكل المناسب، الا ان الاتفاق وما صدر في امريكيا من قبل ترامب وتغريداته يمكن ان يشك فيها اي كان في انه يهدف فقط ان يفلت من الضغوطات باي ثمن كان د ون مراعات المتطلبات الكوردية على الارض.

* من المعلوم والاهم في الاتفاقية سياسيا، ان اردوغان ارغم على هذا وان كان يحتوي على مساومات مفروضة على المقابل نتيجة اصراره  من قبل على المواصلة في الحرب مهما كان واليوم تنازل عن موقفه وعاد ليخضع مجبرا على ما سماه مهلة مؤقتة من اجل تنفيذ ما توصلا اليه محرجا وخجلا في اعلانه لما فرض عليه من وقف اطلاق النار بينه وبين من اسماه حتى الامس بالارهابي.

* يجب الحذر الشديد اثناء تطبيق المواد 9 و10 و11 من الاتفاقية وفيها الكثير من الغموض وتحتاج الى تفاصيل يمكن ان تتلاعب فيها تركيا بحيلها كثيرا.

* ما يمكن ان نستشف من الاتفاقية هو استيعاب الضغوطات الداخلية الامريكية باي ثمن كان من قبل المفاوض الامريكي في انقرة، وعليه شاهدنا سلسلة من التصريحات لدى ترامب بعد الاعلان عن الاتفاقية من اجل الاستهلاك الامريكي الداخلي، وعليه من الواجب الحذر من عدم توقف في بيان ما يحث على الارض الكوردستاني من الامور وبالاخص الخروقات المتوقعة من قبل تركيا للداخل الامريكي بشكل اوضح ودقيق فيما ياتي من خلال تطبيق الاتفاقية.

* من المفروض ان يقوم فسد بالتفاهم مع روسيا ووسوريا الان وهم في موقع اقوى من الامس، من اجل نشر القوات السورية عند الحدود التركية السورية والتوصل الى توافقات واتفاقيات سياسية قاطعين بها دابر الحيل التركية المنتظرة لما تشتهر بها تاريخيا من عادتها واخلاقها الدائمة.

* الحذر من عدم وجود اي شرط في الاتفاقية الذي كان من المفروض ان يوضع على تركيا لقطع دابر استغلالها الموقف، وعليه يمكن ان تتواصل في حربها وتتقدم على الارض بغفلة مستغلة الموقف العالمي في انشغالهم في الاتفاقية وبالاخص في ارض تخلو من القوات الامريكية بعد انسحابها منها بالامس. ومن جهة اخرى انه من المحتمل ان تتحرك تركيا من اجل الحفاظ على ماء وجه اردوغان في موقفه المحرج من قبوله للاتفاقية مجبرا ومغيرا لموقفه خلال ساعات بتحركات عسكرية ويمكن في استمراره للحرب وامتداده لخروج مما اوقع نفسه فيه. وبه يمكن ان يؤخذ هذا في البال  اكثر من الثقة به في تطبيق التفاهم او التعامل مع امريكا كأنها ضامن لمنع المتوقع من ما يمكن ان يحدث في برهة من غفلة من الزمن.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم