أقلام حرة

إرتخاء ورخاء!!

صادق السامرائيإرتخى: وهن، فتر وضعف.

الإرتخاء ثقافة مقصودة لتحقيق الوهن والضعف، ودفع البشر للإرتماء في أحضان غيرهم فيأتمرون بأمرتهم، ويتبعونهم ولا يأبهون بما ستؤول إليه أحوالهم.

ذلك أن أدعياء الإرتخاء، يؤمّلون ضحاياهم بالرخاء بعد أن يغادروا الدنيا إلى جنات النعيم، الزاخرة بالأطياب والمفعمة بمزيد من التراخي والملذات النزقة، التي لا يُرتجى من ورائها غير مضاجعة الخيالات الجنسية والأوهام الناجمة عن النزوات المكبوتة.

ومن أسباب التردي الفاعل في الواقع القائم هو التراخي المعزز بالمسوغات، وبدواعي عدم الإكتراث واللامبالاتة في زمنٍ كل مخلوق فيه مسؤول، ومطالَب بتفاعل إنساني وإبداعي يعبّر عن ذاته وموضوعه.

أما أبناء أمتنا، فأن الدين عندهم صار تراخيا بعد أن كان إجتهادا ومجاهدة وإبداعا، وبتراخي الأفراد تراخت الأمة وصارت فريسة لغيرها من الذين بها يطمعون وعليها يثبون.

ولا يوجد إلا المزيد من التراخي والرخاء الموعود.

وأدعياء التراخي في رخاء الدنيا ونعيمها وسطوتها، يستحوذون على ما لذ وطاب فيها، ويضللون المتراخين، ويدفعونهم إلى الضياع والهلاك بذريعة الرخاء المنتظر أو المزعوم، الذي سيغنمونه بعد أن يأكلهم التراب، وهم أحياء لكنهم كالدمى، للأدعياء خانعين تابعين وفي بهتانهم قابعين.

وتلك مأساة أمة يوهنها الأدعياء المستحوذين على مصير أبنائها المغررين، وهم يرفعون رايات دين رحيم وأفعالهم أفعال شيطان رجيم!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم