أقلام حرة

لنرتقي..

"لاتناقش السفهاء فيستدرجونك الى مستواهم ثم يغلبونك بخبرتهم في النقاش السفيه" مارك توين

الارتقاءهو القدرة على ان يضع الانسان نفسه في المكان الصحيح الذي يؤهله ليفهم كنه وجوده في الحياة، ويكون مميزا عن الاخرين ..

والرقي كلمة شفافة واسعة الطيف تحوي الكثير من المفردات التي تسمو بذاتها وبصاحبها، ولم يكن الانسان ليصل الى ماوصل اليه الان لولا رغبته بالارتقاء، وارتقاءه هو الذي اسس لتباشير الحضارة الاولى..

لقد خلق الله الانسان ليرتقي بعمله، بكلماته، باسلوب حياته، فاعلا ومؤثرا، يؤثر ويتاثر، يعلّم ويتعلم، ولهذا فضله الله على جميع مخلوقاته"لقد خلقناالانسان باحسن تقويم"..التين4

ان ارتقاء الانسان يعني ان يترفع عن كل مامن شانه ان يحط من قيمته كانسان وجد على هذه البسيطة ليسمو بافعاله واعماله وكلماته التي تترك اثرا في نفس محبيه ومبغضيه على حد سواء، فلاتهزه الكلمات النابية اوالاستفزازت التافهة التي تتاتى من ضعيف نفس اضطره عقله المريض وعجزه وتربيته ان يكون مثيرا للشفقة لانه لايملك من حطام الدنيا غير التفاهة.، ذلك الشخص اذا ماجوبه بجدار صلب من الاخلاق الفاضلة التي تجعله صغيرا امام نفسه وامام الاخرين، وللاسف يعتبر البعض ان التفوه بالفاظ نابية، ورفع الصوت، والمجادلة بغير علم، وعدم الاعتذار عن الخطأ نوعا من الشجاعة، في حين انها وقاحة مع سبق الاصرار..

تصادفنا في هذه الحياة مواقف شتى مادمنا نعيش في مجتمع فيه كل الالوان والاجناس من البشر وعلى مختلف المستويات، وكل موقف يصادفنا يدعونا لمواجهته بالصبر والاناة والثقة بالنفس ولغة الحوار السليمة المتمكنة والهدوء، اما اذالم تنفع هذه الاساليب فيجب الانسحاب فورا بكل هدوء من هكذا حوارات، ويكون التجاهل هو الدواء الشافي..

ان بحث الانسان عن الارتقاء دائما بمستواه الثقافي والاجتماعي ماهو الاسعيه الدؤوب للوصول الى شيئا من الكمال، فتراه قد واضب على تهذيب نفسه والابتعاد عن الامور التي تحط من قدره كالكره، والحقد، والغضب، والعنف، وازدراء الاخر، وابدالها بالامور الانصع بياضا كالحب، والصدق، والرافة، والرحمة، والتسامح وغيرها من الصفات الفاضلة، وتلك هي ادواته لتاسيس قاعدة سلوكية سليمة ترقى به لتكوين نمطه الحياتي السليم...

ان لكلمة الطيبة هي اروع شئ يتركه الانسان في حياته، وهي كالزهرة الفواحة تفوح عطرا، فكن كالعطرتترك اثرك ذهابا وايابا..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم