أقلام حرة

سيشرق العراق!!

صادق السامرائيالعراق يبقى ويتجدد ويتوهج ويكون!!

العراق قلب أرض واعدة، ووعاء أجيال متظافرة متألقة، معبّأة بجينات أولى الحضارات، وفيها خِزانة أفكار إنسانية خالدة التطلعات.

وستبزغ شمسه برغم أقسى التحديات، وهوس التصريحات والصراعات الغابية، والسلوكيات الهمجية، وعنتريات الكراسي، وأهوال المآسي، ومفاسد التحزبيات والتطرفات والتوجعات، والتدنيس المخزي للمحرمات والقيم والأخلاق وإقتلاع الثقافات.

برغم غياب السياسات وتكالب الأطماع والمؤامرات، والمنفذين للأجندات، والتابعين  لكل الجهات، والممرغين رؤوسهم بأوحال الدولارات والصفقات الخائبات.

برغم الظلم  والقهر والحرمان، والحكم بالتضليل والبهتان، وعجز (الممثلين) للشعب وطيش الإجتهادات،  وبطلان الرأي وخطل السلوكيات، وبُقل أصحاب المسؤوليات، وسيادة العواطف والإنفعالات، وأسر العقل في صناديق الغابرات.

برغم الوعيد والشديد، والنار والحديد، وصولات كل شيطان مَريد، يحرق ويدمر ويذيق الناس مرارات الليالي وسيئات العوادي ، ويستنزف طاقات البلادِ، ويرتكب الخطايا بحق العباد.

برغم مَن يدّعي ما يدّعي، ويستحضر أسباب الويلات والتداعيات ، ويفتن الشعب ويحشده ضد الشعب، والمسلم ضد المسلم، والعربي ضد العربي، والمواطن ضد المواطن، ودور العبادة ضد دور العبادة، والعمامة ضد العمامة، واللحية ضد اللحية، والفئة ضد الفئة، والمكان ضد المكان، والزمان ضد الزمان.

برغم هولاكو ومدارسه وأعوانه وجنوده ودعاياته وإعلامه، وتحشداته وإغواءاته وتخويفاته وترهيباته، وإحراقاته للمدن والأحياء، وتفجيره لرموز العزة والبهاء والكبرياء.

برغم الذي تبت يداه وتب، وحمالة الحطب، وعقيدة أبي لهب، وأحزابه، وأفكاره وأحلامه ، ودخان أوهامه، وسيئات أفعاله، وإرادة تطلعاته، وخرائط ضلالاته، ومكائده وحبائله النكداء.

برغم أعداء السعادة والبهجة والسرور، والفرحة والأمل والحبور، والضحكة الوطنية الفواحة العطور، والكلمة الطيبة المكتوبة بمداد النور.

برغم توالي الحروب، ومعوقات الدروب، والمستثمرات بالكروب، وصناع الصراعات والخطوب، ورافعي رايات الرزايا والذنوب، والذين يسبحون بطعنات القلوب.

برغم الساعين لإقتلاعه من أفئدة العراقيين، والمنهمكين بتمزيق نسيج الوطنية الأمين، والداعين إلى البكاء والأنين، والذين لا يعنيهم الفقراء والمساكين، ولا يخطر على بالهم آلام الحيارى المحرومين الجائعين، التائهين في أزقة الآثمين المُضليلين المستعبدين لبراءة وطيبة الحالمين.

برغم كل ما يحصل  وسيحصل، سينهض العراق، وستبقى الأمة واحدة،  والدين واحد، وإن لم تصدّقوا، فاسألوا هولاكو عمّا جنى من حروبه الشعواء؟!!

سيشرق العراق شمسا خالدة في سماء السرمد المبين!!

نعم سيشرق العراق!!!

 

د- صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم