أقلام حرة

أريد حصتي من النفط فهو حق الوطن والمواطنين !!

صادق السامرائيأريد حصتي من النفط!!

فأنا مولود فوق أرض الوطن وترعرعت على ترابها، ومن حقي أن أتمتع بثروات وطني الطبيعية، فالمواطن من حقوقه الشرعية والإنسانية والقانونية أن يتمتع بثروات بلده الذي ولد فيه.

ولا يجوز لأحدٍ أن يغتصب حقي بسبب جلوسه على كرسي السلطة والحكم، الذي يفوض له حق اللعب بحقوق الآخرين من أبناء الشعب.

فكل مواطن من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال له حق في النفط، وليس الجالسون على كراسي الظلم والقهر والتدمير الشامل للوجود الإنساني في الوطن، منذ أن تأسست دولته كوسيلة خادعة وقانونية لسرقة حقوق المواطنين.

أريد حصتي من النفط!!

وعلى كل مواطن أن يرفع هذا الشعار ويصرخ بقوة وعزم، بوجه الإغتصاب الجائر لحقوقه وحرمانه من ثروته الطبيعية الكامنة في أرضه.

فلا يوجد أي مسوغ قانوني أو شرعي أو إنساني لتفويض الكراسي بإمتلاك ثروة الملايين من أبناء الوطن، المقهورين بالحاجات اليومية وبالفقر والجوع والمرض والعناء المستطير .

 

بلى، لا يوجد مسوغ واحد يعطي الحق لأي شخص مهما كان أن يحتكر الثروة الوطنية ويتصرف بها على هواه وكأنها ملكه، فيثري نفسه ومَن معه من حاشيته وأحسابه وأنسابه والمنتمين إلى فئته، ويسرق ويسرق حتى يقتله الثراء ويحترق به كرسيه النفطي الملتهب.

أريد حصتي من النفط!!

هذا هو شعار القوة والتقدم والعزة والكرامة والرفاهية والمعاصرة والديمقراطية، والتعبير الحقيقي عن المعاني الإنسانية والمصالح الوطنية،  فالوطن يحكمه بعض السرّاق والنهابين والكذابيين والمتاجرين بالشعارات والدين، ولم يحكمه شخص أو حزب يفكر بمصلحة الشعب.

وإنما كل نظام حكم يأتي بطوابير من المغرضين الغاضبين الذين يعادون الناس ويحرمونهم من ثرواتهم، لأنهم يعرفون بأن ما يقومون به هو سرقة حقوقهم، ولهذا يخافونهم أشد الخوف ويعادونهم أكبر العداء.

حتى وصل الأمر إلى التحصن خلف الأسوار وبناء المدن المنيعة، التي هي عالم آخر معزول عن المجتمع، ويتمتع الساكن فيها  بمتطلبات المدنية المعاصرة وأكثر.

ومَن هم خارج الأسوار يأكلون التراب والموت ويلهون ببعضهم، وفقا لأساليب إستعبادهم وإمتلاكهم وتهجيرهم والفتك بهم، ومنعهم من التفكير بثرواتهم وحقوقهم.

أريد حصتي من النفط!!

وكل هدف غيره كذب وخداع وتضليل وإستحواذ على الحقوق الطبيعية للمواطنين، فكل حزب  وكتلة وفئة إنما هي تعبيرات إدارية وسلوكية عن الكذب اللازم والتضليل المبرمج، الذي تتدرع به وتتقنع بأشكاله من أجل سرقة أكبر ما يمكنها من ثروات الوطن.

أريد حصتي من النفط !!

ولا أريد لحية نزاهة ووجوه وقاحة ترائي بالفضيلة وتأتي بالرذيلة.

أريد حصتي من النفط !!

فلن تتحقق النزاهة والعدل ولن يستقر الوطن ويعم السلام إذا لم تنهزم النفوس الطائفية والمذهبية والحزبية والكرسوية وكل نزعة فئوية، لأن غايتها واحدة مهما إدّعت وتراءت وكذبت، غايتها الإثراء على حساب الآخرين وحسب.

فهل رأيتم مَن يقود جمعا من المساكين ويعاني من الفقر والعوز، أم أنه قد صار فاحش الثراء على حساب الأشقياء، وهو لا يملك أي إحساس بمعاناتهم ومقاساتهم اليومية؟!

هل رأيتم رئيس حزب أو فئةٍ لم ينفجر من الثراء والترف؟!!

أتحداكم إذا وجدتم واحدا من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالقادة والسادة والساسة وغيرها من التسميات التضليلية.

أتحداكم ،  لكني، أريد حصتي من النفط!!

وتبا للكراسي والفئات والأحزاب التي تسرق حصتي وتصادرها!!

أريد حصتي من النفط، وعليكم جميعا أن تهتفوا معي في مسيرات مليونية لا تهدأ !!

 

د. صادق السامرائي

.............................

*هذا المقال منشور قبل أكثر من عقدٍ من الزمان وقد أثار زوبعة من التعليقات في وقتها.

 

 

في المثقف اليوم