أقلام حرة

عندما تنطلق الشعوب!!

صادق السامرائيإنطلاقة الشعوب فيضان جماهيري عارم لا تصمد أمامه أعتى المصدات والحواجز والسدود، ولا يعضم من فيضانه أي حصين.

فتأريخ الهبّات الجماهيرية معروفة ومؤثرة في مسيرة الأجيال البشرية في العديد من الأمم والشعوب.

والقول أن الإنطلاقة الوطنية  النابذة لما يفرث ويعوق ويمزق يمكنها أن تنهار وتتغير نوع من الهذيان السقيم.

ذلك ان الإنطلاقة الفيضانية الوطنية تغمر كل شيئ، وتهيمن على حركة الحياة وتصنع كينونتها بإرادتها المتفاعلة.

وهذه الحقيقة لا تتفق وبعض الأراجيف التي تسمى تحاليل من قبل المدعين بأنهم خبراء.

إن القراءة السلوكية الدقيقة تشير إلى أن الشعوب الثائرة المؤمنة بوطنها والمعانية من الظلم والإستلاب، والتي تبذل دمها وروحها في سبيل الحياة الحرة الكريمة، لا يمكنها أن تنقلب على ذاتها وموضوعها وتنحر نفسها ووطنها.

ومهما حاول الأعداء الطامعون فأنها ستنتصر عليهم وتهزمهم وتدمر إرادتهم العدوانية.

فالجماهير المتكاتفة سبيكة وطنية صلدة لا يمكن إختراقها وإضعافها، بل أنها تزداد قوة وإقتدارا مع تنامي الحماس والإصرار، والإقدام على الوصول إلى أهدافها الإنسانية العادلة التي تؤازرها السماء وقوانين الوجود الكبرى.

ووفقا لما تقدم، فأن الشعب سينتصر، وأن الحياة الحرة الكريمة ستتأكد، وإن الفساد سيتهاوى ورموزه ستنهزم حتما، وستشرق شمس الحرية والبسالة الوطنية الهادفة إلى بناء الوطن العزيز والمواطن الأبي المقدام التطلعات والأمنيات، ولهذا فأن الذين ينشرون تحليلاتهم الإحباطية، ومخاوفهم المريضة، عليهم أن يقرؤوا الواقع بعيون الإرادة الجماهيرية والمنطلقات المعاصرة التي تفرض قوانينها على مسيرة الأجيال.

وإن الشعب إذا أراد الحياة، فأن القدر يستجيب ويتفاعل معه ويحقق مراده، وإن النصر قريب.

وعاش الشعب ويحيا العراق!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم