أقلام حرة

أيها الثائـرون

وداد فرحانلا أظنني أشرك حينما أسجد تحت أقدامكم، وأصلي في قبلتكم، فحتى الجسور انحنت لكم ووقف الزمن إجلالا.

أيها الثائرون المحلقون بأجنحة بيضاء في سماء الحرية، وقف العجب لشجاعتكم مذهولا، واختفت مفردات الوصف من قواميس الكلام.

وطنكم الذي ترصفون لبنات بنائه بصدوركم التي اتسعت للرصاص، وبرؤوسكم التي فجرتها قنابل الدخان، بدأ شاهقا وسيعلو يناطح السحاب.

ستتعانق ضفتا النهر بوجودكم، ويسبّح الهواء بعدد اطلاقات الدخان التي عبأت رئتي العراق، وصغتم من فارغها قلائد الإصرار.

كم خنساء في ساحات الشرف تسلقت دعامات التحدي تنقذ أنفاسنا التي بدأت تغيب وانحسر مجراها برصاص الليل.

تغربنا وحلمُنا في العيش في وطن ظل يسابق النبض، كنا معا غرباء، نحن نعيش بعيدا عن العراق، وأنتم بين أحضانه المسروقة تحلمون به.

هلم، نلم الجراح، ونرفع الرايات، نتوسد المنايا لوطن يستحق منا المقل.

شباب الوطن المسلوبة أحلامهم منذ أن هدهدتهم الأمهات، يتحدون ظلمكم بمواقف لا تعد ولا تحصى، حتى أصبح صبرهم مثار إعجاب وحديث الكون بأسره، وإقدامهم على النهوض بالعراق رسالة سامية تقول نموت ويحيا الوطن.

أيها الوطن، ولاك الشباب قبلة ترضاها، لها نصلي، وعند عتباتها نذبح النذور، فهي قدسنا، ثورتنا ضد الظلم وسلب الارادات.

ما عاد الرعب يخوفنا، وشباب العراق منهم من تلقى صدره الموت ومنهم من يفتح أذرعه اليه، ينتظر.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم