أقلام حرة

خير كامن وجوهر ضامن!!

صادق السامرائيالأمة فيها خير كامن وجوهرها ضامن، وعلتها غياب قدرات الإستثمار فيها، فأبناؤها يحوّلون خيرها إلى نقمة، وجوهرها إلى عتمة، وبهذا يساهمون بتقديمها سهلة للطامع فيها.

فالمشكلة في الأبناء إذ أكّدوا عجزهم وقصورهم عن الوصول إلى حقيقتها ودورها وإرادتها في مسيرة الإنسانية، ويُعزى ذلك إلى إضطراب الفكر وغياب المنهج وإنعدام الغاية، فالأمة كالسفينة التائهة في مياه الوجود العاتية، لا تمتلك ربّانا أمينا ولا بوصلة إرشاد ولا أطواق نجاة تكفي للوقاية من الغرق.

إنها أمة عائمة بلا خارطة مسير ولا قدرة على إستبيان المسار الذي يأخذها إلى مرافئ الإقتدار المكين.

فمكنونها ثمين وجوهرها مبين، وأبناؤها في تصارع وتناحر وإنحدار إلى ما هو مهين، بعيدا عن الوعي والدراية بما تكنز وما تريد من الخير والتعامل الصادق الأمين.

هذه الأمة تريد أن تكون أو تصر على أن تكون، والأجيال لا تلبي نداءها وتميل إلى غيرها، وتمضي في دروب التبعية والخسران المشين.

ولكي تتحقق يجب أن تنسجم إرادة وروح أبنائها مع تطلعاتها ومراميها العلياء.

فهي أمة حية، وتعبر عن الحياة ومنطلقاتها وما فيها من براعم وجود وتفتح ونماء، وإن لم يبادر أبناؤها فأنها عازمة على التحقق بغيرهم، مثلما فعلتها في سوابق الأزمان.

فالأمم إرادات حية تأبى أن تموت وتؤكد وجودها وفقا لمعطيات مكانها وزمانها.

وإن الأمم تكون رغما عن أبنائها الذين يعادونها بجهلهم لها وبإستحضار أسباب هوانها وإنكسارها، فالأمم ترفع رايات الحياة وتتمسك بها، وتعلن أن لا بد من التعبير عن جوهرها وإطلاق مكنونها.

وإن لم يتمكن أبناؤها من القيام بدورهم المطلوب فأنها ستتأكد وفقا لمقتضيات الوجوب.

فالأمة كانت بالعرب وبغيرهم، وستكون كما تريد رغم المعادين لإرادتها من العرب وغيرهم.

إنها سِنة وجود وفرض كون ولود، وسلطان عرش ودود.

فهل للأمة من غيارى يحملون روح وعزيمة الجدود؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم