أقلام حرة

كافة المؤسسات بحاجة دائمة الى الاصلاح والتغيير

 الارض وبمستويات مختلفة من منطقة لاخرى، ونلاحظ تاثيراتها المباشرة على كافة المواقع، وما يمكن ان نعيدها الى العولمة والضرورات التي تتطلبها المستجدات في مجالات الادارة والاقتصاد والسياسة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، نتاكد بان هذا الذي يفرض الاصلاح والتغيير الدائم وتُفرز منه العوامل المؤدية لايجاد وترسيخ العقليات الملائمة لربط المعادلات الاساسية المنبثقة من الروابط الهامة بين الاختصاصات الاساسية المختلفة في اية منطقة كانت مع العالم،هذا ان كان الوضع طبيعي من كافة جوانبه في كل المناطق لمتصلة مع بعضها، فيسير نحو الامام ويتقدم بخطوات موازية مع المستجدات والتغييرات العالمية، فكيف يكون الحل والشروط المطلوبة غير متوفرة في المناطق والبلدان التي تكون صفاتها العامة شاذة، او على الاقل تتسم بالاستثناءات في اتجاهات وظروف عامة وفي جوانب رئيسية، ومنها ما يخص  ادارة البلاد، وعندئذ نرى ان الظروف الموضوعية تتقاطع معها بشكل حاد وفي ارضية وظروف ذاتية لا تبشر بالخير كما هو الحال في منطقة الشرق الاوسط عموما والعراق بشكل خاص.

كما نسمع ونرى ونقرا الخطابات العديدة الصادرة هنا وهناك حول عملية الاصلاح والتغيير الواجب اجرائه في كافة المؤسسات الحزبية والحكومية واتباع نظام عام يدفع الى اجراء ذلك ويجدد نفسه بين حين واخر وفق محتواه وتاثيرات العوامل الداخلية والخارجية عليه، واكثرية الاطروحات حول هذا الموضوع تاتي بدوافع مختلفة ربما بعض منها يعتبر كلمة حق يراد بها الباطل ، اي لاغراض ودوافع خاصة لا تعني بنص الموضوع او جوهره من قريب او بعيد، الا ان الاصلاح والتغيير عملية متكاملة الشكل والجوهر وتفرض نفسها حسب الظروف، وانما الاختلاف يكون في المكان والزمان وحسب كل موقع او مؤسسة.

تاريخ المنطقة والمستوى الثقافي السياسي الاجتماعي العام فرض من تلقاء ذاته ما يشجع ان تنبثق احزاب وتيارات تقليدية مختلفة الافكار والعقائد والمناهج، لذا نعتقد بان عملية الاصلاح وما ينتج من التغيير صعبة للغاية ان تقتطف ثمرها بسهولة وسلاسة وتحتاج الى برامج وخطط وعقليات تقيم المؤسسة المراد اجراء الاصلاح والتغيير فيها لكي لا تنعكس الصورة وتتضرر اكثر مما تستفاد منه منذ البداية.

 لابد ان نشير الى ان عملية التغيير تتم بشكل كلي متكامل ويمكن ان تتسلسل من حيث الكمية والنوعية حسب الزمان والمكان، ومن المكن ان تتجزا وتنقسم وتتفرع في المواقع والمؤسسات العامة المنتشرة في اي بلد وربما لم تتوازى في التقدم مع بعضها ولكنها ستتجمع في النهاية وتستنج الحصيلة النهائية من مجموع الاصلاحات المتنوعة العديدة المختلفة لتحدث التغيير، وفي مراحل مختلفة للمواقع المتعددة.

و من دون شك انها تحتاج الى اليات وتخطيط وامكانيات وعقليات يمكن ان تصنف بنخبوية مقيٌمة للاوضاع بشكل مستقل وعلمي دقيق وتهمها تقدم المنطقة او الموقع وتضع امام انظارها المصالح العليا سوى كانت للبلد او المؤسسة او الحزب السياسي مهما كانت تركيبتهم، وهذا ما يدع عملية الاصلاح فعليا واسهل عمليا وسيُرى التغيير  وما يفرزه وابعاده ومعطياته ويشع النور مهما طال مدته ويعبر مرحلة بعد اخرى . ومن العوامل المساعدة الايجابية في مسيرة هذه القافلة الشاملة هو الاعلام المستقل الحر والشخصيات العاملة في هذا الاتجاه لاي طور كان وما وجود من النخبة بشكل عام ومن كافة الاختصاصات، وهناك من الشروط واجب توفيرها، واهمها رسم بداية العملية التي يجب ان تستهل من الاعلى الى الاسفل اي من القيادات والمراتب العليا ومن ثم الامتداد والانتشار الى القاعدة وستكون ناجحة ومؤثرة وسهلة التنفيذ ومضمونة النتائج وواضحة المستقبل،و قبل البدء بالعملية ذاتها لابد من توفير الارضية وضمان عدم ابراز ردود الافعال من قبل من تضرب مصالحهم، وهذا هو جوهر العملية واحد اسباب نجاحها .

 من المعلوم ان العديد من الشخصيات العامة تتاثر مصالحها بهذه العملية الضرورية وبالاخص ان كانت تجري في الموقع الذي يهمها او يمسها ، وانها ستفرض نفسها مهما قاوم المصلحيون والتقليديون والموجودون في تلك المواقع نتيجة محسوبية او منسوبية او صدفة او وصل الى هناك في غفلة من الزمن، ومنهم ما مضى على حيويته وتاريخ نفاذه الكثير ويعمل ضد التيار بلا هوادة . والشرط الاهم هو العمل على كيفية منعهم من منع العملية. اي ستكون اعداء العملية في كل زمان ومكان كثيرة ومقاومة منذ البداية الى ان تتغير الاوضاع وتفرض العملية نفسها وتثبت اركانها واعمدتها في النهاية، وان كانت الجريان قوية وصحيحة فانها بذاتها ستدفع وتزيل العوائق والمعوقات والموانع الى الاطراف والهوامش وتقلل من تاثيراتها واهميتها وسيحل الجديد محل ما لم ينفع الواقع والظروف والمرحلة الجديدة ، وستتوائم المستجدات مع المرحلة الجديدة .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1280 الخميس 07/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم