أقلام حرة

المسلمون يتقاتلون فلماذا يلومون غيرهم؟!!

صادق السامرائيليتخيل الواحد منا بأنه لا ينتمي للإسلام، ومن مجتمعات أخرى، غربية وأجنبية، وتأمل أحوال المسلمين، فماذا سيستنتج؟

أ ليس من الواقعي والمنطقي أن يقول أن دينهم دين قتل ودمار وخراب، فهم يذبحون بعضهم ويخربون ديارهم ويهجّرون مواطنيهم!!

وكيف تقنع الآخر بأن الإسلام ليس دين قتل وسفك دماء وإمتهان لحقوق الإنسان؟

سيقول الكثيرون، بما يتصورونه وبإنفعالية معهودة، ولهم الحق فيما يذهبون إليه كل حسب وعيه وإدراكه وما تفعله الأضاليل بعقله، لكنهم لا يمتلكون الجرأة على طرح سؤال لماذا يقتل المسلم أخاه المسلم؟!!

فهل أن قتل المسلم للمسلم من طقوس الدين؟!!

أسئلة يطرحها الأجنبي، الذي قد تتهمونه بأنه مغرض وضد الدين، فالسؤال في حقيقة الأمر يطرحه السلوك العدواني الإنتقامي المتوحش الغابي المناهض لأبسط مبادئ وقيم حقوق الإنسان، والذي يقوم به المسلم ضد المسلم.

إيران دولة مسلمة وتقتل مسلمين وتعذبهم في سجونها وتنهيهم في سوح إعداماتها، وتركيا دولة مسلمة وتقاتل مسلمين من حولها، والعرب مسلمون ويقتلون عربا مسلمين، كما هي الحال في اليمن وليبيا وفي مظاهرات العراق الأخيرة التي تساقط الأبرياء الفقراء المسلمون برصاص بنادق تضعط على زنادها السبابة التي تشهد أن لا إله إلا الله.

فكم قتل المسلمون من المسلمين؟

وكم قتل العرب من العرب؟

وكم وكم، وعندما تطرح السؤال تنهال عليك أجوبة متمترسة بخنادق "هوّ" وآليات النكران والتبرير والمثاليات الجوفاء، وتنطلق بالآيات والأحاديث والأمثلة، وتتناسى أن الدين العمل، وما يحصل يدحض أي قول وتبرير، ولا يمكن الدفاع عن الحال إلا بالدليل العملي والبرهان السلوكي المتفق مع جوهر الدين.

أما أن تقول بأن الإسلام دين رحمة ومحبة وألفة، وتستبيح دم المسلم وتشرده وتنتهك حقوقه، وتظلمه وتقهره، فعليك وكما يقول المثل أن " تشتري بعقلك حلاوة"!!

فالدين القويم يبرهنه السلوك الرحيم، لا القول والخطاب السقيم!!

فهل سيُعرَّف الدين بالعمل والسلوك الإنساني السليم؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم