أقلام حرة

الثروة الجماهيرية!!

صادق السامرائيالثورة اليقظوية الإستنهاضية المشرقة التي زعزعت أركان المفاهيم والمسلمات التضليلية، وأودت بحياة الدجل والبهتان، وإقتلعت الإثم والعدوان والقهر من جذورهم، وأثبتت أن شمس الوطن والحرية والكرامة الإنسانية تشرق حتما، ولا يمكن أن تصد أشعتها غرابيل الفساد وغربان النعيق التدميري والخراب التكفيري اللعين.

هذه الثورة التنويرية الإنبعاثية الولودة الواعدة المبشرة بمستقبل أبهر وحاضر أزهر، أكدت أن الثروة الحقيقية في شباب الوطن، وعقولهم المبدعة المبتكرة المتطلعة إلى الجديد الأصيل، والفعل الإنساني المقتدر الجميل.

شباب يكنزون طاقات أمة ويحملون هوية وطن وروحية أجيال متضامنة في سبيل العزة والكرامة والأخوة الوطنية السمحاء.

فمن يتأمل أمواجهم المنبثقة من قلب الوطن، وهي تهتف بإسمه وترفع راياته، وتسعى بتوثب وثقة نحو غدٍ أروع، يتملكه شعور فياض متنابض بمعاني الحياة وطاقاتها وقدراتها التعبيرية عن الأفكار والتصورات الحضارية الكامنة في أعماق الأجيال، التي يمثلها شباب الوطن الزاحفون إلى نواصي المجد الشماء.

فالثروة الحقيقية في العقل والنفس والروح البشرية المتفاعلة مع إيقاع الحياة، وليست في النفط وغيره، لأنها ستنضب، بينما الثروات البشرية  الحقيقية تتوالد وتتطور وتتفاعل مع الأجيال فتحييها.

فالمجتمعات القوية تعتمد على ثرواتها البشرية لصناعة القوة والإقتدار، والتفاعل المتنامي  للوصول إلى مرتقيات حضارية متنوعة، ذات قيمة إبداعية مؤثرة في صناعة الحياة الحرة الكريمة اللازمة لوجود إشراقي ساطع.

وعليه فأن الأخذ بالطاقات الشبابية المتوقدة وتوظيفها لمصلحة الأجيال مسؤولية قصوى، وضرورة وطنية تستدعيها مسيرة التجدد والتنامي والإزدهار المتسامقة المترافدة الأمواج.

إن إغفال فيض القدرات الوافدة إلى نهر الحياة يتسبب بإنهيارات حضارية قاسية، ويصيب المجتمعات بخسران كبير، وربما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الحضارية.

فهل من نباهة وحرص وغيرة على طاقات الثروة الجماهيرية؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم