أقلام حرة

الحلُّ بالقبض على النفط ؟!!

صادق السامرائيمن أين للمجاميع المسلحة القدرة على إمتلاك القوة والسلاح؟

إنه ببساطة من النفط!!

والحل الأمثل يكون بسيطرة القوى الكبرى على منابع النفط والتحكم بوارداته، وعندها  سيتحول الإرهاب إلى إعطاب!!

ليس خيالا ولا مزحة ما تقدّم!!

فمشاكل المنطقة تفاقمت  عندما بدأت أسعار النفط تنتعش، وبإزدياد الأسعار نقرأ خطا بيانيا تصاعديا للويلات والتداعيات في المنطقة، وإذا بقيت أسعار النفط أكثر من خمسين دولار للبرميل فأن المشاكل ستتنامى أكثر وأكثر.

وما يجري اليوم أحد أسبابه الأساسية، عائدات النفط الهائلة التي يتم تسخيرها للخراب والدمار، ونشر العقائد والضلالات البائدة، وتجنيد البشر نفسيا وفكريا وبدنيا للقيام بأعمال بشعة وسيئة، لا تتفق وأبسط معايير القيم والأخلاق الحيوانية وليس الإنسانية.

النفط هو العامل الجوهري الذي يغذي الحركات الفتاكة الهادفة للدمار والخراب وتحويل الحياة إلى جحيم مستعر، يغيب فيها الأمن والأمان وتشيع قوانين الغاب الشرسة الفظيعة الخطايا والآثام.

وتتحدث جميع مراكز البحوث والدراسات عن تجفيف موارد الشرور، وتتجاهل المورد الحقيقي وهو النفط.

هذه النعمة التي حولها أهلها إلى نقمة على حاضرهم ومستقبلهم، ولذلك فعلى الدول القوية المعاصرة إذا إرادت فعلا  أن تساهم في بناء المنطقة وإستقرارها وتفاعلها مع عصرها، أن تتصدى للنفط وتسيطر على عائداته وفقا لضوابط وقوانين صارمة، لكي تحرر مجتمعاته من مخاطر ثرواته الهائلة المسخرة لتدميرهم، وتشريدهم وتعذيبهم وقهرهم وتحطيم وجودهم.

فعلى سبيل المثال، ما منفعة النفط للعراقيين ؟

ماذا قدم لهم منذ ألفين وثلاثة وما قبلها وحتى اليوم؟

لا كهرباء، لا طرقات لا خدمات،لا مدارس معاصرة،  وما قدمته واردات النفط هو الإثراء الفاحش للجالسين على الكراسي، والدمار والخراب الهائل لمدن البلاد والقتل المروع لأبنائه، وزيادة الصراعات الداخلية، وتنامي الحركات ذات التطلعات السيئة والمشاريع الشريرة الآثمة.

لم يستفد أبناء النفط من النفط، وإنما إحترقوا فيه، وتحولت أيامهم إلى دخان وإنفجارات، وتداعيات وخراب وثبور.

فإذا كانت الدول القوية تسعى حقا لتحقيق السلام ومساعدة أبناء المنطقة وحمايتهم من الشرور، فعليها أن تقبض على النفط، وما عدا ذلك فأنه إستثمار في المأساة وتطويرها، لأن مواردها تتنامى، والعائدات النفطية الهائلة لا توجد عقول مخلصة ومدبِّرة تسعى لإستثمارها في المصلحة العامة، وإنما تحولت إلى ملك مشاع لمن يملك سلطة، ولكي يبقى في قلعته النفطية أطول، لابد له من إدامة لعبة الإحتراق والصراعات التي يغذيها من عائدات النفط.

قد يضحك مَن يضحك، ويغضب مَن يغضب، لكن الحقيقة يجب أن تقال، فالمصيبة تعاظمت وتفاقمت، والنار تتقد، والنفط ينسكب فيها بلا إنقطاع، ولكي تنطفيئ النيران لابد من إيقاف صب النفط عليها، وما دامت عائدات النفط تتدفق بإنفلات فالنيران ستبقى متأججة!!

فالنفط ما هو بنعمة بل نقمة أدرك الناس ما هي!!

والنفط مستنقع الشرور والخطايا، فاقبضوا عليه حتى يستريح الناس من آفاته الفتاكة!!

 

د. صادق السامرائي

23\9\2014

 

في المثقف اليوم