أقلام حرة

الموقف.. وخسائرنا

علي المرهجلا أعرف لماذا نختلف في الموقف من خسارتنا لمئات الشباب بعمر الورد ونسترخص دماؤهم، حتى وإن ظن البعض من مثقفينا وناسنا بأن هناك مؤامرةً امريكية وسعودية!..

فهل هذا يعني أن نستهين بهم بماء شهداؤنا؟ أو نقلل من قيمة وجودهم بيننا.

كيف تسنى لنا أن لا نشعر بوخزة ضمير حينما نكتب عن تخوينهم تجاه اماهتمهم الثكلى؟!

ولا نُسائل الحكومة والسياسيين الفاسدين عما فعلوه في مدننا وتخريبهم لمؤسساتنا وضياع شبابنا وبطالتهم وبؤسهم، فنقبل التقتيل والتجريح بصدق نواياهم في الحلم بحياة أفضل في وطن يُريدونه ان يكون الأبهى!.

إن التشكيك بهم إنما هو خلّة وخلل في تفكير الكثيرين لأن هؤلاء الشباب لم يطلبوا المستحيل، (نُريد وطن)!.

فلماذا التشكيك بهم؟ لا لشيء سوى لأننا نشك أن هناك مؤامرةًأمريكية خليجية، وحتى وإن كانت ولنقل أنها موجودة فعلاً..

فكيف ترضى أيها المثقف والعراقي ان يُستباح دم الشباب فتصوّر أنهم اخوتك أو أبناؤك مخدوعون فكيف تقبل بقتلهم؟ أو تستهين بصدق نواياهم وهم لا زالوا أغصاناً غضة!!...

لقد وجدت في (دوغمائية) العقيدة ما يُعمي البصر والبصيرة ليس عند الناس البسطاء إنما عند المثقفين الذين اعرف الكثير منهم ولا اشك بمقدرتهم الابداعية في السرد والشعر والنقد، ولكنني أشك في ادعاؤهم أنهم أحرار.

لماذا لا تطالبون ونطالب الحكومة بالكف عن مجازرها ومجازر (الطرف الثالث)؟ والعمل على كشفه، وكشف جماعات (الجوكر) كما يحلو لكم أيها المُغيّبة عقولكم استخدامها!.

لا عتب عليكم في استهانتكم بدماء الشهداء لأنكم لم تستحسنوا الشعور بالحرية، فخلقتم عبيداً وستموتون عبيداً وأعرف الكثير منكم كتب قصائداً في مدح الدكتاتور المقبور (صدام حسين) وستظلون عبيداً تُخونون الأحرار لا لشيء غير أنكم لا تستطيعون النوم من دون أن تحرسوا أسيادكم.

اعتقد بتآمر الأمريكان وأعوانهم فلا يُبرئهم عاقل من دماء العراقيين بعد أن جاءوا بأراذل الناس ليجعلوا منهم قادة للعراق!.

فكان ما كان وحصل ماحصل بفعلة خسيسة من الأمريكان تمكن منها قادة إيران فصار العراقيون بأيادي أحزاب تابعة لا قيمة للوطن عندها..

 

د. علي المرهج

 

في المثقف اليوم