أقلام حرة

ديمقراطية الزيف.. تعاقبني!

زيد الحليالحديث عن الديمقراطية، يحمل معه حلما جميلا في اذهان الشعوب، وشعبنا العراقي احد هذه الشعوب، لكن حين تصدم بممارسات عدائية، من الذين يصدعون الرؤوس يوميا بالحديث عن الديمقراطية، فهذا يعني ان الديمقراطية في زيف دائم، وهنا تكمن علة الشك المبرر.. واسمعوا مني هذه الحكاية التي عشتها قبل ساعات !

منذ وقت وجيز كتبت مقالا، فيه وجهة نظر خاصة، دعوت فيه الى إبعاد مرفق سيادي في هيكل الدولة عن المحاصصة، كونه يهم العراقيين جميعا، ولا تنحصر مهامه بجهة معينة، وبعد نشر هذا المقال، اتخذت احدى الجهات، قرارا عجيبا بحقي، من خلال إلغاء اشتراك المجلة التي ارأس تحريرها، وبذلك حرمتني من مورد اساس من الموارد التي تسهم في استمرار صدور المجلة .. وحين استفسرتُ عن سبب إلغاء هذا الاشتراك، لم احصل على جواب، لكني عرفت لاحقاً ان هذه الجهة تسعى للفوز بإدارة المرفق الذي تناولته في مقالتي ..

لقد ثبت لي، ان الديمقراطية عندنا حالة من الشعارات الفضفاضة، ومجموعة من المصطلحات الزائفة والدليل على ذلك، حكايتي التي سردتها قبل قليل .. وهي حكاية اعلامي طرح وجهة نظر، فتلقى صفعة لإسكاته ..اذن إن الديمقراطية أكذوبةٌ من الأكاذيب التي انطلت علينا .. فعندما تكون القرارات عشوائية، والشعارات مزيفة، والضمير غائبا، والفساد منتشرا، والصواب مشوها، والطرق ملتوية ..فإن اي كلام عن مستقبل الديمقراطية، هو حديث سراب في مخيلة مريضة !

ويحق لي ان اتساءل ايضا : متى تكون الديمقراطية في بلدنا بعيدة عن التزييف والتظليل، وان تكون شعاراتنا واضحة، ولها معاني عميقة منغرسة في أعماقنا .. متى ؟

 

زيد الحلي

 

في المثقف اليوم