أقلام حرة

هل أن العربَ مسلمون؟!!

صادق السامرائيقد يبدو السؤال غريبا، لكن فيه الكثير من المنطق، وهو سؤال يعصف في خيال العربي والأجنبي على حد سواء، وتواجهه في الكثير من المناسبات والمواقف والتحديات.

وسيغضبكم هذا المقال، لكنه من وجوب ما يُقال، بعد أن طفح الغي، وفار تنور الويلات والتداعيات المتواليات.

هل أن العربي المسلم يدين بالإسلام؟!!

إذا كان الأمر يتعلق بالصلاة والصوم والحج، يكون الجواب بنعم مناسبا، أما إذا أريدَ به السلوك والتعبير الحقيقي اليومي عن معنى الإسلام، فالجواب دامغ ومشين، وتكون " لا" هي الأصوب.

هل أن الإسلام مجرد شهادة وصلاة وصوم وحج، أما الزكاة فأنها أصبحت كلمة مجهولة، فلو أن المسلم العربي يزكي، لما بقي فقيرا في بلاد العُرب أوطاني.

وأخص العرب، لأن الإسلام رسالة منزلة بلسان عربي، والرسول عربي والقرآن عربي، وقادة الإسلام معظمهم من العرب الأقحاح، وفيهم من أفياض العروبة وروح الدين ما أسس لمنطلقات حضارية منيرة.

لكن الواقع المعاصر يشير إلى أن العرب لا يمتون بصلة عملية للإسلام بما يقومون به ويؤسسونه من تفاعلات وتواصلات مع بعضهم، فسلوكهم ضد الإسلام روحا وجوهرا، فهم يناهضون الإسلام ويدّعونه إدّعاءً، وحتى أصحاب العمائم واللحى، يعملون ضد الدين لأنهم لا يتواكبون مع العصر بزمانه ومكانه، وإنما يتقوقعون في أقبية الغابرات والأجداث، ويؤولون ويجتهدون ويحرّفون على هواهم، ويمارسون العمل ضد الدين بإسم الدين.

وبنظرة فاحصة إلى الواقع  يخبرك بما يقوم به العرب ضد الدين، فالدول التي تدّعي أنها محكومة بأحزاب ترفع شعارات الإسلام، يعم فيها الظلم والفساد والقهر والسلب والخطف والرشاوى والإعتداء السافر على حقوق الناس وإمتهانهم وسفك دمائهم، وتخريب ديارهم ونهب ثرواتهم، وتسود القسوة وتنتفي الرحمة، ويتوطنها الرعب والخوف وينتفي الأمن والأمان.

وما يجري في ديار العرب بإسم الإسلام أجهز على الإسلام، وجعله دينا دمويا خيباويا ضد حقوق الإنسان، ومعاديا لأبسط معاني ومعالم الحضارة البشرية، بل أنه ضد الحاضر والمستقبل، وعقبة كأداء في مسيرة المجتمعات والأمم والشعوب.

هكذا يقدم العرب الإسلام لأنفسهم وللدنيا، فلا تخلو دولة عربية من جرائم بشعة ضد الأبرياء بإسم الدين، وهم يشوّهون ويحرفون ويدمرون الدين القويم، ويدوسون جوهر ما فيه بأهوال أهوائهم وبغضاء نفوسهم الأمّارة بالأسوأ من السوء.

فهل أن العرب مسلمون أم متأسلمون أم هم أعداء دين ودنيا؟!!

هذا سؤال يطرحه الأجنبي على العربي، والدين في محنةٍ نكداء!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم