أقلام حرة

حتى لا تضيع السنة الجامعية هدراً

حسن خليل حسنيجري تداول جماهيري واسع لمصير السنة الدراسة الحالية 2019-2020، وفي الوقت الذي تتفق فيه جميع فئات الشعب العراقي على اهمية الوقت وادارته في هذا الظرف العصيب  ويراهنون على حسابات الزمن في تحقيق مطالبهم بالاصلاحات وحتى لا تضيع السنة الدراسية في الجامعات العراقية علينا ان نسعى الى وضع افكار قابلة للتطبيق على المدى المنظور، وستكون بعض الافكار او معظمها اضطرارية يجب تقبلها سعياً لتحقيق ادارة واعية للوقت وللحفاظ على سنة دراسية شهدت في بدايتها فعاليات شعبية صاخبة وظروف امنية صعبة، ومن اجل الاستفادة من كل دقيقة للفترة المتبقية من السنة التي نتوقع ان تمتد بين كانون الثاني 2020 لغاية حزيران 2020  من المهم  ان يجري الاهتمام بالجوانب التالية:

1- ان السنة الدراسية الاعتيادية تمتد بين تشرين اول –حزيران وهذا يعني اننا خلال هذه السنة  فقدنا 3 اشهر، لكن لحسن الحظ انها في بداية العام وليست في منتصفه او في آخره ولولا ذلك لكانت ادارة الموسم الدراسي اصعب، وهذا يتحقق بشرط وضع برنامج تدريسي مكثف لستة اشهر يعادل الفترة الطبيعية التي تمتد لحوالي 9 اشهر في الظروف الطبيعية، وهنا نشير الى ان تمديد السنة الدراسية يمكن ان يكون رأسياً على مستوى ايام الاسبوع وساعات الايام ولا يمكن تمديدها بشكل افقي على حساب اشهر العطلة الصيفية كونها حق  قانوني لتعطيل الكوادر التدريسية لشهرين  كاملين وهذا ما نص عليه قانون الخدمة الجامعية.

2-سوف يتيح نظام المقررات المطبق حديثاً امكانية تحقيق المقترحات الواردة هنا.

3-يجب توفر الارادة المعنوية والاصرار الشخصي لدى الطالب والاستاذ لتعويض ايام ثمينة تمثل الانطلاقة الاولى لبدء الدوام الجامعي ويحمل طاقة جسدية وروحية كما في كل البدايات الشبابية، ناهيك عن الاعتدال المناخي المناسب، لكن العطاء العراقي وطاقة الفرد الاكاديمي مع الاستفادة والاعتبار  بدروس الماضي تجعلنا نتفاءل بإمكانية تحقيق ذلك.

ونعتقد ان بالامكان تدارك ما فات من فترة ثلاثة اشهر ضاعت من جامعاتنا بإجراء تنظيم للتوقيتات بشكل اضطراري  لتحقيق هدف وطني واخلاقي يتمثل بتلافي ضياع العام الحالي، ومن اجل تحقق ذلك فأننا نورد التوصيات التالية:

اولاً: منح  وزارتي التعليم العالي والتربية صلاحيات خاصة في منح العُطل خارج اطار العطل الممنوحة من قبل الحكومة.

ثانياً: تقديم توقيتات الدوام الصباحي لتكون الساعة الثامنة بدلاً من الساعة الثامنة والنصف وهذا سوف يوفر  10-12 ساعة شهرياً بما يعادل 60-72 ساعة طوال العام الدراسي .

ثالثاً: تقليص وقت المحاضرات النظرية الى ساعة واحدة بدلاً من ساعتين، والمحاضرات العملية الى ساعة نصف بدلاً من ثلاث ساعات مع مراعاة ظروف كل اختصاص، لتكثيف التدريس وعدم تضييع ما يقدّر بربع الوقت في الاستراحة كما هو معمول به(على الاغلب) حالياً.

رابعاً: تقليص عدد الاجازات الاعتيادية والمرضية الممنوحة داخل المؤسسة الجامعية وتأجيل السفرات الترفيهية او ادراجها ضمن ايام العطل الرسمية.

خامساً: اعتماد اسلوب المحاضرات الفيديوية للأساتذة بشكل رديف للمحاضرات الفعلية ونشرها في قنوات في التلغرام والواتساب ورفعها على المواقع الالكترونية للكليات والاقسام لإتاحة الفرصة للتعليم الجامعي بعد ساعات الدوام.

سادساً: تقليص فترة العطلة الربيعية لهذا العام او الغاءها والغاء فترة المراجعة الممنوحة للطلبة قبل الامتحانات .

سابعاً: ادراج الفعاليات العلمية كمجالس الاقسام والمؤتمرات والندوات وورش العمل والمناقشات والسيمينارات العلمية خارج ايام الدوام الرسمي وتوزيعها على ايام العطل الاسبوعية او العطل الرسمية، ومن الممكن تفعيل طريقة النقل الفيديوي للنشاطات المذكورة دون الحاجة لحضور المشارك لتجنب ضياع أي وقت للتدريسيين خلال الفترة المحددة (6 اشهر)، على ان تُمنح مخصصات مالية اضافية للأساتذة مقابل تغيير مواعيد تلك الانشطة.

ثامناً: من اجل تجاوز عائق الوقت ولكثرة المواد والحصص الدراسية في المرحلة الاولى نوصي بنقل بعض المواد الاثرائية (ديموقراطية – رياضة – حقوق انسان – حاسبات....) الى مراحل اخرى.

تاسعاً: اعتماد المواد الدراسية ذات الوحدات  الاساسية واتباع اسلوب التعليم المكثف في تدريسها بواقع 25-30 ساعة اسبوعياً، واعتماد اسلوب النقاشات الطلابية الكترونياً مع امكانية تداخل الاساتذة في شرح بعض النقاط المطلوبة في بعض الاحيان.

عاشراً:  حصر الامتحانات باقل  عدد من الايام ومن الافضل ان يكون امتحانات نهاية الكورس الاول مطلع آذار والامتحان الكورس الثاني مطلع حزيران و بدون فاصل بين امتحان وآخر.

احد عشر: ينبغي على كوادر الهيئات التدريسية قيامهم بمراجعة محاضراتهم ومناهجهم العلمية السنوية  ورفع المتشابه او المتكرر او بعض المواضيع الشكلية او الهامشية .

اثنا عشر: من الضروري عرض النقاط اعلاه او غيرها من برنامج ضغط العام الدراسي على النقابات الاكاديمية والطلابية لمعرفة مدى تقبلهم له او اجراء تعديلات عليه لتجنب اثارة مشاكل المعارضة له مستقبلاً.

ان تنظيم الوقت والتحكم بالزمن داخل الجامعات او تطويعها هو السبيل لاستثمار ما تبقى من العام الدراسي الجامعي، ومن الطبيعي ان تكون بعض النقاط اعلاه صعبة او مرهقة بعض الشيء  لكوادر التدريس والطلبة لكنها مهمة في حسابات الزمن والحرص على صون الزمن في جامعاتنا العزيز.

 

بقلم: ا.د. حسن خليل حسن

مركز علوم البحار- جامعة البصرة

 

في المثقف اليوم