أقلام حرة

المطالبة والمشاركة وثورة مباركة!!

صادق السامرائيالثورة الجماهيرية في العراق ولبنان تطرح مفهوم المطالبة ولا تريد المشاركة، فما هي صوابية وعملية هذا الطرح الذي يتداوله المتظاهرون الثائرون؟

الإحتجاجات المطلبية تكون في مجتمعات ذات سيادة وحكومات وطنية راسخة القيم والمعايير، وتعمل بجد وإخلاص لخدمة المجتمع.

فيمكن القول أن الإحتجاجات مطلبية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وغيرها من دول الحكومات الراسخة بوطنيتها وإجتهادها بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.

أما التأكيد على المطلبية في مجتمعات حكوماتها لا تحترم المواطنين وتنفي وجودهم وقيمتهم وتحرمهم من أبسط الحقوق الإنسانية، فهذا سلوك يتنافى وطبيعة الأشياء وبديهيات الأمور.

وهي تعني أن تطالب السارق بالكف عن السرقة، والفاسد بالتوقف عن الفساد، والتابع أن لا يتبع، والخائن أن لا يخون، والمجرم أن يكون بريئا، والظالم أن يصبح عادلا.

أي أن تجرد الشيئ من جوهره وأصله، وهذا من المستحيلات السلوكية، فالذي شب على شيئ وتمتع بمحفزاته وأطيابه لا يمكنه إلا أن يشيب عليه.

فالقول بالمطالبة دون المشاركة سلوك تعطيلي وتبطيلي لإرادة جيلية حية تريد التعبير عن دورها وتأثيرها في صناعة الحياة، التي تستوجب قيادتها وتفاعلها الإبداعي الحر معها.

فالجيل الجديد الواعد الواثق المتنور عليه أن يشارك ويأخذ بزمام المبادرة، ويؤكد دوره وقدرته على قيادة المسيرة وتقرير مصيره بإرادته الحرة الواعية.

نعم على الجيل الجديد أن يشارك ويقود لا أن يطالب وحسب، فمطالباته ستنتهي إلى خياب ومشاركته ستفوز بالجواب الوطني الصادق الوثاب.

ومن هنا فأن على المسيرات الجماهيرية المتأججة أن تأتي بقادتها وتؤيدهم على المشاركة، والمساهمة في صناعة التغيير المتوافق مع التطلعات الوطنية الصالحة للمواطنين.

ذلك أن المسيرات السلمية التي قدمت شهداء وجرحى، لا يجوز أن يكون هدفها محصورا بالمطالبات، وإنما يجب أن يعزز دور الشباب الطامح بحياة حرة كريمة في المشاركة الفعالة في بناء الدولة، وتأسيس منظومة الحكومة القادرة على إستيعاب تطلعات الأجيال.

ولن يًصلح أمر البلاد والعباد إلا الجيل الجديد الذي عليه أن يأخذ البلاد والعباد إلى موانئ بر الأمان.

فشاركوا بتقرير مصير الحاضر والمستقبل أيها الشباب الوطني الواعد الأصيل!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم