أقلام حرة

ان غدا لناظره قريب في العراق؟

عماد عليسياسيا، الواقع تغير وغيّر معه الوضع الاجتماعي بشكل ملحوظ، واصبح العراق اقتصاديا في وضع مقلق غير مستقر بعد الانتفاضة التي لم تستجب لها السلطة بشكل يلائم ما تتطلبه التغييرات سواء نتيجة القوانين والقرارات التي اتخذت خوفا خلال مدة قصيرة جدا او محاولات ترضية المنتفضين بالوعود وتسجيل ما يمكن ان نعتبره موقفا متخبطا وفوضويا من كافة الجوابن خلال هذه الاشهر. من المعلوم ان كل ما يحدث هو الحفاظ على المصالح والتحايل على المنتفضين، وكل حسب موقعه ونظرته لهذا البلد الذي لم يُبن على اسس صحيحة منذ انبثاقه كما هو المعلوم. برزت تساؤلات بعد التكتيكات الكثيرة التي استخدمتها الاحزاب الاسلامية منذ بداية الانتفاضة مما جعل  البرلمان حائرا واصبح العوبة  بين ايدي الاطراف بالرغم من ان الاحزاب هي التي تفرض نفسها على البرلمان نتيجة قانون الانتخابات السابق ودور كل حزب في العملية السياسية التي اهلكت الناس خلال هذين العقدين تقريبا.

الاجدر للقول في اليوم هو ما يتوقعه اي متابع يعتمد على خبرته وحنكته وتجربته والذي يتوقف في التفكير في نقطة واحدة مشتركة واحدة لدى الجميع وهي تقدير واستدلال مستقبل العراق وتركيبته السياسية ودور مكوناته وتاثير التدخلات الخارجية في كيفية امكانية  الوصول الى ضفة الامان مع كل التضحيات التي قدمتها الشباب خلال هذه الاشهر، وهم برهنوا على ما لم يتوقعه السياسيين من خلال ما اظهروه مع ما يتوائم مع العصر والحداثة في كافة جوانب الحياة وطبقوه من خلال هذه التظاهرات وبسلوكهم وتعبيراتهم وشعاراتهم بكافة مستوياتهم واعمارهم.

لابد ان نقول يقينا، ان الغد لن يكون كالامس سياسيا كان ام اجتماعيا والعلاقة الجدلية مترابطة بينهما وما يحدثانه  في الجانب الاقتصادي سوف صع العراق في مك التغيير المنتظر. لن يكون هناك حزب ديني سياسي بشكل مطلق كما هو عليه الان، لن يكون هناك حزب عرقي متشدد، لن يكون هناك حزب مذهبي متوافق مع الشريحة  الخاصة به والتي تحمل المذهبية فكرا وعقيدة كما كان، على الرغم من الدور الكبير للتوجهات والاعتقادات والاختلافات الظاهرة بينهم جميعا وتاثيراتها على الحياة العامة طوال هذا التاريخ العريق.

النتيجة البديهية لما يمكن ان يحصل عليها المنتفضون قبل اي شيء والتي تعتبر هي الخطوة الاولى التي برزت اخيرا هي ما اجبرت الاحزاب على الحذر والاستسلام في اول الامر لما هو المطلوب من الشارع ومن ثم محاولة كسب الوقت كي يخرجوا البساط ان امكن من تحت ارجلهم بمناورات وتكتيكات يومية ومحاولات عسكرية مخابراتية لفض التظاهرات بشكل دائم كي يطمئنوا من سلامة الطريق للعودة الى ما كانوا عليه، الا ان استمرارية الانتفاضة واصرار الشباب اخسرهم رهانهم على الوقت ايضا.

اليوم السلطة امام الخروقات القانونية والدستور من جهة وضغوطات استمرار الانتفاضة من جهة اخرى. اي ان النتيجة لم تعد بامكان ان نتصور بان تكون لصالح الحرس القديم ومن بقائه في التسلط على الشعب العراقي خلال هذه المدة وبعهدها، الا ان الدقة واستمرار الشباب على مسيرتهم بالنفس ذاتها والقوة والاصرار ذاته سيؤدي الى الخروج من الامر بنجاح وتتحقق الاهداف بنسبة كبيرة جدا. فالغد لن يكون كالامس من كافة الجوانب بعد مرور هذه الاشهر واستمرار الحال بهذا الشكل وباصرار الشباب على تحقيق اهدفاهم كما بدءوا من اليوم الاول، وهذا م يدع ان يسجل التاريخ لهم وسوف تتغير العملية السياسية رغما عن المحاولات اليائسة من وضع العصي في العجلات السائرة ولم تبق ولو نسبة قليلة من الحالة الشائبة بعد مدة ان بقت الارادة على حالها كما يراها الجميع اليوم ولمدة قليلة اخرى. 

 

عماد علي   

 

في المثقف اليوم