أقلام حرة

لماذا التوسل من ما سموها بقوى (الاحتلال) حتى الامس القريب لانقاذهم؟

عن مصير البلد ومصالحه العليا ومستقبل اجياله وما دمره الاحتلال حسب اقواله وانتقاداته المستمرة لما اسماه بالاحتلال الاجنبي، ومزاعمه في خرق السيادة وهيبة العراق وهويته وتقسيمه من قبل من اسقط اعتى دكتاتورية في تاريخ المنطقة، ونعت الاخرين بانهم جاءوا مع المحتلين على ظهر دباباتهم ولم يكف عن تراشقاته في تصنيف ووصف القوى العراقية بشتى الالقاب والمسميات، ودعا الى المقاومة والجهاد في اكث الاحيان، وكان دافعه دائما حنينه الى زمن النظام السابق وما انتفع منه وربح،و قارن بين الماضي والحاضر استنادا على المقاييس التي امن بها، وفضله على ما يعيش فيه اليوم، وكان دائما يكيل بمكيالين معتمدا على الافكار المبتذلة والسفسطة التي علمته اياها الدكتاتورية، وهدد وصرخ ونعق واستند على من له المصلحة في عدم استقرار العراق واستمرارعدم استباب الامن والسلام، وتشدق بالتاريخ المليء بالقمع والعنف والخوف والرعب وعكس الوصف والموقف ووصفه بانه مرحلة الوطنية والمحافظة على الهيبة والكرامة للشعب، متناسيا ما جرى طيل ثلاث عقود  ونيف من خراب وظلم واعتداء على ابناء الشعب وانتهاك لكرامتهم وعزتهم وعرضهم من قبل النظام نفسه.

و كل ما نطق به كان من اجل ادامة تلهثه وعمله على اعادة عقرب الساعة، وحاول بشتى الطرق لاعادة العراق خطوات ولجا الى من انتقدهم وسبهم وشتمهم ولصق بهم شتى الالقاب لمساعدته، وساعدوه فعلا وفتحوا له الابواب على مصراعيها لاغراض سياسية نتيجة تداخل المعادلات المتشابكة وخلق التوازنات بين المكونات العراقية، ولم يعترف والحٌ على ان تكون تلك المساعدات سرية، رغم انكشاف الاسرار مبكرا، فتلقى مساعدات مادية ومعنوية ودعما مباشرا من قبل من اعتبرهم عدوا محتلا واحتسب من معه باذناب وعملاء المحتل والخونة، ونسي انه مد يده اليهم واستجدى من اجل حفنة ن المال لحين التقى اربابه ولف لفه خارج الحدود وارتمى في حضنهم، وهم من واصلوا لدعمه من اجل اهداف بعيدة المدى.

اليوم بعدما فضح امره وتبين ما بجعبته وما له من علاقات مباشرة مع مجرمي الامس، وتوضحت للجميع اعماله بالدلائل القاطعة وكشفت استمرار علاقاته ومحاولاته لاعادة ما يتمناه ويحلم به الى الساحة السياسية بشتى الطرق، واقشعر بدنه وتخبطت اوضاعه عندما اتخذ القانون طريقه لمنعهم من تحقيق مرامه وتنفيذ خططه وومؤامراته بمساعدة المسيئين والمصلحيين والمتدخلين في شؤون العراق الداخلية من دول الاقليم، وجن جنونه، وها نحن نرى انه يتوجه الى ما سماه المحتل الامريكي لانقاذه من الورطة التي وقع فيها ولانقاذه من الفشل النهائي الذي اصابه هو واربابه في نواياهم، لا بل يتوسل علنا وجهارا  امام مراى ومسمع الجميع من السفارة الامريكية في العراق للتدخل لصالحه والضغط على السلطة والنظام الجديد ومنع القانون من اخذ مجراه الصحيح، وهذا الذي كان ينعت به القوى الوطنية . هذا ومن معه الذين يبدوا انهم نسوا او تناسوا انهم حتى الامس القريب كم زعموا ونعقوا بمجرد نشر خبر عن لقاء القوى العراقية مع من يلتجؤن اليه اليوم عندما كانوا يتابدلون المشورة والارشادات فقط اثناء الازمات السياسية والحالات والحوادث، واعلنوا على انها تدخل فضيح من قبل المحتل في شؤون البلد الداخلية وخرق لسيادته وسلب لحرية ابنائه وخدش لكرامته،و اليوم هم تبعوا ذلك، وكما يقول الشاعر لا تنه عن خلق وتاتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم، لا بل كل طلباتهم تدخل في خانة المصلحة الذاتية فقط، ولم يروا انها تدخل في باب عدم تطبيق القانون الذي يتشدقون به دائما، وابعاد هذا الذي يمسهم باي طريقة كانت وليس بمهم ان يخرق القانون بها، وهذه هي الازدواجية والتناقض والنفاق في السياسة والصراع المجرد المبتذل والعاري عن اي مبدا او فكر او عقيدة، وانه السياسة من اجل تحقيق الغاية، وان كانت سوداء ومهما كانت الوسيلة. ومن هولهم وتخبطهم توجهوا الى التشهير والقذف والقدح للتغطية على افعالهم المشينة بدلا من اللجوء الى القضاء والاستناد عليه لحل قضيتهم التي قطع الطريق امام التزاماتهم مع ازلام النظام السابق قانونيا، وبدلا من تداول المشكلة دستوريا وما يمسها من جانب التمييز وما يصدر منه، التجئوا الى التصعيد الاعلامي، وهذا ما يوضح مدى الارتباطات التي تشدهم بالماضي المشؤوم وعدم اعترافهم وايمانهم بالعراق الجديد والمباديء الاساسية المعتمدة في المرحلة الحالية من الحرية واعلاء كلمة القانون والديموقراطية وضمان حقوق الجميع وعدم عودة الغدر والظلم والغدر، على الرغم من وجود الثغرات هنا وهناك، وهذا ما يؤكد بان اشتراكهم في العملية السياسية وايمانهم بالواقع الجديد لم ينبع من عمق فكرهم بل ان اشتراكهم تكتيكي ويبحثون عن فرصة للانقضاض عليها، وان اغراضهم الاستراتيجية المبيتة غير سليمة ونوايا  مظلمة وهدفهم وضع العصي في عجلة المرحلة التي يمر بها العراق الديموقراطي الفدرلي الحر، محاولين عدم تقدمه من كافة المجالات.  انهم حقا يمجدون النظام الدكتاتوري البعثي العفلقي ويعملون بجد من اجل عودته، ويحيكون موآمرات ويمدون بكل ما لديهم من الامكانيات للموالين والخلايا النائمة لفعل فعلتهم وما يتمنوه وينتظروه، انهم مستمرون على العقلية الجامدة التي اتبعوها سابقا ولم يتلائم ما تعلموه وتدربوا عليه مع العصر والنظام العراقي الجديد.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1288 الجمعة 15/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم