أقلام حرة

الموقف التركي المشرف، ضد دولة الأحتلال الصهيوني

اضافة الى المسلسلات التركية المعبرة عن موقف الشعب التركي الصديق للقضية العربية الفلسطينية، وان ما تم عرضه في المسلسلات، ما هو الا جزء يسير جدا، مما تقوم به اسرائيل اتجاه ظلم وقهر وتعذيب الفلسطينيين، اثار حفيظة الكيان الصهيوني، واستفز غروره وصلفه، فكيف لدولة مثل تركيا وليست بعربية،  لكنها فقط اسلامية، تجرؤ على التصريح بما تجرأ به الطيب اردوغان، وتقدم على مثل هذه التصريحات، وتعرض في قنواتها مثل هذه المسلسلات الفاضحة، بحق ممارسات الدولة الصهيونية العنصرية والاجرامية. ولا تلقى ردا قاسيا من أحد، فحري بحكومة تل ابيب ان ترد الصاع صاعين، كعادتها عندما يحاول احد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية او احد مسؤوليها مهما صغر او كبر، وكذلك رؤساء اوروبة او اي مسؤول منهم، ان ترد لهم الصاع صاعين، وان تلوح لهم بسوط معاداة السامية، بحيث قبل ان يجف لسانهم من النقد الذي وجهوه للكيان الصهيوني، وجب عليهم ان يسرعوا الخطى حثيثا، للحس ولعق كل ما تفوهوا به من انتقاد لأسرائيل، وطلب صكوك غفرانها، ومسامحتها لهم، والتعبير عن استياؤهم مما تفوهوا به خطأ، او كنتيجة عن زلة لسان منهم.

توقعت القيادة الصهيونية الأسرائيلية، كما كانت تتوقع فورا من الرؤساء الأوروربيين ورؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، عندما بحاولوا ان ينتقدوا الحكومة الصهيونية وحتى قبل ان يفكروا بذلك، ان تصلها الاعتذارات فورا، على ما سوف يقولونه، ويطلبون منها صكوك الغفران وببراءتهم من معاداة السامية.

يظهر ان حسابات اليهود الصهاينة هذه المرة، وقيادتهم السياسية بالذات، اخطأت الحساب، ولم يقدم الطيب اردوغان ولا حكومته، بمحاولة استرضاء حكومة الصهاينة المجرمة، ويقدموا لها اعتذارهم الشديد، وطالبا منها منحه صك غفران له ولشعبه،  ويظهر ان الطيب اردوغان، ليس من عملاء الصهيونية وليس من الخائفين على مركزه الشخصي بقيادة او رسائة حكومة تركية، وليس عليه مآخذ مثبتة ضده، من قبل الصهيونية العالمية، حتى يخاف منها ومن محاربتها له. بل بالعكس من ذلك، طالبها فورا، اذا لم تعتذر على فعلتها باهانة معاملة سفيرها، فانه يمهلها نهاية نهار ذلك اليوم، والا سيضطر على سحب سفير تركيا من دولة الأحتلال الصهيونية، وخاصة (على حد قوله) فتركيا ليست بحاجة الى دولة الأحتلال الصهيوني، بقدر حاجة هذه الدولة العنصرية لتركيا. كما ان حكومة تركيا حاليا تتهرب من زيارة مجرم الحرب ايهوك باراك اليها في الأيام القادمة، وتحاول ان تتنصل من دعوتها له، وان تجعلها فيما اذا تمت باضيق الحدود، وكذلك فان مظاهرات عارمة قامت في تركيا مطالبة الحكومة التركية باعتقال مجرم الحرب ايهود باراك، على اعماله الجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينية، هكذا يجب ان تكون السياسة، في مقابلة عدوان واجرام وصلف دولة الأحتلال الصهيونية، فاين حكام العرب وحكوماتهم من هذه السياسة؟؟؟؟؟؟؟.

اردت من مقالتي هذه، ان يعي الحكام العرب، ورؤساء حكوماتهم ايضا، والمسؤولين منهم كذلك، بكيفية تصرف الرؤساء والرجال الشرفاء الشجعان، اتجاه السوط الأسرائيلي الصهيوني المسلط، على كل من يحاول مس او انتقاد السياسة الصهيونية، على ممارستها العدوانية والااخلاقية، والتي تنتهك دوما القوانين والمواثيق الدولية والشرعية وحقوق الأنسان، لم اسمع من رئيس دولة عربي واحد، منذ رحيل القائد العظيم الرئيس جمال عبد الناصر، والذي يكون بيوم امس(15/1)، قد مضى على ميلاده اثنان وتسعون عاما، قد تجرأ احدا على انتقاد دولة الأحتلال الصهيوني، او حكومة الولايات المتحدة الأمريكية راعية الصهيونية، ودولة الأحتلال ايضا، هل يعني هذا ان معظم الحكام العرب، يخافون من سوط الصهيونية، وفضحها لهم كونهم عملاؤها او لديهم مواقف يخافون من أن تفشيها المنظمة الصهيونية ضدهم،  فتفضحهم عليها، وتسقطهم من على سدة الحكم، الى مزابل التاريخ!!!!! والا لماذا لم نسمع حتى ولو لمرة واحدة،  رئيس اي دولة عربية يدين الأجراءات والممارسات الصهيونية ضد انسانية الشعب الفلسطيني، وممارساتها ضد الكرامة والشرف العربي من المحيط الى الخليج.

مع الأسف الشديد، الحكومة الأردنية بدل من ان تكافيء الحكومة التركية على موقفها المشرف والشجاع، ضد دولة الاحتلال الصهيوني، وتلغي الضرائب المفروضة على الف خمسمائة سلعة تركية، الغت الضريبة على الف وخمسمائة سلعة اسرائيلية، من ضمنها سلع تنتج من داخل المستوطنات الصهيونية، المقامة على اراضي القدس، والضفة الغربية، لماذا كل هذا الخوف من دولة الأحتلال الصهيوني؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لا نتخذ من الرئيس التركي الطيب اردوغان عبرة وقدوة حسنة؟؟؟ ونثبت كرامتنا ورجولتنا وشرفنا العربي الممرغ الآن في الطين، من قبل ممارسات سلطات الاحتلال الصهيونية ضد الأمة العربية من المحيط الى الخليج.

حقيقة، معظم الشعوب العربية، اصبحت متجهة بانظارها الى الجمهورية التركية وحكومتها الرشيدة، ورئيسها الشجاع والشريف، الطيب اردوغان وشعبها العظيم، كي تخلصهم من رجس الصهيونية وعدوانها ضد ابناء الشعب الفلسطيني، ومن احتلالها للأراضي الفلسطينية ايضا، وعلى الحكومات العربية، ورؤساء الدول ايضا، اتخاذ اجراءات بناءة وايجابية، نحو الدولة التركية العظيمة والرائدة والرائعة، خاصة وانه تربطنا بها علاقات جوار ابدية، وعلاقات تاريخية مشتركة، دامت لأكثر من اربعمائة عام متواصلة، وعلى العرب ان يكفروا عن خيانتهم للأمبراطورية العثمانية، وانحيازهم لدول المحور الاستعمارية، والتي مزقتهم الى كيانات متناحرة، في اتفاقية سايكس-بيكو، ومنحت الصهيونية العالمية، اراضي الشعب الفلسطيني من النهر الى البحر بدون وجه حق، كي بقيموا عليها دولتهم الغاصبة. وفي هذا المجال، احيي حكومة الجمهورية العربية السورية موقفها المشرف، من الغاء تاشيرات الدخول بين مواطني الشعب السوري ومواطني الحكومة التركية، وفتحهم لخط للسكة الحديدية يربط بين البلدين. وعلى كافة الدول العربية ان تحذو حذو سوريا في هذا المجال، وتدعم علاقاتها وروابطها مع الشعب التركي العظيم، ومع حكومة الطيب اردوغان، وان تعمل على  تدعيم علاقاتها الأقتصادية معها، وان تجعلها تستبدل علاقاتها الأقتصادية مع الكيان الصهيوني لمصلحة علاقاتها مع الدول العربية. واود هنا ان اوجه للشعب التركي العظيم ولحكومته الرشيدة وللرئيس الطيب اردوغان اعظم واروع التحيات.

انتهى موضوع

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1290 الاثنين 18/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم