أقلام حرة

كشف المستور من مرض الخنازير المحظور

فها أنت بالأمس القريب مع مرض فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) والملاريا والسل والفشل الكلوي والصّاص وأنفلونزا الطيور، واليوم مع أنفلونزا جديدة اسمها أنفلونزا الخنازير، ولا أدري غدا مع أي مرض أو أنفلونزا ستكون؟؟؟ ربما مع القطط أو الحمير أو الضفادع...؟؟؟؟ وسواء أدركنا هذا أم ذاك، فمن باب العلم أن أي داء تفشى في قوم فهو بما كسبت أيديهم، وصدق القائل حين قال:"لا يقع بلاء في الأرض كلها إلا بذنب، ولايرفع إلا بتوبة". وفي هذا تجسيد لحديث عبد الله بن عمر _ رضي الله عنهما_ حين قال: (أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار! خمس بخمس، أعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم .-) رواه الحاكم وغيره وصححه. وقد صَدّق كلام رسولنا المصطفى واقعُ حالنا .

إلا أنه قبل البدء بتشخيص الوضع "الخنازيري" وحيثياته، أنبه على زوايا التشخيص والمعالجة في هذا المقال. إذ ارتأيت أن أنظر إلى المرض من زاويتين اثنتين، أولهما توصيفية- تقريرية، وثانيهما تحليلية – نقدية وهي المبتغى.

أما الأولى فستكون الوقفة فيها مختصره ومركزة مع تعريف المرض وذكر أعراضه وطرق انتشاره وسبل الوقاية منه. والثانية فيها رؤية خاصة لأبعاده وقراءة في أسباب وزمن ظهوره وسرعة انتشاره وكذا آثاره آثاره...

 

?   أولا: الزاوية التوصيفية-التقريرية:

ماهية المرض:

أما مرض الخنازير فهو مرض تنفسي يصيب الجهاز التنفسي فيؤثر على مناعة الشخص فيضعفها ويضعف بدنه وقوته النفسية والعصبية . وهو ناجم عن النوع الأول من فيروس الانفلونزا الذي يصيب الخنازير على مدار الحول. والنوع الشائع منه هو الذي يطلق عليه اسم "إتش 1 إن 1 " H1N1، أما الفيروس الجديد فمتطور عن هذا النوع، وهو الذي ينتقل للبشر.

 

أعراضه:

ومن أعراض المرض أن المصاب يحس بحمى شديدة وإعياء وتقيؤ وصداع وسعال وإسهال وألآلام في الجسد، والحلق، وسيلان الأنف. ثم إن الأطباء يقولون إنها أعراض مشابهة إلى حد كبير بالأنفلونزا العادية المعروفة بالزكام. ويضيف موقع منظمة الصحة العالمية أنك لا تستطيع التفريق بين الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير. وفي الحالات الشديدة، وهي نادرة، قد يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي والفشل التنفسي مما قد يؤدي إلى الوفاة.

 باختصار أنفلونزا الخنازير شبيهة بالأنفلونزا العادية من حيث الأعراض، وفي كونها قد تتطور لتتسبب في تعقيدات خطيرة. وتترواح خطورة المرض من عادية إلى شديدة الخطورة باختلاف حالة الشخص العمرية والصحية. ثم تستمر فترة الإصابة بالمرض، حسب ما ذكره موقع حكومة كوينزلاند، لمدة سبعة أيام، وقد تطول هذه المدة بالنسبة للأطفال الصغار السن.

 

طرق انتشاره:

تستطيع الخنازير نقل العدوى بفيروسات متحولة إلى البشر ثانية ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات من إنسان إلى آخر. ويعتقد أن العدوى بين البشر تحدث بنفس الطريقة التي تنتقل بها عدوى الأنفلونزا الموسمية من خلال لمس شيء ملوث بفيروس الأنفلونزا ثم لمس فم أو انف المرء. ومن خلال الكحة والعطس وفي الأماكن المزدحمة، ولمس مواضع وأشياء المصاب...

 

سبل الوقاية منه:

وفي حالة الإصابة –لاقدر الله – بالمرض، يلزمك التالي:

    عدم لمس الأنف، أو العين أو الفم، بعد استخدام أدوات في أماكن عامة أو مصافحة شخص مشتبه بإصابته بالمرض؛

    اغسل يديك عدة مرات طوال اليوم بالماء والصابون، أو السائل المنظف المحتوي على الكحول؛

    اغسل يديك بعد لمسك لأنفك أو فمك أو عينك، وحينما تسعل، أو تعطس أو تنظف أنفك احرص على أن تستخدم منديلا خاصا وتتخلص منه فور انتهائك منه؛

    لا تشارك الآخرين بأشيائك الخاصة والتي قد تحتوي على الإفرازات الطبيعية من مثل السيجارة، والأكواب، وعلب العصير، وألعاب الأطفال....؛

    ابتعد عن الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بالمرض، وفي حالة اضطرارك حافظ على مسافة متر على الأقل بينك وبينه؛

    حاول أن تتجنب البقاء في الأماكن المزدحمة لمدة طويلة؛

    ثم أخيرا وليس آخرا، حسن التهوية في مكان عملك أو منزلك لتجديد الهواء.

 

?   ثانيا: الزاوية التحليلية-النقدية:

فلسفة المرض:

عطفا على ما انتهيت إليه، هناك مبدأ إسلامي عظيم يؤسس ولازال؛ لنظم التعامل مع الأوبئة قبل أن يتشدق بها بعضُ من لا يعرفونه بالاسم حتى. والمبدأ مستنبط من حديث الرسول الأعظم الذي يقول فيه: " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. إنه مبدأ العزل أو الحجر الصحي للمريض الذي لا يرجى شفاؤه أو برؤه. وهذا مثال بيّن في تغليب العقل على العاطفة والمنطق العلمي على المجاملات، وفي الشأن ذاته قيل: " كلّم المجذوم وبينك وبينه قدر رمح أو رمحين".

وهنا يطرح السؤال؟؟؟ لم لمْ يتم الالتجاء إلى هذا المبدإ لحظة ظهور المرض؟؟؟ هل كان سينتشر ؟؟؟ الجواب طبعا لا. إذا، أتكون من وراء انتشاره غاية ؟؟؟ وما الدافع؟؟؟ أيلخصه قول القائل: تتعدد الأسباب والموت واحد؟؟؟؟

ليس بعيدا أن تكون النية مبيتة؟؟؟ وليس بعيدا أن يكون الدافع هو الموت الجماعي بسهم ما يسمى الإرهاب البيولوجي؟؟؟ وليس بعيدا أن يكون المرض قصديّ الصنع؟؟؟ لم لا؟؟ والمجتمع الحاكم مجتمع رأسمالي، لايهمه من البشر سوى ماله ومدخراته. وإن كان المال فلا اعتبار للإنسان ولا الحيوان، وهذا - طبعا - ديدن معظم قادة العالم ومن شاكلهم في التفكير والنهج.... ثم إن الوضع وضع أزمات مالية خانقة؛ لفّت حبالها على أجياد أكبر الشركات الصناعية الممولة والمحركة للاقتصاد الدولي. فلم لا يكون الغرض هو جني المال وتحريك عجلة السيولات المالية لهذه الشركات، وبالضبط الشركات الخاصة بإنتاج المضادات الحيوية التي تراجع الاستثمار فيها بشكل كبير؟؟؟؟.

وإذا سلمنا بأن المجتمع الحاكم مجتمع رأسمالي، وأن بعض دول العالم الثالث أو الفقيرة تحتاج إلى "قرش" لتسد به رمقها، خاصة في ظل الصراعات القبلية والحروب الأهلية والنغرات العنصرية، فهل ستفكر بمنطق المصلحة والقيم أم بمنطق العيش ومصارعة شبح الموت؟؟؟؟ أعتقد أن الجواب -وفقا للوقت الراهن- لايحتاج إلى تعيين وكبير عناء.

ومن هذا المنطلق؛ فظهور أنفلونزا الخنازير في بلد يأكل لحمه ويعيش بينه، ليس بالأمر الغريب، خاصة عندما نعلم بأن المكسيك بلد يقتات على بقايا موائد الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أمست مع ظهور المرض لعبة في أيديها ومعملا لتجاربها.

إن فلسفة المرض فلسفة خطيرة ولعبة مَقيتة مُميتة، إنها التي تبغي (من البغي) على النساء والأطفال والشباب والعجزة، بجميع أطيافهم ومعتقداتهم، وخاصة المسلمين منهم، فالنمو الديمغرافي وتكاثر العرب والمسلمين سنة بعد أخرى أمر يرعب الأمريكان ويصدّع رؤوسهم تَصْداعا وتصديعا. فالقول، بأن أمريكا كلمة تخيف العالم، قول حقّ، لأنها في نظر عملائها وأتباعها (الرب) الذي يعطي و(الرب) الذي يمنع و(الرب) الذي يسيّر ويُدير عالمه بالطريقة التي تناسب نهجه وغايته ومصالحه.

والمصلحة من طبيعة الحال، هي مصلحة سيادة وسَوْق أراذل الشعوب وقادتهم سَوق البعير والبهائم دون تعليق أو نبس ببنت شفة.

 

مع اللقاح وقفة:

أما اللقاح، فحكايته حكاية؟؟؟ لقد شددت الحكومة الأمريكية ومنذ ظهور "التامفلو" كلقاح على أن تتولى بيعه وإنتاجه واعتماده شركة أمريكية واحدة تسمى "باكستر"، مع إلزام كافة الحكومات الأخرى بشرائه ومن الشركة ذاتها فقط. وهذه حجة بائنة بينونة كبرى على وقوع المرض ولقاحه وحيثيات ظهوره موقع الشك والشبهة والتساؤل.

ثم إنها ليست الحجة الوحيدة التي تقف في صف التشكيك، بل هناك آيات أخرى من شأنها كشف عورات المرض وغايات ظهوره. فالتضخيم الإعلامي الذي منح له تجاوز كل الاعتبارات المهنية، حتى أوصلته المنظمة الوصية منظمة الصحة العالمية إلى الدرجة الخامسة من ست درجات. بالرغم من خطورة وفتاكة الكثير منها كالسل والسرطان والفشل الكلوي والملاريا والسيدا التي تؤدي بحياة الآلاف سنويا بما فيها الجوع في صحاري أفريقيا وسهول آسيا.

ثم كيف أصبح اللقاح يبتاع بنصف ثمنه بعدما كان في شهوره الأولى تصطك لثمنه الأسنان؟؟. مع العلم أن بعض الحكومات توزعه الآن مجانا على أبناء شعوبها، وأكثر من ذلك تتملص بعد التطعيم من كل مسؤولياتها عن أية آثار جانبية يحدثها اللقاح، وذلك بإجبار الآباء على التوقيع على وثيقة تبرئها.

أما وإن كشفنا عن مكوناته، فعلماء الاختصاص والأطباء مع رفضهم التلقيح والتطعيم به، فإنهم يصرحون بسلبيات اللقاح وآثاره الجانبية التي قد تقعد الملقّح بل وتهلكه. فمن إصابة المريض بالتوحد والفشل الكلوي والشلل إلى نمو غشاء على مستوى الدماغ للتقليل من نسبة الذكاء والتفكير.... خاصة إذا علمنا بأن اللقاح مركب من الزئبق والرصاص والإسكوالين كمادة حافظة الموجودة في الجسم وتفرزها الذات أصلا. فما إن يحقن الجسم بمادة الإسكوالين هذه حتى تصبح كالمادة الدخيلة؛ فتؤثر تأثيرا بالغا في المناعة وفي الإسكوالين الأصلي حتى يصبح الجسم غير قادر على كسب مناعته بنفسه وغير قادر على إنتاجها مرة أخرى رغم أهميتها.

وفي دراسة خاصة لمكتشف علم التغذية في القرآن الكريم الدكتور جميل المقدسي ومن باب الوقاية – قبل أن يقع الفأس في الرأس- صرح بأن الإسكوالين كمادة حافظة تقوي مفعول اللقاح توجد في نبتتين أو فاكهتين ذكرهما القرآن الكريم بالتوالي والاطراد في سورة سميّت بأحدهما هي سورة التين، حين قال الله تعالى:"والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحس تقويم". وفي تتبع مضمون الآية يتبدى لك الإعجاز الرباني – فقط من ظاهر الآية- حين يربط الله سبحانه وتعالى بين الفاكهتين وبين البلاد الآمنة والجسم القويم السليم. إنها البلاد الآمنة من الأمراض ومن المصائب ومن المعاكسات وزمهرير البشر. حيث قال الدكتور إن الفاكهتين تحتويان على مادة الإسكوالين، وكلما أكثر الإنسان من أكل التين سواء أكان طازجا أم نيئا، وأتبعه القليل من الزيتون انحسر عنه البلاء وامتنعت الأمراض بإذن الله. فضلا عن أن حديثا نبويا يزكي هذا المضمون مفاده: "كلوا الزيت وادّهنوا به فإنه من شجرة مباركة".

وإن قال قائل، لم لقحت الحكومات - وخاصة الأمريكية منها - شعبها إذا كان تأثيره تأثيرا خطيرا على النحو الذي أسلفت؟؟؟ أقول له ببساطة، مَن أدرانا أن اللقاح هو اللقاح ؟؟؟ إذ أن ما يجري أما الكاميرات وتشاهده الأعين، ليس هو نفسه الذي يُتداول ويجري في الكواليس. خاصة إذا نحى المرض منحى سياسيا وإديولوجيا ومذهبيا.

 

والوقاية منه أبسط:

في لفظ لـمسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أرأيتم لو أن على باب أحدكم نهراً يغتسل منه كل يوم خمس مرات، أيبقى من درنه شئ؟! قالوا: لا يا رسول الله، قال: ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا }. فإذا أسلفتْ معنا بعض أساليب وطرق الوقاية التي من أهمها المحافظة على نظافة اليدين والأنف وكل ما من شأنه أن يكون سببا مباشرا في نقل المرض...أليس مبدأ تبنته الشريعة الإسلامية درءا منها للمفاسد الأدران والتي قد تعلق بالمسلم؟؟؟ ألم يقل الله تعالى في شأن نظافة المسلم ونقاوته وحسن منظره:"خذوا زينتكم عند كل مسجد"؟؟؟ أليس الوضوء هو الحل الوحيد وليس الأوحد لتفادي العدوى والإصابة بالمرض؟؟؟

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنها قال : " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره فقال : أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره ؟ " ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال : " أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه "رواه أبو داود، ورواه ابن حبان والحاكم . إسناده جيد.

والمسلم يلبس الثوب النظيف ويتخذه من نوع يتلاءم مع إمكاناته وسعته، ولا يجوز له أن يتخذ من ثيابه مجالاً للخيلاء والكبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، فقال : إن الله جميل يحب الجمال، الكبِر بطر الحق وغمط الناس " أخرجه مسلم واللفظ له والترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

ومن باب الوقاية أيضا ما ذكره الدكتور جميل المقدسي مكتشف علم التغذية في القرآن أن مادة "الإسكوالين" الحافظة التي ينتجها الجسم والمكونة للقاح والتي يعتقد أنها تسهم في انحباس المرض وتفادي الإصابة به موجودة في عدد من الفواكه والثمار الطبيعية المسماة في مستهل سورة التين بقول الله عز وجل:"والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم". انظر إلى حكمة الحكيم وهو يربط بين الفاكهتين وبين أمن البلد، ثم بين الإثنين وبين الخَلْق الحسن القويم. فالتين والزيتون لهما منافع كثيرة لايحصيها إلا خالقهما. فقد قال الرسول الأكرم في شأن الزيت وأهميته: " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة " . ( صحيح الجامع الصغير 4498 ) ". وعلى هذا، فبمجرد تناول بعض الثمرات منه سواء كان طريا أم جافا وتتبعه بحبات معدودات من الزيتون سيمد جسمك ويزوده بما تحتاجه من مادة الإسكوالين تلك. وللزنجبيل أمر أعجب من ذلك، فضلا عن العسل والحبة السوداء التي قال فيها الرسول الأعظم: (عليكم بهذه الحبة السوداء.. فإن فيها شفاء لكل داء إلا السام) رواه البخاري. والسام هو الموت. ومن سبل الشفاء وانتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاد النفع به.

 

موقف الإسلام من الخنزير:

قال الله تعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ‏} [سورة المائدة: آية 3]، ". وكل واحدة من هذه المحرمات لها حكمة علمية لا يجادل فيها أحد... وربما كان هناك جدل علمي حول أضرار لحم الخنزير والأمراض التي يمكن أن ينقلها إلى الإنسان بسبب قذارته وعاداته في طعامه... حيث يدعي البعض أن الخنزير أصبح في أوروبا يربى في حظائر نظيفة وتحت طبي فهل أمكن حقاً تجنب كل الأمراض أم أن هناك أمراضا لا يمكن تلافيها مثل زيادة الكلسترول في لحمه عن أي لحم آخر...؟ وتعرضه للتركيتا والسالمونيلا أكثر من أي حيوان، كل هذا وذاك، تعرض له الدين الإسلامي بالتحريم لما يورثه الخنزير من الأمراض الخطيرة كما قرر ذلك أهل الطب، إذ فيه جراثيم وأمراض خطيرة اكتشفت ولا تزال تكتشف، والله جل وعلا لا يحرم على عباده إلا ما فيه مضرة عليهم. ومن بين الأضرار النفسية والمعنوية التي تلحق بآكله موت الغيرة فيه تشبها بسلوك الحيوان الذي لايغار بتاتا على أنثاه، وهذا ما نلحظه تفشى ولايزال في أقوام الخنازير وأكلته. يقول ابن خلدون:" أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة" وهي (عدم الغيرة على العرض). لقد أشار النبي صلي الله عليه وسلم إلي أثر الطعام علي خلق آكليه فقال: "الفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم" رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه. الخنزير حيوان لاحم عشبي تجتمع فيه الصفات السبعية والبهيمية، فهو آكل كل شيء، وهو نهم كانس كنس الحقل والزريبة فيأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم، وهو مفترس يأكل الجرذ والفئران وغيرها كما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه يقول الإمام الدميري : إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق تكتنف حياته الجنسية الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة. قد أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان عندما يتناول دهون الحيوانات آكلة العشب فإن دهونها تستحلب في أمعائه وتمتص، وتتحول في جسمه إلى دهون إنسانية، أما عندما يأكل دهون الحيوانات آكلة اللحوم أو الخنزير فإن استحلابها عسير في أمعائه وإن جزيئات الغليسريدات الثلاثية لدهن الخنزير تمتص كما هي دون أن تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون حيوانية أو خنزيرية .

 

أرقام وإحصائيات :

من بين الأرقام والإحصائيات المفندة لهذا التضخم الإعلامي الذي منح للمرض ولم يعطى لغيره، ما ذكرته الأمم المتحدة (راعية) الأمن والسلام: أن الأنفلونزا العادية تودي وحدها بحياة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف شخص سنوياً، وأن هنالك 14 ألف شخص في العالم يُصابون بالإيدز كل يوم!!! وثلاثة ملايين شخص سنويا من مرضى السل بالدول النامية فقط، والبقية تأتي... فأين ضحايا أنفلونزا الخنازير من هذه الأرقام؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الجواب لكم.

 

حقائق للأنس وتساؤلات للتفكير:

أحق الحقائق، سؤال ملخص لكل قول:

هل هناك بالفعل مرض اسمه مرض أنفلونزا الخنازير؟؟؟ أم أنه مجرد وهم أخاف العالم؟؟؟

فإن كان حقيقة، وينتشر بالسرعة التي تداولتها وسائل الإعلام حتى صنفته منظمة الصحة العالمية من ضمن الأوبئة الخطيرة التي وصلت خطورتها إلى الدرجة الخامسة من ست درجات.... فلم لم ينتشر بين حجاج بيت الله في موسم 1430هـ وهم أكثر ازدحاما ؟؟؟ 

ثم إن من الحكم الربانية أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، أليس من حسنات الحصار والحجر الصحي تنام غزة مع أبنائها نوم الخلي من مشاكل الخنزير وأدران الخنازير والخنازير أنفسهم؟؟؟؟؟؟

ألا يمكن أن يكون المرض جند من جنود الله، ولله جنود أخفياء أرادهم الله أن تكون سببا في عودة وتذكر وردع اللاهي واللامبالي ؟؟؟؟

ورب الكعبة، لا ينقذ البشرية اليوم ولا يخرجها مما هي فيه سوى رب محمد. فـ"لا يقع بلاء في الأرض إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة".

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1293 الخميس 21/01/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم