أقلام حرة

إسرار عراق مابعد الانتخابات

دول من خارج العراق وبالتالي هذا يقودنا إلى معرفة من يمتلك الحل للازمة العراقية وبكل بساطة وبدون عناء يمكن معرفة إن اللاعبين الرئيسين في العراق هم الأربعة الكبار أمريكا وإيران وسوريا والسعودية وقد اتفقوا هؤلاء، و كل منهم منطلق من مصالحة الخاصة وبدون أي اعتبار للمصلحة الوطنية العراقية حيث اقتنعوا أن استمرار الصراع في العراق سيؤدي إلى انعكاسات داخل بلدانهم ولأن الضغط والفائدة المتبادلة التي ستجنيها هذه الأطراف لاتحتاج إلى شرح لذلك اتفقوا على أن تحكم المرحلة القادمة بواسطة ائتلاف قوي يضمن مصالح هؤلاء الأربعة وتتمثل خريطة هذا الائتلاف بثلاث كتل رئيسية قادرة على تشكيل حكومة منسجمة متمثلة بتيار إياد علاوي الذي يمثل مصالح السعودية ودول الخليج المتحالفة معها إضافة للمصالح الأمريكية وبداخلة كتلة صالح المطلك الذي يمثل البعثتين التي تتحكم سوريا بورقتهم وكتلة الحكيم والصدر التي تتحكم بهم إيران ومن ثمة بيضة ألقبان في المعادلة السياسية العراقية ألا وهو التحالف الكردستاني الذي انظم إلى هذا التحالف بفوائد وشروط بعد أن دفعت السعودية لهم (ثلاثة مليارات دولار) كرشوة سياسية وضمان المصالح الكردية في الحكومة القادمة من قبل إيران وسوريا والسعودية وبمباركة أمريكا حيث تكون هذه الحكومة برئاسة أياد علاوي على أن يتنازل الأكراد عن رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة البرلمان مقابل ضمان مصالح كردية في بعض المناطق النفطية في كركوك وعدم التضييق عليهم في استغلال الثروة النفطية والغاز كمتنفس من الحاجز التركي حيث يضمن لهؤلاء انبثاق حكومة من ائتلاف ضامن لمصالحهم بحيث لا تتخذ أي قرارات ضد أياً منهم وان لا يخرج أي قرار من الحكومة إلى بعد أن يطبخ في مطابخ الكتلة التوافقية (الأم) حيث تعهد أياد علاوي بدعم سوريا اقتصادياً وهي التي تعاني من أزمة مالية خانقة في ضوء بدء نضوب النفط والغاز فيها كما ستعمل الحكومة العراقية والسعودية على عدم التشجيع أو المساعدة أو المساهمة في أي ضربة توجهها إسرائيل إلى إيران فيما لو نجحت بلوي ذراع أمريكا التي تتجه مع إيران أكثر من اتجاهها ضدها وتكون طريقة تشكيل هذا الائتلاف بان السعودية تدعم أياد علاوي بالمال الانتخابي وسوريا بتشجيع البعثيين على دعمه بكتلة صالح المطلك وإيران تقوم بدعم ائتلاف الحكيم على أن يقوم هؤلاء الثلاثة بتسخير كل ما يمتلكون من ماكنه إعلامية لدعم هذه الجهات وفي نفس الوقت تحاول هذه الماكثة بتسقيط وتقليل شعبية ائتلاف دولة القانون التي فشل رئيسها بالمحافظة على الشعبية التي حصل عليها نتيجة اعتماده على مستشارين فاشلين صوروا له الأوضاع على غير حقيقتها، وان يتشكل هذا التكتل بعد الانتخابات بعد أن تضغط السعودية على كل قوائم العرب السنة بالانضمام إلى ائتلاف علاوي وسينظم ائتلاف البولاني وابو ريشة والتوافق لهم وبذلك نشكل اكبر كتله في البرلمان وهنا قد يسأل سائل ماهي مصلحة أمريكا من ذلك وهنا لابد من التذكير من أن أمريكا جادة بالانسحاب من العراق في عام 2011 وهي لا تريد أن تنسحب مودعة بحذاء منتظر الزيدي لأن انسحابها يعني ذهاب العراق إلى المجهول وبالتالي (كأنك يا أبو زيد ماغزيت) فهي تريد أن تضمن ما تبقى لها من أهداف طويلة الأمد لم تحقق بعضها في العراق بعد، إضافة الا أنها تريد ترك العراق وهو يزهو بمنجزات أمريكية يغطي رائحة الموت والدمار الذي حل به وبالتالي أيقنت من خلال معلوماتها أن ما يحدث في العراق من دمار وزعزعة الأمن هو نتاج سعودي عن طريق دعمها للقاعدة ودعم العنف الطائفي وكذالك الدعم الإيراني عن طريق المجاميع الخاصة ومنظمة بدر وفيلق القدس الذي يعمل في العراق وسوريا التي تدعم العبثيين الذين يؤمنون كافة أنواع الدعم اللوجستي لأعمال القاعدة في العراق وبالتالي اشتراك هؤلاء في تقاسم الكعكة العراقية مع تعهدهم بضمان المصالح الأمريكية فيه وتكون هذه الأطراف هي الحاكمة بواسطة ممثليها فمن أين سيأتي العنف وبالتالي سيكون عام 2010 و2011 عامي آمان وسلام واستثمار مما يسهل الأمر إلى انسحاب أمريكي مشرف ونجاح حكومة أياد علاوي مما يؤسس لولاية ثانية له وبذلك يكسب العراق لأمن والأمان والرخاء وبفقد السيادة والقرار الوطني لان من سيقرر نيابة عنه  الدول المتحالفة أي أن العراق وضع بين خيارين أن يختار الإعدام شنقا أو رمياً بالرصاص وأما أن يستمر الصراع الدموي على أرضة وان تكون السيادة مقابل السلام ليصبح أسد الغابة العربية أرنبا في حظيرة من كانوا يتمنون ابتسامة مجامله منه (حسبنا الله ونعمه الوكيل)

 

هيفاء الحسيني إعلامية وناشطة في حقوق الإنسان

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1295 السبت 23/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم