أقلام حرة

تمرد الاطفال

التمرد: هو الثورة على حدث ما احدث شرخا في النفس تولد نتيجته عصيانا ثم تمردا تجاه ذلك الحدث.

وغالبا مايبدا التمرد في سن صغيرة،اي في مرحلة الطفولة تحديدا والمراهقة بشكل عام،فترى بعض الاطفال يمتهنون التمرد على الدوام كسلوك يومي،ثائرين لاتفه الاسباب،لاينصاعون لاي امر،غير ابهين بالنظام،او الامور الحياتية اليومية،ربما لعدة اسباب قد يكون اولها شخصية الطفل الميالة للعناد،اوالصرامة والشدة التي يعامل بها الطفل والتي لاتنسجم مع عقله الصغير وعمره،فيتمرد وقد يظهر التمرد بعدة اشكال منها ارادية،كأخفاء او تكسير الاشياء،ومعاكسة النظام مهما كان شكله اومضمونه،ومنها لاارادية كالتبول الليلي نتيجة الكبت الذي يتعرض له فيترجم ذلك الى افعال لاارادية-وان ظن بعض الاهل انها ارادية-.

ان اصرار الاهل على نوع معين من التربية تتسم بالشدة والقسوة والتعنيف الذي لايتلائم مع عقلية الطفل سيؤدي حتما الى تمرد الطفل وشذوذه عن اقرانه وابداءه ذلك التمردبافعال غير سوية واقوال نابية ومحاربة الابوين بل التجاوز عليهما والسخرية منهما اخذين بنظر الاعتبار شخصية الطفل غير الهادئة اصلا،مما يؤدي الى تعنت الابوين ولجؤهما الى اساليب اكثر قسوة بمحاولة منهما لاعادة الطفل الى جادة الطريق-حسب اعتقادهما-لكن الامر يزداد سوءاوعنادا وتمردا من قبل الطفل ،وذلك يؤدي الى سلوكيات نفسية غير نمطية شاذة ومنحرفة ليبرهن كينونته لنفسه اولا ثم لاهله ثانيا بانه قادر على الرفض وكسر الاوامر،ويعبر عن ذلك بطريقته العدائية التي يراها مناسبة للرد والتي باتت سلوكا روتينيا يوميا يعودعليه بالاذى ويصر عليه رغم كل شئ.

ان الاستمرار بتعنيف الطفل –العنيد-حالة غير صحية اما لجهل الاهل الاساليب التربوية المناسبة او لعدم التفرغ لتربيته وتركه بيد فلان وفلانة،تارة عند الجدين،واخرى عند الخالة وثالثة عند العمة او الجيران او.....الخ ،خصوصا اذا كانت الام موظفة تقضي القسم الاكبر من وقتها خارج البيت ثم تاتي فيما بعد لتوبخه على تصرقاته غير اللائقة التي اكتسب مفرداتها من هنا وهناك،ناسية انها ساهمت مساهمة فاعلة لايصال طفلها الى حالة التمرد..

ان الام يجب ان تكون اكثر وعيا والتزاما لاحتواء طفلها ومراقبة سلوكه،وان تكون قريبة منه لتقويمه بدل من معاقبته ومحاسبته على افعال تبدو له في كثير من الاحيان"مقبولة"واللجوء الى اساليب تربوية تعتمد على الاقناع والحوار والنزول الى عقلية الطفل بدلا من جعله"ندا"،لان هذه الندية ستجعل الطفل يقوم بنفس الفعل ويجعل امه او ابيه ندا له ليقوم بعد ذلك بكل مايمليه عليه ضميره المتمرد،بل ويشرعنه.

 على الام الواعية ان تجعل جسرا بينها وبين طفلها قائما على اعمدة ثابتة لاتقبل التسويف،جاعلة حضنها متاحا على الدوام لاستقبال هفواته وحماقاته وتقويمها،عليها ان تشعره بانها محتاجة لحضنه اكثر فيكون حضنها له هو العالم باسره..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم