أقلام حرة

العدالة الإلهية!!

صادق السامرائيأول مرة تعرفت على هذه العبارة عندما كنت في المرحلة المتوسطة حينما دخل مدرّسنا في اللغة العربية متأبطا كتاب "عدالة السماء" لمحمود شيت خطاب.

وبدأ يحدثنا عن إعجابه بقصص الكتاب الواقعية التي تشير إلى ميزان العدالة الإلهية، الذي خلاصته من ظلم ينال جزاءه حتما مهما توهم بغير ذلك.

وأخذ يقرأ لنا بعضا من قصص الكتاب، وكانت الحصة تسمى حصة الإنشاء، أي الكتابة، وما تعلمنا فيها كيف نكتب.

ومرت الأيام ومفهوم العدالة الإلهية  يتجسد بأحداث متكررة على جميع المستويات، فإن ظلمتَ فأن نتائج ظلمك قادمة إليك، وإن قتلت ستُقتل  ومثل ما فعلته بغيرك سيُفعل بك مهما تصورت غير ذلك.

ولو تأملنا ما جرى للذين أطاحوا بالحكم الملكي في العراق  لتبين لنا ما آلت إليه مصائرهم، وآخر حكام العراق حصل له ما فعله بالآخرين وكانت نهايته بعيدة عن أي تصور أو خيال.

وما يدور في الواقع العراقي منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم، بما قام به المتسلطون من مآثم وخطايا، فأنهم سينالون مثلها وأقسى، لأن ميزان العدالة الإلهية لا يخطئ ودقيق ويمنحهم فرصة تلد أخرى حتى يوم الحساب الشديد.

ولا بد من القول وبيقين راسخ، أن لا أحد منهم أبدا سينجو من حكم العدالة الإلهية، مهما كبرت عمامته وإزداد عددا أتباعه، فأن الحق والعدل يثأران وسينال الظالمون جزاءهم ، والمتاجرون بمذهب أو دين، والمراؤون والمضللون والمخادعون والآخذون بالأبرياء إلى مصير مشؤوم.

وها هي أيام الحساب قد أزفت ولن يفلت من عدالة السماء مَن أجرم وأظلم.

وإن العدل الإلهي صادق أمين!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم