أقلام حرة

من المرزوقي.. لقيس: نفس الاساليب وان اختلف الفاعلون

العربي بنحماديمن منا لا يتذكر تلك الحملة العاتية التي تعرض لها الرئيس السابق المنصف المرزوقي، ما جعل جزء من الراي العام يعاديه وينفر منه ويعاديه. وقد اعترف الكاتب توفيق بن بريك والاعلامي نوفل الورتاني انسياقهما في حملة اساءة وتشويه لأدائه عندما كان رئيسا مؤقتا لمدة بضعة سنوات. وقد اعتذر هذا الاخير لدى المرزوقي.

ومما زاد الطين بلة ان النخبة التي ساندته وآمنت به في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي سنة 2011، انفضت من حوله ، بعد ان اصابها الاحباط وتجرعت مرارة الصدمة، لشعورها ان الرجل فقد هويته كمناضل حقوقي مستقل، كما خانته تحالفاته التي لم يجني منها الكثير عندما جد الجد.

وقد كنت من القلائل الذين دافعوا عنه، في وقت كان الدفاع عنه يتطلب الكثير من الجرأة. وجريدة الصباح شاهد على ذلك.

لكن بعض الذين يتأسفون عليه اليوم كانوا متواطئين ضده، وفي احسن الحالات، سلبيين.

اليوم هناك حملة مشابهة تُشن على الرئيس قيس سعيد، وان اختلف الفاعلون جزئيا.

 تعتمد هذه الحملة على: اخراج الكلام من اطاره، التأويل، التضليل، وان اقتضى الامر الكذب الظاهر والمبطن.

 ولعل تأويل وتشويه تصريحه بفرنسا مثال حي على ذلك، دون ان ننسى ما تعرض له في ذلك البلد من استفزاز القصد منه اهانته.

 انطلقوا من استعمال الرئيس لكلمة، حماية، وهو مجرد اصطلاح بيداغوجي يشير الى اتفاقية باردو 1881، فأصبح، في نظر البعض، وبعصا سحرية، ان الرئيس قيس سعيد يناصر الاستعمار وانه مجرد من الوطنية، في حين تضمن تصريحه استهجان للاستعمار، الذي وصفه اصطلاحا بالحماية، كما طالب بأكثر من الاعتذار اي التعويض للشعوب المستعمرة بطريقة او بأخرى .

وهذه مجرد عينة، من حملة، لا تختلف من حيث التشويه والتحريف والقوة عما لحق المرزوقي، رغم اختلاف الفاعلون جزئيا.

فقيس سعيد ليس فوق النقد، كما ان ادائه من حيث الشكل والمضمون يمكن ان يتحسن ويتطور. لكن ما يزعج فيه ليس ما هو سلبي فيه، ما يزعج هو نظافته وشعبيته التي وجد فيها الدرع الحامي لمواقفه ومواجهة المتربصين به.

كما لا يخفى على المطلعين ان الحملة العنيفة التي يتعرض لها رئيس الوزراء الياس الفخفاخ، الذي وقع او اوقعوه في قضية تضارب مصالح، الهدف منها اضعاف قيس سعيد وتحميله وزر الفخفاخ الذي قام باختياره. ومن المضحك المبكي ان حركة النهضة التي تقود هذه الحملة هي متحالفة مع قلب تونس المتعلقة به شبهات فساد دخل بموجبها امينه العام السجن وهو يحتمي بحركة النهضة ليمنع بجلده.

وما استغربه هو هذه الصحوة الوطنية التي انتابت بعض من انصار حركة النهضة بعد تصريح قيس سعيد حول الاستعمار. كنت اعتقد ان وطينتهم تتجاوز المجال القطري الضيق لتشمل الوطن الاسلامي كما كان حال الحركة الشيوعية التي تكرس مواطن العالم.

على كل اسجل هذه الصحوة الوطنية المباركة متمنيا ان تتجذر وتتواصل وسيكون ذلك مكسبا ثمينا لتونس.

 

العربي بنحمادي -تونس

 

 

في المثقف اليوم