أقلام حرة

على قدر أهل العزم...!!

صادق السامرائي"على قدر أهل العزم تأتي العزائم..."، معادلة سلوكية فكرية فلسفية عميقة الدلالات والإشارات والمعاني، وكأنها مُستلة من الفلسفة اليونانية القديمة!!

تواردت إلى خاطري وأنا أتابع الأخبار الموجعة، المحفوفة بالكلام التمويهي الذي يسعى إلى طمر الويلات في تراب التجاهل والإهمال.

وشعرتُ بالندم عندما كتبت كثيرا محاججا الآخرين الذين يدّعون أن المجتمعات المتأخرة لا قدرة عندها على التعامل مع المستجدات المبتكرة بأنواعها، وبخصوص المتفجرات فأن المصيبة أقسى وأفظع، فكم من النواكب المروعة قد تسببت بها الأخطاء والتصرفات الساذجة البليدة.

وفي الحروب كم من الضحايا والخسائر ذهبت، بسبب الجهل والأمية في التعامل مع الأسلحة المتطورة، التي كانت تأتي إلى الجيوش المتحاربة، وهي لا تجيد إستخدامها ولا تعرف خواصها، ولا تمتلك شيئا عن أسرارها.

وموضوع المواد المتفجرة المورّدة إلى مجتمعاتنا، من أفظع وسائل دمارنا وخرابنا ومحق وجودنا، لجهلنا ومساوئنا ونفوسنا المحقونة بالإنفعالات السلبية العمياء.

فنحن مجتمعات لا تفهم في مبادئ وآليات الوقاية من الأخطار بأنواعها، ولهذا تتوافد إلينا الخطوب من كل حدب وصوب، لأنها تجد مرتعها الخصيب بيننا.

ولهذا فعلى قدر أهل الجهل تأتي المصائب، وكلما تمادينا في غفلتنا إستثمرت فينا الويلات والتداعيات، وحققت ما لا يخطر على بال من الوجيع الفتاك.

والمثال الأقرب إنفجار مرفأ بيروت في 6\8\2020 والذي يشير إلى مستويات جهلنا السلوكي، وأميتنا الوقائية، وعدم شعورنا بالمسؤولية والغيرة الإنسانية.

وقبل ذلك حصلت العديد من الإنفجارات الهائلة في مدننا المشحونة بالمتفجرات المادية والفكرية والنفسية والعقائدية البلهاء.

ويبدو أن الآخرين يعرفونا أكثر مما نعرف أنفسنا، ويعلمون أن توريدهم السلاح والعتاد إلينا هو للإضرار بنا، وسحقنا في صراعات نارية لهابة نتوق إليها ونتشوق، ونحسبها بطولات ورجولات ما دام الدم سفّاك فيها!!

ولعنة كبرى على السلاح والعتاد الذي لا نجيد صنعه، ويأتينا ونحن الجاهلون به، والمستخدمون له لقتل بعضنا وتدمير مدننا!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم